أربعون وبعد: الكاتيوشا.. بين لحظات الفقد وضبط النفس

في الحلقة الثالثة من سلسلة "أربعون وبعد"، يتحدّث السيد حسن نصر الله عن وقع فقدان السيد عباس الموسوي، وكيف تمّ انتخابه أميناً عاماً لحزب الله، ويكشف ماذا كان قراره الأول كأمين عام للحزب.

  • أربعون وبعد
    السيد نصر الله: لا أنسى ليلة استشهاد السيد عباس الموسوي

"باغتيال السيد عباس الموسوي، خسرت خسارةً كبيرةً على المستوى العاطفي، ربّما أكثر من أي أحد آخر في حزب الله، بسبب العلاقة الثنائية بيني وبين السيد عباس". 

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الحلقة الثالثة من سلسلة "أربعون وبعد" 

من الأحداث الفارقة في مسيرة حزب الله، كان حدث اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي، في  16 شباط/فبراير عام 1992.  كان قتلاً دموياً بشعاً، وحدثاً أليماً للمقاومة وجمهورها إذ فقدوا قائداً مجاهداً في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

بعد اغتيال السيد عبّاس، انتُخب السيد حسن نصر الله أميناً عاماً لحزب الله في الليلة نفسها. لم تتراجع عزيمة المقاومة، بل عرفت بعد ذلك إنجازاتٍ نوعيةٍ كبيرة، لكنّها عانت، في الوقت ذاته، من تواطؤٍ خارجيٍ دموي وغدرٍ داخليٍ قاسٍ. 

في الحلقتين السابقتين من سلسلة "أربعون وبعد"، تحدّث السيد نصر الله في حوارٍ مع الأستاذ غسان بن جدو قبل 20 عاماً، عن ظروف نشأة حزب الله عام 1982، وتشكيله هويّته الثقافية والفكرية والاجتماعية والإنسانية، عارضاً تفاصيل لأول مرة حول عملية تفجير مقر المارينز في بيروت عام 1983، والجهات المسؤولة عنها، وطبيعة علاقة حزب الله بها، وكذلك موقعية السيد محمد حسين فضل الله.

اقرأ أيضاً الحلقة الثانية من "أربعون وبعد": السيد نصر الله يكشف تفاصيل لأول مرة عن تفجير مقر المارينز

 أمّا في الحلقة الثالثة من هذه السلسلة، فيتحدّث السيد نصر الله عن وقع فقدان صديقه العزيز، السيد عباس الموسوي، وكيف تمّ انتخابه أميناً عاماً لحزب الله، ويكشف ماذا كان قراره الأول كأمين عام للحزب، وأهمّ المحطات التي مرّت على الحزب بعد ذلك. 

كيف كان وقع فقدان السيد عباس الموسوي؟ 

يسرد السيد نصر الله تفاصيل اغتيال السيد عباس الموسوي، قائلاً إنّه عندما تلقّى خبر استشهاد السيد  وزوجته وطفله، كان في الضاحية، في منزله الكائن في بئر العبد مقابل مسجد الإمام الرضا، عليه السلام، وعَلم حينها أنّ طيران العدو الإسرائيلي قصف موكبه عندما وصل إلى قرية تفاحتا وهو عائد من جبشيت. 

وأضاف: "حتى أكون صريحاً، أنا لم أتفاجأ بأن السيد استُشهد، لأننا كنّا نتوقع ذلك، لأنّ رحلاته كثيرة من الجنوب وإليه، وسياراته معروفة، فكان من الممكن في أي لحظة أن يحلق الطيران ويقصف موكبه، فأنا لم أتفاجأ بأمرٍ جديد".

لكنّ السيد في الوقت نفسه، أعرب عن تأثره الشديد باستشهاد السيد عباس، قائلاً: "طبعاً، على المستوى العاطفي، أنا خسرت خسارة كبيرة، ربّما أكثر من أي أحد آخر في حزب الله؛ بسبب العلاقة الثنائية بيني وبين السيد، لكن في تلك اللحظة، كان مطلوباً منّي رباطة جأش، وأن أكون متماسكاً، لأن عليّ أن أتكلم مع الإخوان ونتواصل ونعرف كيف نتصرف في هذا الموضوع". 

وأشار إلى أنّه بعد الاغتيال، "اجتمع الإخوة على الفور، وكلهم كانوا متماسكين وأقوياء، فهذا ليس بالأمر الجديد علينا، واتفقنا آنذاك أن  نُصدر بياناً ننعي به السيد عباس، ونعلن شهادته من خلال الشيخ صبحي طفيلي، وعلم الناس بخبر الاستشهاد". 

وأفاد بأنّه، بعد ذلك، قاموا بمتابعة الأجساد، إذ "أحضرنا الأجساد من الجنوب من تفاحتا إلى مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية، وذهبنا ليلاً أنا والإخوان إلى المستشفى لنرى الأجساد"، مضيفاً: "لا أنسى المشهد في تلك الليلة نهائياً، لم نعرف من السيّد ومن أم ياسر، الأطبّاء هم من شخّص الأجساد، وكان حسين، الطفل الصغير، لحمه مدموج وممزوج بجسد أم ياسر". 

وتابع: "في كلا الجسدين لا يوجد رأس، لا يوجد يدان، لا يوجد قدمان، يوجد جسم محترق ومتشظٍ. كان المشهد مؤثّراً جداً بالنسبة إلينا كلنا، لأنّ السيد كان دائم الدعاء بشهادةٍ لا مثيل لها، يتشظى بها جسده". 

بن جدّو: عملية انتخاب السيد عبّاس عام 1992 كانت لافتة

وتعليقاً على أحداث اغتيال السيد عبّاس، علّق بن جدو، أنّه "بالحديث عن عملية استشهاده، لا بدّ من التطرق إلى عملية انتخاب السيد عبّاس عام 1992 اللافتة".

وفي تفاصيل عملية انتخابه، أضاف بن جدّو أنّ "السيد عبّاس رفض انتخابه مطلقاً، وحين أصروا عليه، لم يكتفِ بالممانعة، بل غادر بيروت ولاذ بالبقاع. وبعد فترة، لحقت به القيادة؛ لأنّه كان هناك تصميم على الاختيار والتأخر، في الحقيقة، أثار لغطاً داخل الحزب وحتى خارجه، لاسيّما أنّه تمّ الحديث في الإعلام في هذا الخصوص عن أنّ هناك خلافات حادة داخل القيادة على منصب الأمين العام، إنّما الحقيقة ليست كذلك بالمطلق.. الخلاف على من كان يرفض أن يكون أميناً عاماً".

وأضاف أنّه "بعد حديث طويل وجدل ساخن في البقاع، اقترح السيد نصر الله على السيد عباس الذي كانت بينهما علاقة خاصة و"مونة"، أن يحتكم إلى الاستخارة، فقبِل السيد عباس على مضض، ودخل إلى غرفةٍ أخرى مغايرة، أطال مدة الاستخارة بالصلاة، والدعاء،  ثمّ الاحتكام إلى القرآن الكريم، وكانت نتيجة الاستخارة إيجابية، وبهذه الاستخارة، أصبح السيد عباس الموسوي أميناً عاماً لحزب الله".

كيف انتُخب السيد نصر الله أميناً عاماً لحزب الله؟ 

وبشأن كيفية انتخابه أميناً عاماً لحزب الله خلفاً للسيد عباس الموسوي، أوضح السيد نصر الله أنّه عندما استقرّت "مراسم تشييع السيد عباس وزوجته وولده، بمشاركة مئات الآلاف، وبعد ترك جثمان السيد عباس في المدرسة التي أسسها هو، والتي تأسس بها حزب الله في بعلبك، اجتمع الإخوان وقالوا إنّه يجب انتخاب أمين عام قبل أن ينزل جسد السيّد في القبر، ويجب أن تعلم الناس كلها  بانتخاب أمين عام لحزب الله، وبأنّ الذي يخطب في تشييع السيد هو الأمين العام الجديد".

وأضاف: "الموضوع لم يأخذ 5 دقائق،  وقال الإخوان إنّ هذا الموضوع واضح ولا يحتاج إلى كثيرٍ من النقاش، وأجمعوا على انتخابي أميناً عاماً، وكان الإخوان الموجودون كلهم أكبر منّي سناً، مثل الشيخ صبحي الذي كان موجوداً في الشورى، والشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام، والشيخ محمد يزبك وإخوة آخرين".

وتابع: "ناقشتهم قليلاً  بمقدمات القرار، وتمنيت على الإخوة أن يكون هناك خيار آخر، وطرحت أن يكون الشيخ صبحي طفيلي هو الأمين العام، لكن بالنهاية هم طرحوا مقدمات مقنعة، الجو النفسي، والجو العاطفي، والجو المعنوي، وصلة العلاقة الوثيقة بيني وبين السيّد عباس، وطرحوا مجموعة أسباب، وقالوا نحن لدينا الآن أمين عام شهيد، يعني نحن في ذروة المواجهة مع الإسرائيلي، ومصلحة الحزب، ومصلحة المقاومة، ومصلحة الكل أن تقبل أنت هذا، فقبلت". 

السيد نصر الله يكشف أول قرارٍ اتخذه بصفته أميناً عاماً لحزب الله

وفي ما يتعلّق بأوّل قرارٍ اتخذه بعد إعلانه أميناً عاماً، قال السيد نصر الله: "أذكر حينها أنه بعد اختياري أميناً عاماً بعد استشهاد السيد عباس الموسوي وعائلته، وخلال توجّهنا إلى المقبرة لدفنهم، اتصل بي أحد الإخوان قائلاً إنّ قوات الاحتلال بدأت بالتقدم نحو بلدتي كفرا وياطر في جنوب لبنان، وأنّ هناك مواجهة عنيفة تدور هناك مع المجاهدين".

وأضاف السيد نصر الله: "كان هناك اقتراح من جانب قيادة المقاومة بالمواجهة مع الاحتلال بشكلٍ عنيف، لكنهم أخبروني بأنه إذا أردت الضغط من أجل أن تتراجع قوات الاحتلال، فيجب أن نقوم بضرب صواريخ كاتيوشا على المستعمرات الإسرائيلية".

وتابع السيد نصر الله: "تشاورت حينها مع بقية أعضاء الشورى الموجودين خلال الجنازة، واتخذت أول قرار بصفتي الأمين العام لحزب الله (استهداف المستعمرات)".

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنها "كانت تلك المرة الأولى التي تقوم بها المقاومة الإسلامية بقصف المستعمرات الإسرائيلية". 

ما هو اتفاق تموز عام 1993؟ 

واستعادةً لتفاصيل عدوان تموز عام 1993، ومجزرة أيلول الأسود ضد حزب الله بالتزامن مع توقيع اتفاق أوسلو، أشار إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي  في عدوان تموز 1993، وضع هدف ضرب البنية التحتية لحزب الله، وكانوا يقدّرون أنّ حزب الله أول 3 أيام سيتراجع أمام حجم الهجمة وشراستها وكثافة النيران، فضربوا عدداً كبيراً من المراكز، أو من البيوت التي ظنّوا أنها مراكز، لكن كانت لديهم معلومات خاطئة". 

وأكّد أنّ "الاحتلال الإسرائيلي تفاجأ بأنّ هذا كله غير صحيح، وأنّه غير قادر على استهداف البنية التحتية. توقعوا أن يصبح هناك انتفاضة داخلية شعبية في لبنان ضد حزب الله، إلاّ أنّ ذلك كان قراءة خاطئة، فالناس وقفت مع حزب الله وصمدوا، وصمدت المقاومة أيضاً، واستمر إطلاق الكاتيوشا وبقي قائماً". 

