الانقسام الإسرائيلي يترسّخ: مئات الآلاف في الشارع دعماً لنتنياهو ضد المعارضة

محلّلون أكدوا أنّ هذه التظاهرة تُعَدّ إعلاناً لفشل الحوار الإسرائيلي - الإسرائيلي، وفشلاً للوساطات بين الطرفين، والتي كان البعض يعوّل عليها بعد إعلان نتنياهو تأجيل إقرار التعديلات إلى الصيف.

  • "إسرائيل" تنقسم: 200 ألف مستوطن في الشارع دعماً لنتنياهو ضد المعارضة

نزل المستوطنون الإسرائيليون إلى شوارع القدس المحتلة، تلبيةً لدعوة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من أجل دعم تعديلاته القضائية وسياساته الحكومية، ضد المعارضة الإسرائيلية، التي تحشد جماهيرها في الشوارع بوتيرة أسبوعية، منذ نحو 4 أشهر.

وأكّد مدير مكتب الميادين في فلسطين المحتلة أنّ وسائل الإعلام الإسرائيلية قدّرت عدد المشاركين في التظاهرات المؤيدة للحكومة بـ 200 ألف متظاهر.

وأوضح أنّ التظاهرة لا تزال مستمرة، مؤكداً أنّ هذا يُعَدّ "إعلاناً لفشل الحوار الإسرائيلي - الإسرائيلي، وفشلاً في الوساطات بين الطرفين".

بدوره، أشار الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، أمير مخول، في حديث إلى الميادين، إلى أنّ "توقيت هذه التظاهرة له دلالة، باعتبار أنها تأتي عشية بدء الدورة الصيفية للكنيست"، لافتاً إلى أنّ "الجديد في هذه التظاهرة أنّه، لأول مرة، يكشف المتحدثون جدول أعمالهم الحقيقي".

وقال مخول إنّ "كثيرين تحدّثوا عن الهوية اليهودية في مواجهة الجيش والمحكمة العليا والهوية الإسرائيلية"، مؤكداً أنّ "اليمين الاسرائيلي يريد أن يحتل الشارع كقوة موازية، وليس كقوة ساحقة".

وأوضح مخول أنّ "الإعلام الإسرائيلي لم يكن يوماً محايداً، وهو أحياناً يعمل بصورة أخطر من السياسيين"، مؤكداً أنّ "الكيان الإسرائيلي دخل، منذ فترة، في أزمة اللامخرج"، متوقعاً أنّ الجولة المقبلة من الاحتجاجات "ستكون أكثر عنفاً إذا استمرت هذه التظاهرات".

اقرأ أيضاً: وسائل إعلام إسرائيلية: قانون التجنيد إصبع إضافية في عين الاحتجاجات

جيش الاحتلال يشارك في "مظاهرة المليون"

وأمس، سمح "جيش" الاحتلال الإسرائيلي لجنوده بالمشاركة في "مظاهرة المليون"، تأييداً للتعديلات القضائية، التي تريد حكومة نتنياهو إقرارها، في أوّل خطوة واسعة لإظهار التأييد الشعبي لرئيس حكومة الاحتلال في مقابل المعارضة، التي نزلت بأعداد كبيرة إلى الشوارع طوال الأشهر الأربعة الفائتة.

وأفاد موقع القناة السابعة الإسرائيلية بأنّ القادة العسكريين، المعنيين بهذا الأمر، أبلغوا أنّ المشاركة "مسموح بها للجنود حتى رتبة مقدم، بشرط عدم لبس بدلة عسكرية وعدم المشاركة في أيّ أحداث عنيفة".

ويسعى نتنياهو، عبر هذا القرار، لإظهار شعبية خياراته السياسية في داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية للاحتلال، بعد أن تعرّض، خلال الأشهر الفائتة، لحملة ضغط كبيرة داخل "الجيش"، ولا سيما من جانب قوات الاحتياط، وفي وحدات مهمة ومواقع حساسة.

ووفقاً لأوامر "الجيش" ونظامه الداخلي، يُحظر على الجنود المشاركة في الاحتجاجات والنشاط السياسي والنشاط العام والنشاط الإعلامي، لكن، كما ذكر، أبلغ "جيش" الاحتلال الجنود، هذه المرة، قراراً استثنائياً، مفاده أن المشاركة في مظاهرة المليون مسموح بها، في ظل الشروط الموضوعة.

وكان نتنياهو دعا، أمس، جماهيره والأحزاب المؤيدة للتعديلات القضائية، إلى النزول إلى الشارع، في مظاهرة حاشدة دعماً لسياساته، تحت عنوان "مظاهرة المليون"، في مقابل مظاهرات المعارضة المستمرة منذ أشهر.

ويأتي ذلك بعد أن تفاقمت الخلافات بين نتنياهو وقوات الاحتياط، وبعض وزرائه وقادة الشرطة و"الجيش"، بينما يُتوقع أن تكون مظاهرات معسكر نتنياهو اليوم إيذاناً بأنّ الأزمة الداخلية في كيان الاحتلال مقبلة على مزيد من التأزم والتوتر والانقسامات العمودية الحادة.

اقرأ أيضاً: تصريحات نتنياهو تفاقم الأزمة.. وغالانت يحذّره: "الجيش" الإسرائيلي يتدهور

تتصاعد التظاهرات في "إسرائيل" ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وخصوصاً بشأن مسألة التعديلات القضائية، فيما تتسع دائرة الاحتجاج ويتنامى القلق لدى الإسرائيليين من وصول الأمور إلى حرب أهلية أو تداعيات أمنية مختلفة.

اخترنا لك