بعد خلافاتٍ بين قادة قمة مجموعة الـ20.. توافق بشأن المواقف تجاه حرب أوكرانيا

رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، يكشف عن التوصل لتوافقٍ بشأن إعلان قمّة مجموعة العشرين بشأن الحرب في أوكرانيا، لافتاً إلى جهدٍ شاق تمّ بذله لتذليل الخلافات والعقبات بين قادة دول المجموعة.

  • بعد خلافاتٍ بين قادة قمة مجموعة الـ20.. توافق بشأن المواقف من حرب أوكرانيا
    ممثلة الرئيس الروسي في قمّة مجموعة الـ20 أعلنت أنّ القمّة كانت إحدى أصعب مؤتمرات المجموعة، وذلك لوجود خلافاتٍ عدّة بين القادة.

أعلن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، اليوم السبت، أنّ زعماء مجموعة العشرين، توصلوا إلى إعلانٍ توافقي بخصوص القضايا التي تواجه المجموعة خلال قمّة المجموعة المنعقدة في نيودلهي، مشيراً إلى نجاح المفاوضين في حلِّ خلافاتٍ عميقة، بخصوص صياغة المواقف المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.

وأكّد مودي التوصّل إلى توافقٍ في الآراء حول الإعلان الختامي لقمّة قادة المجموعة، موضحاً أنّ ذلك كان "نتيجةً للعمل الشاق الذي قام به فريقنا، وبدعمكم".

وناشد الإعلان جميع الدول المعنية بأحداث الحرب في أوكرانيا إلى التصرف بما يتفق مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ككل، كما طالبت المجموعة بالامتناع عن "التهديد أو استخدام القوة، سعياً للاستيلاء على أراضٍ، بما يتنافى مع وحدة أراضي وسيادة واستقلال أي دولة"، وذلك بعدم إرفاق أي إشارة إلى دولةٍ بعينها.

وشدّدت المجموعة على عدم قبولها استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها،داعيةً في إعلانها كلاً مِن، روسيا وأوكرانيا، إلى ضمان النقل الفوري والسلس للحبوب والمواد الغذائية والأسمدة من البلدين.

نحو زيادة القدرة العالمية للطاقات المتجددة 

وأمام التحديات التي يفرضها قطاع الطاقة على دول العالم، أعلن قادة مجموعة العشرين، دعم الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مراتٍ بحلول عام 2030، إضافةً إلى تعهّدهم بتسريع العمل لمكافحة تغيرات المناخ.

وجاء في بيانٍ أصدِر، اليوم السبت، أنّ المجموعة "ستتابع وتشجّع الجهود الرامية إلى زيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ونلتزم تسريع التدابير لمواجهة الأزمات والتحديات البيئية بما فيها تغير المناخ".

يُشار إلى أنّ البيان خلال من أي دعوةٍ واضحة "للتخلي تدريجياً عن مصادر الطاقة الأحفورية"، مع أنّ التقييم الأول لتنفيذ اتفاق باريس للمناخ، والذي جرى إقراره عام 2015، وتوقيعه في نيسان/أبريل 2016، اعتبره هدفاً "حيوياً".

وأقرّ قادة دول مجموعة العشرين، وفقاً لتوصيات خبراء المناخ في الأمم المتحدة، أنّ هدف حصر الاحترار المناخي بحدود 1.5 درجة مئوية "يتطلب خفضاً سريعاً وكبيراً ومستداماً للانبعاثات بنسبة 43%، بحلول 2030، وذلك مقارنةً بمستواها في 2019".

يُذكر أنّ دول المجموعة تُعتبر مسؤولةً عن ما نسبته 80% من انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم.

النمو العالمي مُهدّد بمزيدٍ من التحديات

وحذّرت مجموعة العشرين في بيانها من أنّ الأزمات المتتالية التي يعيشها العالم، تهدّد النمو العالمي على المدى الطويل، متوقعةً مزيداً من المصاعب في المستقبل.

وأوضحت المجموعة أنّ "الأزمات المتتالية طرحت تحدياتٍ للنمو على المدى الطويل"، مشيرةً بشكلٍ خاص إلى "التشديد الملحوظ لشروط الحصول على تمويلٍ على المستوى العالمي"، لافتةً إلى أنّ ذلك قد يؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف على أصعدة "الدين والتضخم المتواصل والتوتر الجيو-اقتصادي".

وفي ذات السياق، كان رئيس الوزراء الهندي أكّد خلال كلمته في افتتاح قمّة المجموعة، التي تترأسها بلاده في هذه الدورة، أنّ "القرن الحادي والعشرين هو الوقت المناسب لإظهار اتجاهٍ جديد للعالم، إذ أنّ التحديات العالمية القديمة تتطلب حلولاً جديدة، وهو ما يحتم علينا اتباع نهجٍ يركز على الإنسان لحلِّ هذه التحديات".

وخلال حفل افتتاح أعمال القمّة، أعلن مودي أنّ الاتحاد الأفريقي أصبح رسمياً عضواً في مجموعة العشرين، وذلك بعد تلقيه دعماً للحصول على العضوية الكاملة لمدة 7 سنوات.

إحدى أصعب قمم المجموعة

ممثلة الرئيس الروسي في قمة مجموعة الـ20،  سفيتلانا لوكاش، صرّحت اليوم السبت، بأنّ القمّة الحالية "تُعدّ واحدةٍ من أصعب القمم بالنسبة للمجموعة"، موضحةً أنّ ذلك يرجع لأسبابٍ كثيرة منها الأزمة الأوكرانية.

وقالت لوكاش إنّ هذه القمّة "واحدةٌ من أصعب مؤتمرات قمّة مجموعة العشرين في تاريخ المنتدى على مستوى القادة، والممتد لخمسة عشر عاماً تقريباً"، كاشفةً أنّ الاتفاق على الإعلان "استغرق قرابة عشرين يوماً".

وأوضحت أنّ هذا لم يكن بسبب الخلافات بشأن أوكرانيا فحسب، بل أيضاً بسبب "المواقف المختلفة بشأن قضايا مثل تغير المناخ والانتقال إلى أنظمة الطاقة منخفضة الكربون".

وأشارت لوكاش في تصريحاتها إلى أنّ القضايا المُلحّة تتعلق بإصلاح المؤسسات المالية الدولية، حيث لفتت إلى التمكّن من تحقيق نتائج في العديد من قضايا جدول الأعمال متعدّد الأطراف، كإصلاح المؤسسات المالية الدولية، والحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي، وصولاً إلى ضمان النمو في الأمن الغذائي والمناخ والطاقة

وستشهد القمّة، المستمرة إلى يوم غدٍ الأحد، توقيع عددٍ من الاتفاقيات المهمة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين مُطّلعين.

اخترنا لك