وتابع: "استمرت الحرب عدة أيام، وتراجعوا عن هدف ضرب البنية التحتية إلى هدف نزع سلاح حزب الله، يعني أن يفرضوا على لبنان وسوريا ذلك من خلال تفاهمات ومفاوضات. وقتذاك، كان الرئيس حافظ الأسد وكان في لبنان الرئيس الهراوي والحكومة اللبنانية، وأرادوا أخذ التزام أنّه إذا أردتم وقف الحرب خذوا قراراً بنزع سلاح حزب الله، وهذا لم يحدث، ثم تراجع الهدف إلى وقف العمليات، وأيضاً هذا التزام لم يستطيعوا أخذه".

وبيّن السيد نصر الله أنّه "بعد 7 أيام، استمررنا في قصف المستعمرات بشكل دائم، وعندما وجدوا أننا استوعبنا الهجوم، أنّنا حافظنا على بنيتنا، وفهموا أنّ استمرار الهجوم لن يضرب بنيتنا، وأنّ الشعب اللبناني متعاطف والمنطقة كلها تعاطفت معنا، وجدوا أنه لم يعد هناك أفق لاستمرار الحرب". 

والمحصّلة كانت، ما سُمي لاحقاً بتفاهم تموز، وقال السيد نصر الله: "وقتذاك، سُئلنا بشكل واضح وصريح، أنتم ما الذي يجعلكم توقفون إطلاق الكاتيوشا على الشمال؟ الآن هذا هو مطلب الإسرائيلي، أي أنّه يوقف الحرب إذا توقفت الكاتيوشا، فقلنا لهم ليوقف استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية اللبنانية، ونحن نوقف ضرب المستعمرات.. هذا ما سُمّي بتفاهم تموز، هو تفاهم شفهي، لا يوجد شيء مكتوب ولا نص".

وأوضح أنّه "وصلنا إلى تفاهم تموز، وتمّ تحديد وقت لوقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أنّه "بالنسبة إلينا، وقف إطلاق النار هو وقف إطلاق الكاتيوشا، وإلاّ بعد بلحظة أو دقيقة نحن من حقنا الطبيعي أن نهاجم مواقع الاحتلال الموجودة في جنوب لبنان". 

مجزرة أيلول الأسود عام 1993

أمّا في شأن مجزرة أيلول الأسود عام 1993، فأوضح السيد نصر الله أنّه في ذلك الوقت "كان هناك مناخ مفاوضات في أوسلو واتّفاقية أوسلو، وكان علينا أن نأخذ موقفاً ونتحرك ضد اتّفاقية أوسلو لأنّ هذه الاتّفاقية خطرة". 

وذكر أنّه "تمّ الاتفاق على أن نخرج في تظاهرة تنطلق من مستديرة الغبيري في 13 أيلول/سبتمبر، أي يوم توقيع الاتفاقية في واشنطن. كانت التظاهرة  ضد أوسلو، يعني ليست ضد أحد في لبنان لتظهر مشاكل معنا".

وأضاف: "لكن، قبل ساعات من إجراء التظاهرة، أُبلغنا من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين الأمنيين بأنّ هناك قراراً بمنع التظاهرة، لماذا؟ فهذا موقف لبنان الرسمي ضد أوسلو"، لكن في ذلك الحين، تجمّع حشدٌ كبير من الناس، فيما استنفر الجيش اللبناني وأحضر قوات وجنوداً وقوى أمن داخلي ونفذ انتشاراً مسلّحاً كبيراً في محيط منطقة التظاهرة".

ولفت السيد نصرالله إلى أنّه "انتظرنا طويلاً قبل الإيعاز بانطلاق المسيرة، إلى حين توصّلنا إلى تفاهم مع المسؤولين المعنيين، لكنّنا تفاجأنا خلال سير التظاهرة بإطلاق النار، من قبل عناصر في قوى الأمن الداخلي وفي الجيش اللبناني وقتذاك، وكانت الأسلحة موجهة إلى صدور الناس، وكلّه مسجّل وموثّق في الصور والفيديوهات". 

وتوضيحاً لأسباب حصول تلك المجزرةـ، قال السيد: "نحن، من اللحظة الأولى، اعتبرنا أنّ ما جرى هو مؤامرة لإيقاع الفتنة بين المقاومة والجيش اللبناني لإحداث حرب بين الجهتين، التي كانت تعني حكماً حرباً أهلية"، مشيراً إلى أنّ أي "قتال من هذا النوع كان سيتسبب في خراب البلد".

وفي ما يتّصل بالنتائج النهائية للتحقيقات ومن المسؤول عن هذه المجزرةـ، ذكر السيد أنّه "سياسياً، نحن حمّلنا المسؤولية للحكومة، وبالنهاية هؤلاء العسكر هم عسكر عند الحكومة"، مضيفاً أنّ التحقيقات توصّلت إلى أنّه كان هناك خلل فني أو خلل إداري، فعندما تم الاتّفاق معنا على انطلاق التظاهرة وتحديد مسارها الجديد، أبلغت كل النقاط العسكرية القريبة من التظاهرة، فيما كانت النقطة التي ألقت النار  بعيدة بعض الشيء".

وتابع: "إمّا أنّه حصل خلل ولم تُبلَّغ هذه النقطة، أو أنّ هذه النقطة أُبلغ الضابط فيها لكنه لم يُبلغ بدوره العساكر عنده، وعندما رأوا التظاهرة تسير  باتّجاههم قاموا بإطلاق النار.. هذا الأمر الرسمي الذي صدر في نهاية المطاف". 

بن جدّو: حزب الله لم يردّ الفعل ولم يسقط في فخ الفتنة

وكان لبن جدّو رأيه تفسيراً لما حدث في مجزرة أيلول، إذ قال إنّه "إذا وضعنا هذا الأمر في سياقه التاريخي والسياسي وحتى الاستراتيجي، وإذا تذكّرنا أنّ مجزرة أيلول التي هي ضد حزب الله كانت مرتبطة بتظاهرة احتجاج على اتّفاق أوسلو، فإننا ندرك أنّ قرار إطلاق النار في الضاحية قد يكون متعمداً بقوة لإبلاغ رسالة لحزب الله أولاً، وإلى كل من يعارض مسيرة التسوية ونموذجها أوسلو ثانياً".

وبيّن بن جدّو أنّ ذلك "يعني أنّ هذه المجزرة كانت بداية لمسلسل إطلاق الرصاص الحي على أكثر من حراك شعبي لحزب الله، أو لأنصار الحزب، أو حتى لبيئة الحزب العامة حتى وإن كان تحركاً احتجاجياً، قد يكون تحركاً احتجاجياً على غلاء أسعار أو غياب الكهرباء  ليس حتى على مطلب سياسي"، مثل ما حصل في حي السلم عام 2004، وفي مار مخايل عام 2008، وأيضاً في الطيونة 2021.

وبحسب بن جدّو، فإنّ المهمّ في هذه الأحداث أنّ "حزب الله لم يردّ الفعل ولم يسقط في فخ الفتنة، وتفادى حرباً أهلية، وهذا بالرغم من حملات الضغوط وحملات الحصار والتشويه". وحين نتحدث عن بيئة المقاومة، وحتى العنصرية البغيضة الفوقية المستفزة للأسف، "يُشهَد لبيئة المقاومة هذا الانضباط بشكل كبير جداً". 

هكذا تكون الحلقة لخّصت بتكثيف لحظات الفقد للشهيد الموسوي وضبط النفس لبيئة كاملة عن محاولات التوتير والاستفزاز... وما بينهما، وفي اللحظات العصيبة، كان قرار "الكاتيوشا".

اقرأ أيضاً: السيد نصر الله قبل 20 عاماً.. هكذا نشأ حزب الله ونمت هويته

اخترنا لك