الإسرائيليون يتجهون نحو العصيان.. وسموتريتش: لن ندفع الأجر لمن يشارك في الإضراب

في تصعيد لافت تتدحرج كرة الثلج في الشارع الإسرائيلي، بعد الإعلان عن تسبّب "الجيش" بمقتل الأسرى الـ6، ودعوات للإضراب العام وتعطيل الاقتصاد.

  • مشهد من التظاهرة الكبيرة في
    مشهد من التظاهرة الكبيرة في "تل أبيب"، اليوم، للمطالبة بصفقة لتبادل الأسرى. 1 أيلول/سبتمبر 2024 (إعلام إسرائيلي)

تشهد شوارع مدينة القدس المحتلة تظاهرات ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يشارك فيها رئيس "معسكر الدولة"، الوزير السابق في مجلس الحرب في الحكومة الإسرائيلية، بيني غانتس، وذلك على خلفية عثور "جيش" الاحتلال على جثث 6 أسرى قتلوا، أمس أو أول من أمس، بحسب الإعلام الإسرائيلي.

وبعد أن رفضت عائلتان من عائلات الأسرى الـ6 القتلى طلب نتنياهو التحدّث معهم، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، تعليقاً لرئيس "الموساد" دافيد برنياع على الحادثة، قال فيه إنّ "الخلاف بشأن عودة أهالي غزة إلى شمالي القطاع أكثر تعقيداً من قضية محور فيلادلفيا"، مضيفاً: "موقفي الشخصي هو أنه من الأفضل الانسحاب من فيلادلفيا ونتساريم لاستعادة الأسرى، فلا حاجة عملانية لهذين المحورين".

"نتنياهو ستتسبّب بموت كلّ الأسرى"

وبعد الإعلان عن مقتل الأسرى الـ6 الذين عُثِر على جثثهم في غزة، تم إلغاء جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية المقررة اليوم.

وأعلن أكثر من وزير نيته الطلب من الحكومة إعادة النظر في قضية "محور فيلادلفيا" تسهيلاً للوصول إلى اتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين.

ونقلت صحيفة "هآرتس"، الإسرائيلية، عن مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية، قوله إن "نتنياهو يدرك ماذا يفعل ويتصرّف بوحشية، ويداه ملطختان بالدماء".

كما صرّح وزير من "الليكود" لموقع "والاه" الإخباري الإسرائيلي، بأنّ "نتنياهو سيجد أي ذريعة ممكنة لمدّ الوقت إلى أن يموت كل الأسرى، فهو قد قرّر  إنقاذ ائتلافه وعدم إنقاذ الأسرى، لقد حسم أمرهم بالموت في الأسر".

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه "من المتوقّع أن يطرح غالانت في جلسة الكابينيت اليوم إعادة مناقشة قرار البقاء في محور فيلادلفيا"، وهو ما أعلن زعيم حزب "شاس" آريه درعي، نيته طرحه أيضاً.

تظاهرات وإضرابات واسعة اليوم وغداً

وعلى خلفية الغضب العارم لدى جماهير من المستوطنين على سياسات الحكومة، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن طرقات ستُغلق، مساء اليوم الأحد، في جميع أنحاء "إسرائيل" خلال الاحتجاجات التي يتم التحضير لها.

وأعلن كل من رئيس بلدية "غفعاتييم"، ورئيس بلدية "تل أبيب" الإضراب، غداً الاثنين، احتجاجاً على مقتل الأسرى الستة وعدم التوصل إلى صفقة تبادل. كما قررت سلسلة من المطاعم ودور السينما وسط "إسرائيل" إغلاق أبوابها مساء اليوم تضامناً مع أهالي الأسرى.

دعوة لإغلاق مطار بن غوريون غداً الاثنين

وأصدر رئيس "الاتحاد العمالي الإسرائيلي" تصريحاً مشتركاً مع عائلات الأسرى، معلناً توقّف المطار عن العمل من الثامنة من صباح الغد، معتبراً بأن "الصفقة لا تتقدّم بسبب الاعتبارات السياسية"، ودعا إلى إضراب عام يبدأ من الغد، إلا أن إدارة المطار أعلنت أن يوم غد يوم عمل طبيعي، والطائرات ستقلع وتهبط بحسب جدولها الرسمي.

بدوره طلب زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، من نقابات العمال وأرباب العمل والسلطات المحلية في "إسرائيل" تعطيل الاقتصاد، وتقدّم من رئيس "الكنيست" بالتماس عقد اجتماع عاجل للهيئة العامة "لبحث موضوع التوصل إلى اتفاق بشأن غزة".

وقال لابيد إنّ "نتنياهو ومجلس الموت قرّروا عدم إنقاذ الأسرى الـ6 الذين كانوا على قيد الحياة في غزة، وفيما لا يزال هناك أسرى أحياء في القطاع، فلا يزال بالإمكان التوصّل إلى اتفاق، لكن نتنياهو يحجم عن ذلك لأسباب سياسية".

وأضاف بالقول إن "إسرائيل" تنهار و"من المستحيل الاستمرار على هذا النحو".

وفي المقابل حث وزير المالية في حكومة الاحتلال الاسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأحد، العمال على تجاهل قرار نقابة العمال الإسرائيلية "هستدروت" بالدخول في إضراب عام غداً، الاثنين.

واتهم سموتريتش رئيس الـ"هستدروت"، أرنون بار ديفيد، "بتحقيق حلم يحيى السنوار، وبدلاً من تمثيل العمال الإسرائيليين يقرر تمثيل مصالح حماس".

وشدد وزير المالية الاسرائيلي على أن إضراب النقابات العمالية بإسرائيل "غير قانوني وسنعاقب من يشارك فيه"، محذراً من أن "أي شخص يدخل في إضراب غداً لن يحصل على أجر".

اقرأ أيضاً: الآلاف يتظاهرون شمالي "تل أبيب": صفقة لتبادل الأسرى الآن

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك