المشهد | كندا.. ساحة إسرائيليّة جديدة لمعركة الرأي العام

تطول قائمة الكنديين الذين طالتهم حملات الإلغاء التي تشنّها منظمات الضغط الإسرائيلية. فَقَدَ الآلاف وظائفهم وعقودهم أو تعرّضوا للاستهداف بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية.

  • رغم النشاط الكبير للوبي الإسرائيلي، تشهد كندا حراكاً واسعاً مناصراً لفلسطين
    رغم النشاط الكبير للوبي الإسرائيلي، تشهد كندا حراكاً واسعاً مناصراً لفلسطين

قرَّرت جامعة "بريتش كولومبيا" الكنديّة  إيقاف عرض فيلم "فدائيين"، الذي يروي قصّة المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، لمدة 30 يوماً، بذريعة "تقييم الآثار الأمنية للفعالية".

وجاء قرار الجامعة بعد حملة سياسية وإعلامية مكثّفة تعرضت لها إدارتها من قبل منظمات الضغط الإسرائيلية في كندا، وعلى رأسها منظمة "بناي بريث".

المشهد

يأتي إيقاف عرض فيلم "فدائيين" في إطار الضغوط المكثفة التي تمارسها منظمات اللوبي الإسرائيلي على المؤسَّسات الأكاديمية في كندا. تلتقط هذه المنظمات أيّ نشاط مناصر للقضية الفلسطينية أو منتقد لـ"إسرائيل" لاستهدافه. وفي هذا الإطار، تطول قائمة الكنديين الذين طالتهم حملات الإلغاء التي تشنّها هذه المنظمات، فقَدْ فَقَدَ الآلاف وظائفهم وعقودهم أو تعرّضوا للاستهداف من اللوبي الإسرائيلي بسبب دعمهم للفلسطينيين.

بين السّطور 

· تحتلّ منظمات اللوبي الإسرائيلي مكانة كبيرة في كندا، وتمارس نشاطاً واسعاً في قمع أيِّ صوت ينتقد "إسرائيل" أو يناصر الفلسطينيين، مدعومةً بشبكة من الممولين توفّر إطاراً تنظيمياً ومالياً لها. 

· في نتيجة ضغوط هذه المنظّمات، تبنّت الحكومة الكندية في العام 2019 تعريفاً لمعاداة السامية، قدَّمه "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست". ويمكن أن يُصنِّف هذا التعريف حملات حقوق الفلسطينيين على أنها تعصّب معادٍ لليهود

· تستخدم جماعات الضغط الإسرائيلية هذا التعريف كسلاح سياسيّ، وخصوصاً أنه يخلط بين انتقاد "إسرائيل" والتعصّب ضد اليهود. على سبيل المثال، طالبت منظمة "بناي بريث" الحكومة الكنديَّة قبل أسابيع بأن تموّل منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية التي تلتزم هذا التعريف فقط.

· في تحدٍّ كبير لجهود لوبي الضغط الإسرائيلي،  صوّتت الرابطة الكندية لمدرسي الجامعات التي تمثّل أكثر من 70 ألفاً من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والأكاديميين في جميع أنحاء البلاد على اقتراح لمعارضة تعريف معاداة السامية التابع لـ"التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست".

· رغم النشاط الكبير للوبي الإسرائيلي، تشهد كندا حراكاً واسعاً مناصراً لفلسطين، ومنتقداً لسجل جرائم "إسرائيل". ولا يقتصر هذا الحراك على منظمات المقاطعة أو تجمّعات الشباب الفلسطيني، بل يمتدّ بشكل واسع إلى الأوساط الطلابية والأكاديمية الكندية.

ما هو المقبل؟

يمكن الاعتبار أن العام 2021 هو العام الذي شهد فيه الجدل والتشكيك في "شرعية إسرائيل" على مستوى العالم مستويات جديدة وغير مسبوقة، ظهرت بشكل جليّ خلال معركة "سيف القدس" وما تلاها.

يعبّر نشاط اللوبي الإسرائيلي في كندا هذه الأيام عن هستيريا إسرائيلية عامة، بسبب التحولات التي يشهدها الرأي العام العالمي، والتي تكشف مدى تحرك مركز الثقل السياسي تجاه الصراع في السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى الدعوة لتأسيس ما أسمته "قبة حديدية للدبلوماسية العامة"، تتولى الرد والدفاع عن "إسرائيل" في مسرح الرأي العام.

اخترنا لك