"أصغر قوة برية في تاريخها".. بريطانيا تستعد لتقليص عديد جيشها

وزارة الدفاع البريطانية تنشر خطتها الاستراتيجية العسكرية الجديدة، والتي تُركّز على تحقيق هدف "بناء قوةٍ أفضل، وزيادة الذخائر لدى القوات"، وذلك من خلال تقليص حجم الجيش، بتجاهل للحرب المستمرة في أوكرانيا.

  • رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بين تجمعٍ من جنود الجيش البريطاني، في وقتٍ سابقٍ هذا الشهر (وكالات)
    رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بين تجمعٍ من جنود الجيش البريطاني، في وقتٍ سابقٍ هذا الشهر (وكالات)

تستعد المملكة المتحدة لتقليص عديد جيشها، وذلك على الرغم من استمرار الحرب في أوكرانيا، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الثلاثاء.  

وأوردت الصحيفة أنّ بريطانيا تسعى في المقابل إلى إنشاء قوةٍ "أفضل تجهيزاً"، تقول إنّه يمكن تعبئتها بسرعةٍ أكبر.

وتهدف خطة وزارة الدفاع البريطانية الاستراتيجية الجديدة، والتي نُشرت اليوم الثلاثاء، إلى معالجة الانتقادات الموجهة إلى الجيش البريطاني، والذي يفتقر، حسب محللين، إلى المعدات والذخيرة العاملة، في وقتٍ تخوض فيه روسيا وأوكرانيا حربًا برية في أوروبا.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الجيش البريطاني، تحوّل منذ نهاية الحرب الباردة، من جيشٍ تقليدي مقره أوروبا في المقام الأول، إلى قوةٍ استكشافية تقاتل في كلٍ من أفغانستان والعراق، وأنّه يحاول الآن، في مواجهة روسيا، أن يكون على حدٍ سواء، ولكن بميزانيةٍ محدودة. 

وبدلاً من الاستثمار في تكثيف جيشها، قالت المملكة المتحدة إنّها ستركز على شراء التكنولوجيا "لضمان أنّ لدينا قوةً أكبر".

وتتضمن الخطة إنشاء قوة انتشارٍ سريع يمكن أن "تندفع إلى النقاط الساخنة المضطربة"، إضافةً إلى برنامج لضمان نظام أكثر كفاءة لشراء الأسلحة.

وقالت الحكومة البريطانية أيضاً إنّها ستعيد تخصيص 2.5 مليار جنيه إسترليني من ميزانيتها الدفاعية، أي ما يعادل نحو 3.2 مليار دولار، وذلك بهدف تجديد مخزونات الذخائر بعد "التبرع بجزءٍ كبير من ترسانتها لأوكرانيا".

يُشار إلى أنّ الحرب المندلعة في أوكرانيا لم تردع لندن، والتي كانت واحدةً من أكبر المؤيدين السياسيين والعسكريين لكييف، عن خطتها لخفض عدد القوات في جيشها من 82 ألفاً إلى 72 ألفاً و500 جندي، تاركةً بريطانيا مع أصغر قوةٍ برية لها منذ العام 1714.

كما تمضي بريطانيا قُدماً في خطوةٍ لاستبدال أسطول مركباتها المدرعة البري، والمكوّن مِن 227 دبابة "تشالنجر" القديمة بـ148 إصداراً حديثاً من المركبات.

ويسلط قرار التركيز على الجودة بدلاً من الكمية الضوء على الخيارات الصعبة التي تواجهها الدول الأوروبية، والتي تعاني من ضائقةٍ مالية أثناء محاولتها تعزيز جيوشها، وهي المحاولة التي يبدو أنّها تأتي متأخرةً في ظلّ الظروف الدولية. 

وتحدّث في وقتٍ سابقٍ هذا الشهر، رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، موضحاً أنّ "أحدث تخطيطٍ لوزارة الدفاع سيعمل على كيفية تخصيص القوات المسلحة لمواردها في ضوء الحرب في أوكرانيا"، لافتاً إلى أنّ الخطط ستشمل إجراءاتٍ جديدة لـ"زيادة انتشار القوات".

وفي هذا الصدّد، يؤكّد محلّلون لـ"وول ستريت جورنال" أنّ المملكة المتحدة من بين الحلفاء البارزين في منظمة حلف شمال الأطلسي في أوروبا، وهي بالفعل مُنفق كبير على الدفاع والمساعدات الغربية لأوكرانيا، "لكنّ جيشها تم تفريغه بعد سنواتٍ من التخفيضات في الميزانية".

يُذكر أنّ تقريراً نشرته صحيفة "ميرور" البريطانية، تحدّث عن عجزٍ في الجيش البريطاني مقداره 4 آلاف جندي، وذلك بعد استقالة 16 ألف جندي في عام 2022، فيما انضم 12 ألف جندي فقط للقوات المسلحة الملكية العام الماضي.

اقرأ أيضاً: جنرال أميركي يحذر الدفاع البريطانية: جيشكم لم يعد قوة قتالية عالية المستوى

اخترنا لك