مدير مستشفى النجار للميادين: استمرار الحرب يمنع التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة

مدير مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في رفح جنوبي قطاع غزة، الطبيب مروان الهمص، يحذر من انتشار مرض شلل الأطفال في غزة ودول الجوار، فيما أعلنت حركة حماس دعمها المطالب الأممية بهدنة لتطعيم أطفال غزة ضد المرض.

  • مدير مستشفى أبو يوسف النجار في خان يونس، الدكتور مروان الهمص في مداخلة مع الميادين، 17 آب/أغسطس 2024
    مدير مستشفى أبو يوسف النجار في خان يونس، الدكتور مروان الهمص في مداخلة مع الميادين، السبت الـ17 من آب/أغسطس 2024

أكد مدير مستشفى "الشهيد أبو يوسف النجار" الحكومي، الواقع في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الطبيب مروان الهمص، للميادين، تشخيص إصابة بمرض شلل الأطفال في القطاع، وذلك بعد معاينة العديد من الحالات التي كانت تعاني من الالتهابات الفيروسية.

وكشف الهمص أن الفحص المخبري لأربع حالات تمّ في الأردن عبر منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، كان قد شكّ الأطباء بإصابتها بشلل الأطفال، لتؤكّد نتائج الفحوصات إصابة حالة واحدة منها بالمرض.

ويخوض القطاع الصحي حرباً في قطاع غزة في محاولةٍ منه لاحتواء الوباء ومنع انتشاره، على حدّ تعبير الطبيب الهمص، مضيفاً أن انتشاره في غزة، سيؤدي إلى انتشاره "كسرعة النار في الهشيم" في المناطق المحيطة بالقطاع، وفي الإقليم، في حال عدم السيطرة عليه. 

وحمّل الطبيب الفلسطيني، في حديثه للميادين، الاحتلال مسؤولية انتشار الوباء، والذي يواصل عدوانه على قطاع غزة، وشنّه حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين، إضافة إلى تدميره البنية التحتية وتجريف مصارف مياه الصرف الصحي، ما أدى لسريان مياه الصرف الصحي بين خيم النازحين.

سلوك الاحتلال الوحشي، اضطر النازحين، في المقابل، إلى إنشاء آبار صغيرة مؤقتة بحسب كلامه، تتيح لهم استخدامها كبديل عن الصرف الصحي، إضافة إلى عدم وجود مياه صالحة للشرب وغياب أدوات النظافة الشخصية. وقال إنه لا يمكن للشعب الفلسطيني "توفير أدوات النظافة الشخصية"، بسبب الحصار المفروض من الاحتلال على القطاع.

وأعلن الهمص أن قطاع غزة أصبح "منطقة وباء"، محذراً كل دول المنطقة، من بينها مصر والأردن ولبنان، و"دولة" الاحتلال، من انتقال شلل الأطفال وانتشاره فيها، في حال لم يوقف الاحتلال حربه على قطاع غزة، "اليوم وليس غداً".

وأكد مدير مستشفى "أبو يوسف النجار" للميادين قيام الاحتلال، بتعطيل دخول لقاحات مرض شلل الأطفال إلى قطاع غزة، ومنع انتشار الطواقم الطبية بين النازحين، رغم مساعي القطاع الصحي في غزة القيام بحملة لتلقيح 600 ألف طفل دون سنّ العاشرة.

وكان مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، دعا الجمعة، إلى هدنة إنسانية في غزة لمدة 7 أيام، تسمح القيام بحملات تطعيم ضد شلل الأطفال، وتطعيم نحو 640 ألف طفل ضد مرض شلل الأطفال.

من جهتها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الجمعة، دعمها طلب الأمم المتحدة هدنةً لسبعة أيام لتطعيم أطفال غزة ضد مرض شلل الأطفال.

وقال القيادي في الحركة عزت الرشق، في بيان، إن الحركة "تدعم الطلب الذي أعلنته الأمم المتحدة اليوم  لهدنة لمدة 7 أيام، من أجل تطعيم آلاف الأطفال من الشلل الرباعي". وطالب الرشق السماح بإدخال الدواء والغذاء والمساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني "محاصرين في قطاع غزة".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن تسجيل أول حالة إصابة بشلل الأطفال في قطاع غزة، وأوضحت الوزارة، في بيانٍ، أنها شكّلت عدة لجان مختصة للقيام بحملة ذات مهام مختلفة للحد من انتشار هذا الوباء بمشاركة منظمة الصحة العالمية و"اليونسيف" و"الأونروا" و عدد من الخبراء.

وأكدت أنّه تم استكمال الإعداد والتجهيز لحملة التطعيم لمكافحة مرض شلل الأطفال، والتي تستهدف الأطفال دون سن 10 سنوات مبيّنةً أنها بـ "انتظار وصول التطعيمات إلى قطاع غزة". مضيفةً أن حملة التطعيم لن تكون كافية اذا لم تكن هناك حلول جذرية لمشكلات الصرف الصحي وتجمّع النفايات بين خيام النازحين وتوفّر مياه الشرب الصحية ووقف العدوان.

وأكد مراسل الميادين، اليوم السبت، أنّ عائلةً بأكملها شُطبت من السجل المدني بعد ارتقاء 15 فرداً منها، جلّهم وصلوا أشلاء إلى مستشفى شهداء الأقصى، في إثر مجزرة ارتكبها الاحتلال بقصفه مستودعاً نزحت إليه عائلة الشهيد سامي العجلة، في منطقة الزوايدة وسط القطاع.

اقرأ أيضاً: "شلل الأطفال" يضرب أبناء غزّة.. الاحتلال يُعدم كلّ فرص النجاة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك