"واشنطن بوست": ظهور أوربان وشي جين بينغ انتصار دبلوماسي لبوتين

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ترى أنّ ظهور رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، والرئيس الصيني، شي جين بينغ، يُعَدّ انتصاراً دبلوماسياً للرئيس الروسي، فلادديمير بوتين، الذي دعا، منذ فترة طويلة، إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب، غير غربي.

  • رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان والرئيس الصيني شي جين بينغ (وكالات)
    رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان والرئيس الصيني شي جين بينغ (وكالات)

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ ظهور رئيس الوزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، والرئيس الصيني، شي جين بينغ، يُعَدّ انتصاراً دبلوماسياً للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مُذكرةً بدعوات بوتين السابقة إلى "نظام عالمي متعدد الأقطاب، وغير غربي".

وقال الرئيس الصيني في اجتماعه بأوربان، في بكين، إنه يقدر جهود رئيس الوزراء الهنغاري للتوصل إلى حل سياسي للحرب في أوكرانيا، مؤكداً أنّ "الصين وهنغاريا تتشاركان في المواقف الأساسية نفسها، وتعملان في الاتجاه ذاته".

وأضاءت الصحيفة الأميركية على رفض بكين الانتقادات من أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة بسبب قرارها عدم المشاركة في القمة الأخيرة المختصة بالشأن الأوكراني، والتي استضافتها سويسرا الشهر الماضي، مُذكّرةً بتصريحات الصين بأنّها "لا تستطيع المشاركة في محادثات يتم استبعاد روسيا فيها".

وبدلاً من ذلك، قدّمت الصين، إلى جانب البرازيل، مقترحها الخاص والمكوّن من ست نقاط، والذي أكّد المسؤولون الصينيون فيه أنّهم حصلوا على دعم من العشرات من الدول النامية.

ومن وجهة نظر بكين، فإن الدول الغربية عملت عائقاً أمام جلوس روسيا وأوكرانيا للتفاوض بصورة مباشرة، وفقاً لما أوردته "واشنطن بوست" من حديث للباحث في العلاقات الدولية في جامعة "الدراسات الأجنبية" في بكين، كوي هونغ جيان.

في الأسبوع الماضي، التقى شي وبوتين في كازاخستان، بحيث تحدث بوتين عن التقدم نحو "نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب" خلال الاجتماع السنوي لمنظمة شنغهاي للتعاون، وهي واحدة من المجموعات متعددة الأطراف، والتي استخدمها البلدان لتوسيع نفوذهما.

وفي تصريحاتهما، أظهر بوتين وشي التوافق في طموحهما المشترك من أجل إعادة تشكيل النظام العالمي، وإضعاف نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها.

وبالعودة إلى أوربان، فإنّه، بعد أيام قليلة من تولي هنغاريا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، زار كييف وموسكو، الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاجات في عواصم أوروبية، من جانب المسؤولين الذين قالوا إنه غير مخول إجراء زيارات دبلوماسية نيابة عن الاتحاد الأوروبي.

وفي هذا السياق، كتب رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، "إن استغلال رئيس الوزراء الهنغاري رئاسته الاتحاد الأوروبي لزيارة موسكو والرئيس بوتين هو تصرف غير مسؤول"، مضيفاً "أن هذا يرسل إشارة خاطئة إلى العالم الخارجي".

وفي النطاق الأوسع لما تناولته الصحيفة الأميركية، أتت زيارة أوربان المفاجئة للصين، قبل ساعاتٍ فقط من استقبال بوتين لرئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في زيارة دولةٍ لموسكو.

وتُعَدّ هذه الرحلة التي يقوم بها رجل الهند القوي، أول زيارة لمودي لموسكو منذ عام 2015. وأشاد، في بيانٍ له، بـ"الشراكة الاستراتيجية الخاصة والمتميزة بين الهند وروسيا"، قائلاً إن العلاقات تقدمت على مدار العقد الماضي في مجالات الطاقة والأمن والتجارة والاستثمار وغيرها.

وساعدت زيادة مشتريات الهند من السلع الروسية، وخصوصاً النفط، موسكو على الصمود في وجه العقوبات الاقتصادية الغربية.

ورأت الصحيفة أن مودي، الذي أُعيد انتخابه الشهر الماضي، يكسر، عبر زيارته بوتين، التقليد الهندي المتمثل بقيام رئيس الوزراء في بداية فترة ولايته الجديدة بزيارة دولة مجاورة في جنوبي آسيا كوجهة أولى له، وهو ما يؤكد أهمية العلاقات الهندية - الروسية، وعزم مودي على تحويل الهند من قوة إقليمية إلى لاعب عالمي.

اقرأ أيضاً: بعد عامين من الحرب الأوكرانية.. كيف أخطأ الغرب في رهانه على إخضاع روسيا سياسياً واقتصادياً؟

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك