"واشنطن بوست": تحذير لواشنطن بشأن مكانتها العالمية مع استمرار معاناة غزة

تقول صحيفة أميركية إنّ مكانة الولايات المتحدة العالمية قد تنهار مع استمرار دعم إدارة بايدن لعمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه ضد المدنيين في غزة.

  • وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يجلس على متن طائرته أثناء مغادرته
    وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يجلس على متن طائرته في أثناء مغادرته "إسرائيل" في طريقه إلى الأردن في 3 تشرين الثاني/نوفمبر (أسوشيتد برس)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إنّ  الخسائر التي خلّفها العدوان على غزة، "وضعت المسؤولين الأميركيين في موقف لا يمكن الدفاع عنه"، مشيرةً إلى أنّ كثيرين يعترفون سراً بعدم ارتياحهم بشأن استهداف "إسرائيل" للمدنيين

ونقلت الصحيفة، عن المسؤولين الأميركيين، قولهم إنّ إطالة أمد معاناة المدنيين يهدد باتجاه الشبان الفلسطينيين إلى مزيد من الغضب من سياسات الولايات المتحدة، و"يزيد في فرص نشوب حرب إقليمية، إذا شعرت إيران والقوات الحليفة لها بالحاجة إلى الرد".

ورأت الصحيفة نفسها أنّ "الإدارة الأميركية تواجه مهمة معقدة في كيفية صياغة رسالتها إلى الإسرائيليين علناً"، موضحة أنّ ذلك يرجع جزئياً إلى أنها "لا تريد أن يُنظر إليها على أنها ترفض الدعم لحليف في لحظة حاجته".

ويقول مسؤولون مطلعون على الوضع إنه "حتى لو كان ائتلاف بايدن الديمقراطي يشعر بعدم الارتياح بصورة متزايدة بشأن حجم خسائر المدنيين الفلسطينيين، فإنه لا يواجه ضغوطاً تُذكَر من الكونغرس من أجل تغيير المسار".

وكشفت  الصحيفة أنه "خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لتل أبيب – وهي زيارته الثالثة للمنطقة منذ بدء الأزمة – طلب المسؤولون الإسرائيليون إلى الدبلوماسيين الأميركيين الضغط على القادة العرب لغضّ النظر" عن الجرائم الإسرائيلية.

ووفق "واشنطن بوست"، قال الزعماء العرب للأميركيين إنهم "إذا لم يدفعوا الإسرائيليين إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بعدم قتل المدنيين، فإنّ الغضب بين شعوبهم سوف يزداد".

وكانت مقالة في صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية تحدثت عن نفاق الولايات المتحدة ومعاييرها المزدوجة، ودورها السلبي في العدوان على غزة الحالي. ورأت أنّ هذا الأمر يرسل إشارة إلى الموافقة الضمنية لمجموعة الدول السبع، والتي عُقدت يوم 8 تشرين الثاني/نوفمبر في طوكيو اليابانية، وتواطئها مع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مؤكدة أن ما يسمى "الهدنة الإنسانية" أشبه برد روتيني من جانب الولايات المتحدة ومجموعة السبع على المجتمع الدولي.

وأمس الجمعة، تحدثت وثيقة دبلوماسية أميركية عن أنّ دعم واشنطن القوي لـ"إسرائيل" يُفقدها العرب لجيل كامل.

وأفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية أنّ دبلوماسيين أميركيين حذّروا إدارة الرئيس جو بايدن، بصورة خاصة، من الغضب المتزايد ضد الولايات المتحدة في العالم العربي، بسبب "دعمها القوي للحملة العسكرية الإسرائيلية المدمّرة والمميتة في غزة"، مؤكدين أنّ هذا الأمر "يفقد واشنطن العرب لجيل كامل".

والجدير ذكره أنّ الرئيس جو بايدن تعرض لضغوط متزايدة محلياً وخارجياً بشأن الدعم الأميركي لـ"إسرائيل" وسط صور الدمار في غزة والأزمة الإنسانية في المنطقة. 

وفي الأيام الأخيرة، أعرب حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي بوضوح عن غضبهم العميق إزاء الأزمة الإنسانية في غزة.

وردّاً على الدعم الأميركي لـ"إسرائيل" في عدوانها على غزة، تواصل المقاومة العراقية عملياتها ضد القوات الأميركية في سوريا والعراق التحاماً بمعركة "طوفان الأقصى".

وتبنّت المقاومة الإسلامية في العراق، في بيان رسمي، اليوم السبت، استهداف قاعدة "رميلان" الأميركية في سوريا بطائرتين مسيرتين.

وأمس الجمعة، أعلنت المقاومة العراقية أنّ مجاهديها استهدفوا قاعدة الاحتلال الأميركي "التنف" في سوريا، بطائرة مسيرة أصابت هدفها بصورة مباشرة. كما استهدفوا قاعدة الاحتلال الأميركي "عين الأسد" بـ3 عمليات وبأسلحة متعددة أصابت أهدافها.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف مناطق واسعة في قطاع غزة لليوم الـ 36 على التوالي، واستهداف عدد من المستشفيات، بينها مجمع الشفاء الطبي ومحيطه والمستشفى الإندونيسي، بينما تحاصر الدبابات الإسرائيلية مستشفيات النصر للأطفال، والرنتيسي للسرطان والأطفال والعيون، ومستشفى الأمراض العقلية والنفسية.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن لـ"إسرائيل" أن تتسبب بانهيار "الإمبراطورية الأميركية"؟

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك