مرشّح رئاسي أميركي سابق ينتقد "حارس الازدهار" ورصيف غزة: فشل ثمنه مليارات

المرشّح السابق لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، رون بول، ينتقد إدارة بايدن، فيما يتعلق بإجراءاتها ضدّ صنعاء في البحر الأحمر، وبناءها الرصيف البحري العائم قبالة ساحل قطاع غزة، نظراً لما تكبّدته واشنطن من تكاليف باهظة.

  • المرشّح الرئاسي الأميركي السابق، رون بول (أرشيفية - إعلام أميركي)
    المرشّح الرئاسي الأميركي السابق، رون بول (أرشيفية - وسائل إعلام أميركية)

هاجم المرشّح السابق لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، رون بول، إدراة الرئيس جو بايدن، منتقداً إجراءاتها ضدّ القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، وبناءها الرصيف البحري العائم قبالة ساحل قطاع غزة، نظراً لما تكبّدته واشنطن من إنفاق عالٍ، وذلك في مقاله الأسبوعي الذي نشره "معهد رون بول" التابع له.

يُذكر أنّ بول ينتمي إلى الحزب الليبرتالي الأميركي، الذي يروّج لـ"الحريات المدنية"، والرأسمالية التي تقوم على مبدأ "عدم التدخل" (الذي يقوم على ألا تتدخل الحكومة في التجارة)، بحيث يحثّ على الحدّ من حجم سلطة الحكومة ونطاقها.

وإذ أكد بول أنّ وزارة الدفاع الأميركية "تجيد إنفاق الأموال أكثر من تنظيم عملية ناجحة"، فإنّه أشار إلى أنّ عملية "حارس الازدهار" ورصيف غزة "ليسا سوى مثالين حديثين لمبادرات باهظة التكلفة" ينفّذها البنتاغون.

وأضاف أنّ هذين الإجراءين كانا غير قادرين على تحقيق أهدافهما المعلَنة، المتمثلة بردع القوات المسلحة اليمنية وتوصيل المساعدات إلى قطاع غزة، على الرغم من أنّهما، "وبلا شك، ساهما في إثراء المقاولين العسكريين" في الولايات المتحدة.

"أنفقنا مليار دولار في قتال اليمنيين.. وخسرنا"

لدى حديثه عن "حارس الازدهار"، التي أعلنها وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أشار بول إلى أنّ العملية العسكرية، التي شاركت بريطانيا فيها، كان من المفترض أن تكون "سريعةً وسهلة"، ظناً بأنّ القوات المسلحة اليمنية "لن تكون قادرةً على مواجهة القوات البحرية الأميركية والبريطانية".

لكن الأمر "لم ينجح بهذه الطريقة على الإطلاق"، كما أكد المرشح الرئاسي الأميركي السابق، الذي تطرّق إلى المقال الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، والذي كشف أنّ واشنطن أنفقت ما يزيد على مليار دولار على الذخائر وحدها من أجل ردع اليمنيين، إلا أنّها فشلت في ذلك.

وفي إشارة منه إلى خطورة الإنفاق العسكري في محاولةٍ لردع صنعاء، لفت بول إلى أنّ الجزء الأهم من المقال هو الذي تحدّثت فيه إميلي هاردينغ، الخبيرة العسكرية من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأميركي، والذي أوضحت فيه أنّ "الأسلحة الأميركية باهظة الثمن، بينما سلاسل التوريد لدى الولايات المتحدة معطّلة".

اقرأ أيضاً: "وول ستريت جورنال": كيف قيّد اليمنيون القوات الأميركية في البحر الأحمر؟

"الرصيف كان صالحاً لمساعدة الجيش الإسرائيلي في مجزرة النصيرات"

وبخصوص المسألة الثانية، المتمثلة بالرصيف الأميركي العائم في غزة، أشار بول أنّ الجيش الأميركي أنفق نحو ربع مليار دولار من أجل بنائه ("نيويورك تايمز" أوردت أنّ كلفته بلغت 230 مليون دولار)، بهدف توصيل المساعدات إلى القطاع، على الرغم من وجود طريق بري "من الممكن أن يكون استخدامه أقلّ تكلفةً بكثير". 

ورأى بول أنّه كان "محكوم على هذا المشروع بالفشل منذ البداية"، مشيراً إلى أنّ الرصيف تحطّم بعد أيام فقط على افتتاحه من جراء الطقس، بحيث جُرف جزء منه إلى أسدود المحتلة.

وفي حين تمكّن الجيش الأميركي من جمع قطع الرصيف مرةً أخرى، لم يتمكّن سوى عدد قليل من شاحنات المساعدات من استخدامه، قبل أن يتمّ تفكيك الرصيف مرةً أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع، خوفاً من حدوث انهيار آخر متعلق بالطقس.

إزاء ذلك، وعلى الرغم من مزاعم واشنطن بعدم استخدام رصيفها لمساعدة "جيش" الاحتلال خلال ارتكابه مجزرة النصيرات واستعادته 4 أسرى، في الـ8 من الشهر الحالي، أكد بول أنّ "الشيء الوحيد الذي كان الرصيف صالحاً له هو مساعدة الجيش الإسرائيلي في غارة على غزة في ذلك اليوم"، أسفرت عن استشهاد أكثر من 270 فلسطينياً.

وشدّد المرشّح الرئاسي الأميركي السابق على ضرورة النظر في المشكلة التي واجهتها واشنطن في تعاملها مع اليمنيين والأرصفة البحرية العائمة، في الوقت الذي "يواصل المحافظون الجدد التخطيط لحرب مع الصين بشأن تايوان".

وأمام كل ذلك، رأى بول أنّ "النمو في الإنفاق العسكري الأميركي يبدو غير محدود، إلا أنّ هذه الزيادة ستؤدي إلى نتائج (ذات فعالية) متضائلة، على نحو يثير التساؤل حول مقدار الربح الذي ستجنيه الولايات المتحدة مقابل أموالها".

اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": الرصيف الأميركي في غزة يفشل في تحقيق أهدافه.. وقد يتم تفكيكه مبكراً

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك