النوم الجيّد يبعد النسيان والتوتر... والسموم!

ما الرابط بين النوم الجيّد والنسيان والتوتر.... وصولاً إلى تنظيف جسم الانسان من السموم؟

النوم الجيّد يبعد النسيان والتوتر!

رأى العلماء أن الدماغ يغسل نفسه بسائل منظف أثناء النوم، وقد يكون هذا عاملاً وقائياً ضد الخرف.

أتى ذلك بعد دراسة نشرتها صحيفة "دايلي ميل" البريطانية  شملت البحث في أدمغة 13 شاباً أثناء نومهم، رأى العلماء في جامعة واشنطن شيئاً "مذهلاً"، حيث يندفع السائل النخاعي إلى المخّ كل 20 ثانية أو نحو ذلك، عبر موجات نابضة.

ويعتقد أن السائل الدماغي الشوكي أو السائل الدماغي النخاعي (CSF)، وهو سائل صافٍ موجود أيضاً في العمود الفقري، يطرد المواد السامة التي تشارك في تطوير الخرف.

ولأول مرة، تمكّن العلماء من التقاط هذه العملية بالصور، ويأملون أن يمهّد الطريق لفهم أمراض الدماغ.

ويقول العلماء إن الأشخاص الذين يحصلون على الكثير من النوم الجيد يمكنهم حماية أنفسهم من هذا التدهور، ودرسوا  أدمغة 13 شاباً من الأصحاء، تتراوح أعمارهم بين 23 و33 عاما، والتي تم تصويرها عبر ماسح بالرنين المغناطيسي خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة.

وفي الوقت نفسه، راقب العلماء أنواعاً مختلفة من النشاط في أدمغة المشاركين، وباستخدام نوع آخر من التصوير بالرنين المغناطيسي، قام الفريق أيضاً بقياس حركات السائل الدماغي النخاعي في المخ.

وظهرت الإشارات الكهربائية المعروفة باسم الأمواج البطيئة أو موجات "دلتا"، أثناء نوم المشاركين، وبعد بضع ثوان، خرج تدفق الدم من رؤوسهم وهرع السائل الدماغي النخاعي إلى المخّ على شكل موجات إيقاعية نابضة.

ووجد العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من حالات تنكّس عصبي مثل مرض "ألزهايمر"، أكثر أشكال الخرف شيوعاً، لديهم موجات دلتا أقل وأضعف، وهو ما يؤثر على تدفق الدم في الدماغ ويخفض من نبضات السائل الدماغي النخاعي إليه أثناء النوم، وهذا بالتالي ما قد يؤدي إلى تراكم البروتينات السامة وانخفاض قدرات الذاكرة.

النوم الجيّد والتوتر

وفي السياق، ذكرت دراسة في شهر أيار/ مايو الماضي أن النوم الجيّد يساعد في نسيان اللحظات أو المواقف المحرجة، فبعد التعرّض لموقف محرج عادة ما يشعر الإنسان بالخجل، ولكن هذا الخجل يختفي بعد قضاء ليلة نوم جيدة.

واستند الباحثون في المعهد الهولندي للعلوم العصبية في أبحاثهم إلى 27 شخصًا يعانون من الأرق و 30 شخصًا ينامون بشكل طبيعي.

وفي حديث لصحيفة التايمز، قال البروفيسور “أويس فان سومرين”، وهو أحد مؤلفي البحث: "لقد طلبنا من المشاركين الغناء ثم الاستماع إلى غنائهم ثم ملء استبيان حول مدى شعورهم بالخجل من سماعها".

وقام الباحثون بتحليل فحوصات الدماغ لـ 57 مشارك أثناء الاستماع إلى محاولتهم للغناء كما طلب من المتطوعين تذكر لحظة محرجة من عقود مضت، و طُلب منهم القيام بالأمرين مرة أخرى بعد النوم

وأظهرت أنماط موجات الدماغ التي لوحظت لدى الأشخاص الذين ينامون جيداً، أن المشاعر قد تم تحييدها، مع القليل من ردود الفعل في منطقة “الجهاز الحوفي” المسؤول عن الوظائف الانفعالية، بينما أظهرت الأنماط رد فعل قوي لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق.

وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين ينامون جيداً يستفيدون من النوم عندما يتعلق الأمر بالتخلص من التوتر العاطفي أما الذين يعانون من الأرق فإن المواقف المحرجة تجعل مشاعرهم أسوأ.