مصدر: ضمانات الغرب الشفهية التي تتلقاها تركيا غير كافية لاستئناف صفقة الحبوب
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يؤكد أهمية اتخاذ الغرب خطوات بنّاءة، لاستئناف العمل بمبادرة البحر الأسود لتصدير الحبوب، ومصدر تركي مسؤول يفيد بأن تركيا تلقّت ضمانات شفهية لتصدير المنتجات الروسية.
أعلن مصدر مسؤول في أنقرة يشارك في عملية التفاوض مع الغرب بشأن استئناف مبادرة البحر الأسود لتصدير الحبوب، أن "تركيا تلقّت ضمانات شفهية لتصدير المنتجات الروسية"، وأضاف "لكن هذا لا يكفي لاستئناف صفقة الحبوب".
وقال المصدر، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إنّ "الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أشار في تصريحاته مؤخّراً إلى أهمية اتخاذ الغرب خطوات بنّاءة، لاستئناف العمل بمبادرة البحر الأسود لتصدير الحبوب".
وأضاف: "المفاوضات مع عدد من الدول الغربية جارية، كما أننا نتلقّى ضمانات شفهية من شركائنا، لكن الواقع العملي يدلّ على أن هذا غير كافٍ، خاصة عندما يتعلق الأمر أولاً باستئناف تفعيل آلية التصدير، ثم جعل هذه العملية مستدامة".
ووفقاً للمصدر، فإن الأمم المتحدة تواصل أيضاً المفاوضات مع الغرب بشأن تصدير المنتجات الروسية.
وقبل يومين، أكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان أن إيجاد حل لمسألة نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود يبقى "رهن الدول الغربية، التي عليها الوفاء بوعودها".
وقال إردوغان إنه "يمكن التوصل إلى حل"، مشيراً إلى اتصاله الهاتفي الأخير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي رفض تمديد الاتفاق بعد أن انتهى العمل به في 17 تموز/يوليو، علماً بأنه وُقّع برعاية أنقرة والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً: بوتين لإردوغان: مستعدون للعودة إلى صفقة الحبوب بمجرد تنفيذ الغرب لالتزاماته
وفي 17 تموز/يوليو الحالي، انتهى سريان اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود من دون أي تمديد، وانسحبت روسيا منه، كما ألغت ضمانات الملاحة الآمنة. ومنذ ذلك الحين لم تبحر أيّ سفن من الموانئ الأوكرانية.
وتقول موسكو إنّها لن تعود إلى الاتفاق إلّا إذا تمت تلبية مطالبها لتسهيل وصول صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة إلى الأسواق العالمية.
ويُعَدُّ الاتفاق جزءاً من حزمة اتفاقات، تتضمّن عدم عرقلة الدول الغربية الصادرات الروسية من المواد الغذائية والأسمدة.
وأشارت موسكو إلى أنّ هذا الالتزام لم يتم الوفاء به بالكامل، مؤكّدةً إعاقة الدول الغربية تصدير الحبوب الروسية إلى الدول المحتاجة إليها، في حين كانت هناك تأكيدات من الأمم المتحدة، مفادها أنّ القيود ستُرفَع.
واتهمت روسيا أوكرانيا بعدم المحافظة على الضمانات المكتوبة التي أقرّتها، والتي تعهّدت بموجبها عدمَ استخدام الممرات الآمنة، التي كانت تتحرّك ضمنها سفن نقل الحبوب لأغراضٍ عسكرية، الأمر الذي عدّته روسيا إخلالاً مهماً بالاتفاق.
يُذكَر أنّ المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أعلن، في وقتٍ سابق، أنّ الاتفاقات بشأن "صفقة الحبوب" منتهية بالفعل، وتمّ وقف تنفيذ الصفقة، متابعاً أنّه لم يتمّ الوفاء بالجزء المتعلّق بروسيا. وبمجرد الوفاء به، فإنّ روسيا "ستعود إلى العمل بهذه الصفقة على الفور".
وفي سياق متصل، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة بالمنتدى الروسي الأفريقي في سان بطرسبرغ، في 27 تموز/يوليو الماضي أنّ روسيا "ستكون مستعدة خلال الأشهر الـ3 المقبلة لتقديم الحبوب بشكل مجاني لعدد من الدول الأفريقية".
وأكّد بوتين أنّ روسيا "متّهمة بأنها تُطوّر العلاقات التجارية والإنسانية مع أفريقيا"، مشدّداً على أنّ "الغرب يضع عراقيل جديدة أمام واردات الحبوب، ويتهمنا بإعاقة توريد هذه الحبوب".
ووقّعت كلّ من روسيا وأوكرانيا، مع الأمم المتحدة وتركيا، في 22 تموز/يوليو 2022 في إسطنبول، اتفاقية الأغذية بين روسيا والأمم المتحدة وتركيا، بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة.
وجرى توقيع الوثيقة من جانب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ونظيره الروسي سيرغي شويغو، ووزير البنية التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف.