"بوليتكو": الاتحاد الأوروبي لاعب عسكري وليس قوة عسكرية

صحيفة أميركية تقول إنّ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ساعدت في تحويل الاتحاد الأوروبي من قوة اقتصادية إلى قوة لها بعض القوة العسكرية، مشيرةً إلى أنّ العوائق التي تواجه الاتحاد الأوروبي في القيام بدور عسكري أكثر فاعلية هائلة.

  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ساعدت في تحويل الاتحاد الأوروبي من قوة اقتصادية إلى بعض القوة العسكرية
    العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ساعدت في تحويل الاتحاد الأوروبي من قوة اقتصادية إلى بعض القوة العسكرية

قالت صحيفة "بوليتيكو " الأميركية، إنه على الرغم من القيود المفروضة على الإنفاق الدفاعي، يُعد الاتحاد الأوروبي جهة مانحة كبيرة للمساعدات العسكرية لأوكرانيا.

ورأت الصحيفة أنّ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا "ساعدت في تحويل الاتحاد الأوروبي من قوة اقتصادية وتنظيمية بحتة إلى قوة لها بعض القوة العسكرية".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ جوهر جهود الاتحاد الأوروبي لمساعدة أوكرانيا عسكرياً تتمثل في صندوق السلام الأوروبي (EPF) (من خارج الميزانية) حيث يخصص مليار يورو لتعويض الدول الأعضاء جزئياً عن الذخيرة والصواريخ المرسلة إلى كييف من مخزوناتها، ومليار يورو أخرى لدول الاتحاد الأوروبي لشراء الذخيرة بشكل مشترك.

ولفتت إلى أنّ أصول الاتحاد الأوروبي "كمشروع سلام تخيّم على أي جهد دفاعي، بحيث لا يمكن استخدام ميزانية الاتحاد للعمليات العسكرية، وهذا هو السبب في أنّ الصندوق خارج ميزانيته"، بحسب "بوليتيكو".

الصحيفة الأميركية كشفت أنّ الإنفاق العسكري للاتحاد الأوروبي على أوكرانيا كبير، مشيرةً إلى أنّ إجمالي مساهمة الصندوق في أوكرانيا يبلغ نحو 5.6 مليارات يورو. ويقارن ذلك بمبلغ أولي قدره 7.4 مليارات يورو خصصته ألمانيا لعامي 2022 و 2023 لتزويد أوكرانيا وإعادة بناء مخزوناتها الخاصة. وتقول بولندا إنها أرسلت ما يقدّر بأكثر من 3 مليارات يورو من العتاد الحربي إلى أوكرانيا.

وقبل أيام، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إنّ الأوكرانيين خسروا كميات هائلة من المعدات الحربية الأساسية، وأنه من الصعب اختراق خطوط الدفاع الروسية، المحمية بواسطة "بحر من الألغام" والمدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة.

اقرأ أيضاً: "فورين أفيرز": حرب أوكرانيا لا يمكن كسبها.. وعلى واشنطن إنهاؤها

وفي أيار/مايو الماضي، قال رئيس وزراء بولندا، ماتيوس مورافيسكي، إنّ المؤتمر الدولي للمانحين الذي أقيم في وارسو،  لجمع أموال من أجل أوكرانيا، جمع نحو 7 مليارات دولار".

وتابعت الصحيفة الأميركية، أنّ "الاتحاد الأوروبي بدأ في النظر بجدية أكبر في تأدية دور في الدفاع مع إطلاقه عام 2017 للتعاون المنظم الدائم" (PESCO، وهو اتفاق تعاون عسكري يشمل الآن 68 مشروعاً، تمتد من الأنظمة البحرية والجوية إلى الإنترنت والفضاء. لكن مالطا هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي ليست عضواً.

ورأت "بوليتكو" أنّ "أي دفعة عسكرية للاتحاد الأوروبي هي مسألة أموال وليست جهداً لإنشاء جيش أوروبي مشترك، تظل القوة العسكرية تحت سيطرة العواصم إلى حد كبير ويتم تنسيقها من خلال الناتو"، مشيرةً إلى أنّ العوائق التي تواجه الاتحاد الأوروبي في القيام بدور عسكري أكثر فاعلية هائلة، وأنه أولاً "سيتعين على الكتلة تطوير سياسة خارجية مشتركة. ولكن هذه نقطة تتطلب إجماعاً وطنياً، وغالباً لا تتفق الدول الأعضاء".

وتطرقت الصحيفة الأميركية إلى ما أعلنه الجنرال المتقاعد توم ميدندورب، رئيس الدفاع الهولندي السابق الذي يرأس الآن المجلس العسكري الدولي للمناخ والأمن، حيث قال "إنّ على الاتحاد الأوروبي أن يوسع قدراته العسكرية، لكن هذا لا يعني إنشاء جيش أوروبي".

وأضاف ميدندورب أنّ "لكل دولة مصالحها الأمنية الوطنية وقواتها المسلحة الخاصة"، ويمكنها "استخدامها إما في الناتو أو في الاتحاد الأوروبي أو في الأمم المتحدة أو في تحالف، لذلك لن يكون ذلك من أجل الاتحاد الأوروبي فقط".

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، تعهدت في أيار/مايو الماضي، بتقديم دعمٍ مالي جديد لأوكرانيا بقيمة 200 مليون يورو، في صورة مساعدات للنازحين في أوكرانيا، في مؤتمر المانحين في وارسو. كذلك طالبت 10 دول أوروبية المفوضية الأوروبية بتوفير تمويل إضافي وقواعد إنفاق "أكثر مرونة" للتعامل مع اللاجئين الأوكرانيين الذين وصلوا إلى بلدانهم.

وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، في آذار/مارس الماضي، أنّ دول الحلف قدّمت لأوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 65 مليار يورو (أكثر من 70 مليار دولار) حتى الآن.

ووافقت ألمانيا في نيسان/أبريل الماضي، على تسليم بولندا 5 مقاتلات لأوكرانيا. كذلك سلّمتها أول دفعة من دبابات "ليوبارد 2".

وسبق أن كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ  وارسو سترسل 200 ناقلة جند مصفّحة من طراز "روسوماك" إلى كييف.

وتلقت أوكرانيا مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في 24 شباط/فبراير 2022.

ورغم المساعدات العسكرية والمالية الضخمة التي تلقّتها أوكرانيا، إلّا أنّ "القوات الأوكرانية فشلت في هجومها المضاد، ولم تنجز المهام الموكلة إليها في كلّ مناطق القتال"، وفق ما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

اقرأ أيضاً: "مقبرة الدبابات الأوكرانية".. أي أسلحة استخدمتها روسيا في صدّ الهجوم المضاد؟

اخترنا لك