"الأونروا": أهالي غزة يعيشون وهم ينتظرون الموت المؤكد

مرة جديدة تؤكد "الأونروا"، كواحدة من المؤسسات الأممية العاملة في فلسطين المحتلة، حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة، والذي يعاني من الاستهداف الجوي، والاعتقالات، وصولاً إلى النزوح المستمر، ومن ثم انتشار الأوبئة.

  • عائلة فلسطينية تحمل أطفالها أثناء فرارها بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في حي الرمال في وسط مدينة غزة. 20 أغسطس/آب 2024 (الوكالة الصحافية الفرنسية)
    عائلة فلسطينية تحمل أطفالها أثناء فرارها بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في حي الرمال (أ ف ب))

قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، لويز ووتريدج، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، إنّ الموت "يبدو الأمر الوحيد المؤكّد" بالنسبة إلى ـ2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، حيث "لا مكان آمناً" بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.

وأكدت ووتريدج للوكالة من داخل القطاع، عبر الفيديو: "يبدو فعلاً وكأن الناس ينتظرون الموت، الأمر الوحيد المؤكد في هذا الوضع".

وتقول ووتريدج، التي تزور  قطاع غزة منذ أسبوعين، إنها تشهد على حجم الأزمة الإنسانية والخوف من الموت، وانتشار الأمراض مع تواصل الحرب.

وصرّحت من النصيرات في وسط قطاع غزة، التي تستُهدف بانتظام بغارات إسرائيلية: "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، الوضع مفجع تماماً".

وأضافت: "نواجه تحديات غير مسبوقة في ما يتعلّق بانتشار الأمراض والنظافة، ويعود ذلك جزئياً إلى الحصار الإسرائيلي للقطاع، وحتى المدارس لم تعد مكاناً آمناً، حيث يبدو وكأنك دائماً على بعد بضعة مبان من خطوط الجبهة الآن".

كذلك، أشارت المتحدثة باسم "الأونروا"، إلى أن عدداً متزايداً من أهالي غزة، الذين تعبوا من الاستجابة لأوامر "الجيش" الإسرائيلي "المتواصلة" بالإخلاء، باتوا يترددون في الانتقال مجدداً من مكان إلى آخر، وتابعت: "يشعرون بأنهم يطارَدون ضمن حلقة مغلقة، حيث التنقّل صعب، ولا سيما في ظل الحرارة ووجود أطفال ومسنين ومعوقين".

كما ذكّرت ووتريدج، أن الأشخاص الذين ما زالوا يتنقلون يؤكّدون أنه أينما حلّوا "هناك جرذان وفئران وعقارب وصراصير"، مضيفةً أن الحشرات "تنقل الأمراض من مأوى إلى آخر"، ولفتت إلى أن الأمم المتحدة تنتظر الحصول على الضوء الأخضر من إسرائيل، لتطعيم الأطفال في قطاع غزة ومنع انتشار شلل الأطفال.

وفي السياق، أكد مدير مستشفى "أبو يوسف النجار"، الواقع في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، الطبيب مروان الهمص، للميادين، قيام الاحتلال، بتعطيل دخول لقاحات مرض شلل الأطفال إلى قطاع غزة، ومنع انتشار الطواقم الطبية بين النازحين، رغم مساعي القطاع الصحي في غزة للقيام بحملة لتلقيح 600 ألف طفل دون سنّ العاشرة.

في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية، مطلع شهر آب/أغسطس الجاري، أنها سترسل أكثر من مليون لقاح، ضد شلل الأطفال إلى قطاع غزة، بعد أن اكتُشف الفيروس في مياه الصرف الصحي.

اقرأ أيضاً: "شلل الأطفال" يضرب أبناء غزّة.. الاحتلال يُعدم كلّ فرص النجاة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك