"الاقتران العظيم"... حدث فلكي نادر يشهده العالم

العالم يشهد تقارب أكبر كوكبين في المجموعة الشمسية، المشتري وزحل، إلى أقصى حد خلال ظاهرة تسمى "الاقتران العظيم".

  • القمر وزحل والمشتري بعد غروب الشمس مع نصب واشنطن التذكاري - 17 كانون الأول/ديسمبر 2020 (أ ف ب).
    القمر وزحل والمشتري بعد غروب الشمس مع نصب واشنطن التذكاري - 17 كانون الأول/ديسمبر 2020 (أ ف ب).

يشهد العالم مساء اليوم الإثنين، حدثاً فلكياً غير اعتيادي يتمثّل في تقارب أكبر كوكبين في المجموعة الشمسيّة، المشتري وزحل، إلى أقصى حدّ.

في ظاهرةٍ تُسمّى "الاقتران العظيم" وهي لن تتكرر قبل عام 2080، فبعد غروب الشمس سيظهر الكوكبان العملاقان في حقل الرؤية عينه لأدوات المراقبة، ما يُعطي انطباعاً بأنهما قريبان إلى درجة الاندماج، فيما تفصل مئات ملايين الكيلومترات بينهما في الواقع.

وللتمتع بهذا المشهد، يتعين الاستعانة بأداة مراقبة صغيرة وإيجاد سماء منقشعة تماماً، وتصويب النظر في اتجاه جنوب الغرب، في نطاق من الأرض يضم مناطق في أوروبا الغربية (إيرلندا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال)، إضافة إلى أنحاء واسعة من أفريقيا.

وبدأ التقارب الظاهر بين الكوكبين منذ أشهر، وهو سيصل إلى أقرب مسافة يوم الانقلاب الشتوي (في مصادفة زمنية)، ما سيعطي انطباعاً بأن الكوكبين هما جرم سموي واحد.

وأفاد فلوران ديلفي من مرصد باريس (بي أس أل)  أن "الاقتران العظيم" هو "الوقت الذي يضعه الكوكبان لبلوغ مواقع نسبية مشابهة بالنسبة للأرض".

ويدور المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية، حول الشمس في 12 عاماً، فيما تستغرق دورة زحل 29 عاماً. وفي كل عشرين عاماً تقريباً، يظهر الكوكبان كأنهما يتقاربان لدى مراقبة السماء من الأرض.

ويتابع ديلفي "باستخدام أداة مراقبة صغيرة قد تكون ببساطة مجرد منظار، سنتمكن من رؤية الحزامين الاستوائيين للمشتري وأقماره الرئيسية، مع حلقات زحل في إطار واحد". 

ويعود آخر "اقتران عظيم" إلى العام 2000، لكن الفارق بين الكوكبين لم يكن ضئيلاً بالدرجة التي سيشهدها العالم اليوم الإثنين منذ عام 1623. كما لن يشهد العالم حدثاً مشابهاً بهذه الدرجة من التقارب بين الكوكبين قبل 15 آذار/مارس 2080.