الميادين تحاوِر عمران خان: واقع باكستان وخفايا إطاحته.. وعن فلسطين وكشمير

رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، في مقابلة مع شبكة الميادين الإعلامية، ضمن برنامج "البعد الأقرب".

  • رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، ضمن برنامج
    رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، ضمن برنامج "البُعد الأقرب" على شاشة الميادين.

أجرت شبكة الميادين الإعلامية مقابلة مع رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، ضمن برنامج "البُعد الأقرب"، تطرّق فيها إلى الحديث عن الواقع الباكستاني حالياً، وما تعانيه البلاد، بالإضافة إلى المؤامرة التي حيكَت ضده، ومطالبة السفراء الأوروبيين له بإدانة العملية العسكرية الروسية، وغيرها من النقاط المهمة، والمتعلقة بالوجود الأميركي والقضية الفلسطينية.

وأوضح عمران خان للميادين أنّه يعيش أوقاتاً مثيرةً للاهتمام في باكستان، إذ تمرّ البلاد في خضمّ مرحلة تحوّلٍ كبير، مشيراً إلى أنّه يعي أنّ لبنان يواجه أوضاعاً عصيبة حالياً، أكثر من تلك التي تمرّ فيها بلاده، لكنّ باكستان حالياً، بالنظر إلى تاريخها على مدى 75 عاماً من الاستقلال، تمرّ في أصعب الأوقات.

وأكد أنّ البلاد استولت عليها "مجموعة من المجرمين"، فأداء اقتصاد باكستان كان الأفضل منذ 17 عاماً، من حيث معدّلات النمو، والأرقام القياسيّة للصادرات والإنتاج الزراعي، وبالنسبة إلى الضرائب والنموّ الصناعي. وكانت صادرات تكنولوجيا المعلومات تتحسّن، "لذلك، تمت إطاحة حكومتنا، نتيجة مؤامرة".

المؤامرة على عمران خان وصلت إلى محاولة القتل

وتابع عمران خان حديثه عمّا تعرّض له، قائلاً إنّ "المؤامرة حاكها قائد سابق للجيش ( في إشارة إلى الجنرال قمر جاويد باجوا)، بعد أن اتّحد مع عائلتين من الفاسدين، كانتا تحكمان باكستان مدة 30 عاماً قبل أن أصل إلى الحكم. لذلك، أراد هذا القائد أن يعيدهما إلى سدّة الحكم".

وذكر خان أنّ كلّ أطراف مؤامرة إخراجه من السلطة مرتعبون من الانتخابات المقبلة، بسبب إدراكهم أنّ حزبه "سيكتسح الانتخابات"، لافتاً إلى أنّه بين 37 دورة انتخابات فرعيّة، فاز الحزب بـ 30 دورة منها. وأرجع خوف هذه الجهات من نتائج الانتخابات إلى أنه أحد أسباب محاولاتها استبعاده أو سجنه، أو حتّى قتله، واصفاً إياها بالمافيا.

وأكّد خان أنّه يواجه 77 دعوى قضائية بشأن السبب نفسه، مُذكِّراً باستمرار رفع دعاوى جديدة ضده، وآخرها تهمة التجديف وزرع الفتنة والإرهاب، مؤكداً أنّ المغزى هو إبعاده عن المشهد.

اقرأ أيضاً: برلمان باكستان يحجب الثقة عن خان.. ورئيسه: لا يمكنني المشاركة في المؤامرة

وأوضح خان أنّه كان يتوقّع أن يُحاول أحدهم اغتياله، وأنّه أعلن، قبل شهرين تقريباً، في تجمّعين عامّين، الجهات التي حاولت اغتياله، وهما العائلتان، أو "عصابتا المافيا"، ومعهما الجنرال فيصل، أحد رجال وكالة الاستخبارات الباكستانيّة، وكان سمّاه بالاسم عندما نجا من محاولة الاغتيال.

كذلك، أشار خان إلى أنّ رئيس الوزراء ووزير الداخلية متورّطان في عمليّات قتل خارج نطاق القضاء، وانضمّ إليهما الضابط الاستخباري فيصل، لافتاً أنّ هؤلاء الثلاثة هم المسؤولون عن محاولة الاغتيال.

أما سبب التركيز على حظر كلامه، فكان بسبب خوف هذه الجهات من عودته عبر الشعب، كون البلاد على أبواب انتخابات مقبلة، على بُعد 60 يوماً تقريباً. 

انتقائية المعايير الغربية.. والحرب في أوكرانيا

بعد بداية الحرب في أوكرانيا، طلب سفراء الاتحاد الأوروبي إلى خان إدانة العملية العسكرية الروسية علناً، و"هو أمر غير مسبوق، ومخالفٌ للمعايير الدبلوماسية"، كما يصفه، قائلاً: "طرحتُ عليهم سؤالاً واحداً: لماذا لم تطلبوا إلى الهند إدانة روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا؟ لأنّ الهند شريكة وحليفة للولايات المتّحدة".

وأضاف: "كيف يجرؤون على التدخّل في سياستي الداخليّة؟، أعتقدُ أنّ العلاقات الدولية تتعلّق بمصلحة 220 مليون شخص في باكستان. لقد تفاوضنا مع روسيا، تماماً كما فعلت الهند، من أجل الحصول على نفط بأسعار منخفضة، نتيجة ارتفاع سعر النفط العالمي، تفادياً لأن تعاني بلداننا التضخم، الأمر الذي يؤدّي إلى الفقر".

اقرأ أيضاً: عمران خان: الغرب يكسب من الفساد الموجود في أنحاء آسيا

ولفت خان إلى انتقائية المعايير الأخلاقيّة بالنسبة إلى السفراء الأوروبيين، والولايات المتّحدة، وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بمصلحتهم، متابعاً "أنّهم لا يَدينون ما يحدث في فلسطين أو في كشمير، فـ"إسرائيل" حليفتهم، وكذلك الهند، ويريدون منّا أن نتّخذ مواقف. هذه ازدواجيّة في المعايير".

الالتزام بشأن كشمير وفلسطين، ورفض الوجود الأميركي

وأكّد خان أنّ قضيّتَي كشمير وفلسطين "هما حسرة في قلب الأمّة الإسلامية، فيما تقاسيانه من آلام وفظائع".

وأكّد أنّه، بالنسبة إلى كشمير، فإنّ "الحل العمليّ الوحيد هو منحها الاستقلال الذاتي، تماشياً مع رغبات شعبها".

ورأى خان أن "إسرائيل تحتّل وتقمع كما الهند، وتفعل الشيء نفسه مع الفلسطينيين"، مؤكداً أنّه "عليها ("إسرائيل") منحهم حقوقهم، عاجلاً أو آجلاً، وإلّا فلن تُحَلّ المشكلة".

وذكَر عمران خان، بشأن رفضه القاطع إنشاء قاعدة عسكرية أميركيّة في باكستان، أنه "رفض ذلك تماماً، لأنّ باكستان انضمّت إلى حرب الولايات المتّحدة على الإرهاب، بحيثُ قُتل 80 ألف باكستاني، وخسر الاقتصاد أكثر من 100 مليار دولار، وواجهنا أكثر من 400 هجوم عبر طائرات من دون طيّار، شنّتها الولايات المتّحدة. لقد دفع الشعب الباكستاني ثمناً باهظاً نتيجة علاقة التبعية بأميركا".

اقرأ أيضاً: خان: باكستان لا يمكنها الاعتراف بـ "إسرائيل" مطلقاً

وأوضح عمران خان أنّ "العالم الإسلامي يعيش وضعاً مؤسفاً، كون أغلبية بلدانه تمرّ في صراعات"، مؤكداً أنّ "هذه الصراعات تجري بين أصدقاء لباكستان، وهي دول مثل إيران والسعودية وتركيا، والتي تربطها علاقات قوية ببلاده".

وأكد أنّه، في حال عودته إلى السلطة، فإن "التحدّي الأكبر أمامه سيتمثّل بإنقاذ باكستان من أسوأ أزمة اقتصادية تمر فيها منذ 75 عاماً، والتي حدثت بسبب قائد الجيش السابق، والذي أطلق عنان المجرمين على البلاد"، على حد تعبيره.

رسالة عبر الميادين

ووجّه عمران خان رسالة، عبر الميادين، دعا فيها إلى "تغيير طريقة الحكم في باكستان، وطريقة التعامل مع الاقتصاد، وإلى إعادة الهيكلة، وتحرير باكستان من براثن مجموعة صغيرة من النخبة الحاكمة، التي تضع يدها على جميع الموارد، ولا تسمح للبلاد بالنمو".

وأشار إلى حاجة البلاد، قبل أي شيء، إلى أن "يسود القانون".

وأوضح عمران خان أنّه "لو لم تملك باكستان الحماية التي تقدّمها الأسلحة النووية، لكان أمنها عرضة للخطر، إذ تهددها دولة يُقدّر حجمها بـ7 أضعاف حجم البلاد".

وشدَّد على أنّ "ما يقلق أكثر اليوم، هو أنّ باكستان أمست مفلسة اقتصادياً"، متوقعاً أنّهم "سيضغطون على البلاد للاستسلام والتخلي عن الأسلحة النووية".

واعترف عمران خان بأنّ الخطأ الأكبر، الذي اقترفه في أثناء فترة رئاسته للوزراء، هو إيمانه بأنّ "قائد الجيش السابق يعمل من أجل مصلحة باكستان، ومنحه ثقته الكاملة"، موضحاً أنّه أدرك لاحقاً أنّ قائد الجيش السابق "لا يعمل معه، بل مع الفاسدين".

اقرأ أيضاً: باكستان: عمران خان يتهم رئيس الحكومة بالتورّط في محاولة اغتياله

اخترنا لك