"نيويورك تايمز": واشنطن درّبت جيلاً من الجواسيس الأوكرانيين حول العالم

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تكشف تفاصيل مهمة عن الدعم الاستخباري الأميركي لأوكرانيا، مؤكّدة أن واشنطن درّبت جيلاً من الجواسيس الأوكرانيين ونشرتهم في روسيا وكوبا وأوروبا وأماكن أخرى من العالم.

  • مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي في ولاية فيرجينيا (أرشيفية)

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تفاصيل مهمة عن التعاون الإستخباري بين الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا، من خلال وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من وكالات الاستخبارات الأميركية.

وتحدثت الصحيفة، في تقريرٍ نشرته الأحد، تحت عنوان "حرب التجسس: كيف تساعد وكالة المخابرات المركزية أوكرانيا سراً"، عن مركز سري يقع تحت الأرض في غابة كثيفة ومهجورة ومدمرة، أقيم تحت قاعدة عسكرية أوكرانية دمّرتها الغارات الروسية مع بداية الحرب.

وتقوم فرق من الجنود الأوكرانيين، داخل هذا المركز، المموّل والمجهّز من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية، بتتبع أقمار التجسّس الروسية والتنصّت على المحادثات بين القادة الروس.

وبحسب الصحيفة، فقد أصبح التعاون الاستخباري بين واشنطن وكييف "بمثابة العَمود الفقري لقدرة أوكرانيا العسكرية في مواجهة روسيا"، مُشيرةً إلى توفير واشنطن معلومات استخبارية عن الضربات الصاروخية، وتتتبع تحركات القوات الروسية، ومساعدة في دعم شبكات التجسّس.

وكشفت الصحيفة أن هذا التعاون ليس وليد زمن الحرب، فنقطة التجسس هذه هي جزء من شبكة قواعد تجسّس تدعمها وكالة الاستخبارات المركزية، تمّ بناؤها في السنوات الثماني الماضية، وتضم 12 موقعاً سرياً على طول الحدود الروسية. 

ومنذ العام 2008، تحولت أوكرانيا بحسب الصحيفة، إلى مركز لجمع المعلومات الاستخبارية، يعترض اتصالات روسية أكثر من محطة وكالة الاستخبارات المركزية، وهو ما ساعدها على تقديم خدمات معلوماتية مهمة للولايات المتحدة في العامين 2014 و2016.

وفي عام 2016، بدأت وكالة الاستخبارات المركزية تدريب قوة نخبة أوكرانية تُعرف باسم الوحدة "2245"، كان أحد ضباطها، كيريلو بودانوف، وهو الذي يقود اليوم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.

وأكّدت الصحيفة أنّ وكالة الاستخبارات المركزية ساعدت أيضاً في تدريب جيل جديد من الجواسيس الأوكرانيين الذين عملوا داخل روسيا، وفي أوروبا، وكوبا وأماكن أخرى يتمتع فيها الروس بوجود كبير.

ويأتي الدعم الاستخباري الأميركي لأوكرانيا مكملاً للدعم السياسي والعسكري والمالي، الذي تتكشف تباعاً المزيد من التفاصيل بشأنه،حيث ذكر تقرير لمجلة "Responsible Statecraft" الإلكترونية الأميركية أنّ الدعم المالي الأميركي لأوكرانيا، بلغ ما مجموعه 113 مليار دولار.

وأكّدت المجلة في تقريرها أنّ "البنتاغون" أرسل ما لا يقل عن 3 مليون قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا، معظمها كانت من عيار 155 ملم، وهو الحجم القياسي الذي تستخدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها في "الناتو"، وهذه الكمية تمثل ما مجموعة 95 ألف طن من نوع هذه الذخيرة فقط. 

ورغم ذلك، أقرّت العديد من الصحف الغربية أنّ هذه الجهود لم تنجح في إضعاف روسيا، مشيرةً إلى أنّ ازدياد الضغوط على كييف سيدفعها للسعي وراء الوصول إلى تسوية مع روسيا، من موقف أضعف.

اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": الحملة الأميركية لعزل روسيا فشلت

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك