"Responsible Statecraft": "إسرائيل" لن تنتصر أبداً في حرب احتلال غزة

موقع "Responsible Statecraft" الأميركي، يقول إنّ التاريخ يُظهر أنّ محاربة مقاتلي حرب العصابات المنظمين جيداً، وسط سكان مدنيين معادين هو "وصفة للهزيمة".

  • "Responsible Statecraft": "إسرائيل" لن تنتصر أبداً في حرب الاحتلال

ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي، اليوم الثلاثاء، أنّ التاريخ يُظهر أنّ محاربة مقاتلي حرب العصابات المنظمين جيداً، وسط سكان مدنيين معادين هو "وصفة للهزيمة".

وتحدث الموقع عن الفرق بين حرب مكافحة التمرد وحرب الاحتلال، موضحاً أنّ في حرب مكافحة التمرد هناك "متمردون ومدنيون"، ويكون المدنيون محايدين سياسياً، إن لم يكونوا داعمين تماماً للقوات المرسلة "لمساعدتهم"، ولكن في حرب الاحتلال، هناك "متمردون ومدنيون معادون".

كما أشار إلى أنّ أفضل مثال على حرب الاحتلال هو حرب فيتنام، الذي يوضح "مدى صعوبة خوض مثل هذه الحرب، ناهيك عن الفوز بها".

ولفت الموقع إلى أنّ أحد الأماكن التي احتلتها الولايات المتحدة، كانت مقاطعة كوانغ نجاي على الساحل الشمالي الشرقي لفيتنام الجنوبية، حيث قامت القوات البرية الأميركية بمطاردة، وأحياناً اشتبكت، مع الفيتكونغ (الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام)، لكنهم واجهوا أيضاً سكاناً من الفيتناميين الجنوبيين الذين كانوا معادين بشدة للأميركيين.

وبحسب ما تابع الموقع، يجد "الجيش" الإسرائيلي نفسه في غزة في وضعٍ مماثل لما واجهه الجيش الأميركي في مقاطعة كوانج نجاي، إذ يحضر الإسرائيليون هناك اسمياً في مهمة "لمكافحة التمرد"، ولكن في الواقع، "لقد احتلوا غزة".

وأكد أنّ "حماس لا تريدهم هناك، والأمر نفسه لا يريده معظم سكان غزة"، مشيراً إلى أنّ "وجود سكان معادين بشكلٍ موحد تقريباً، تجعل العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي صعبة للغاية".

كذلك، أوضح الموقع أنه يتعين على القوات الإسرائيلية أن تحارب حماس، ولكن يتعين عليها أيضاً أن تشعر بالقلق إزاء المدنيين الفلسطينيين المعادين الذين يعيشون تحت احتلال "الجيش" الإسرائيلي.

كذلك، شدّد على أنّ المخاطر الكامنة في حرب الاحتلال، تجلّت بوضوح في 15 كانون الأول/ديسمبر، عندما "قتل الجيش الإسرائيلي 3 من أسراه".

ووفقاً لـ"الجيش" الإسرائيلي، فإنّ القوات الإسرائيلية "حدّدت عن طريق الخطأ ثلاثة أسرى إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديداً"، على الرغم من أنهم كانوا غير مسلحين وكانوا يلوحون بالعلم الأبيض.

وأضاف الموقع أنه "من وجهة نظر القوات البرية الإسرائيلية، يُنظر إلى جميع سكان غزة، بغض النظر عن مدى براءتهم، على أنهم يشكلون تهديداً"، لافتاً إلى أنّ هذا "ينطبق بشكلٍ خاص على الذكور في سن الخدمة العسكرية".

في العصر الحديث، لم تنتهِ حروب الاحتلال بشكلٍ جيد بالنسبة للمحتلين، إذ عادةً ما يعاني المدنيون المعادون، الذين تعتبرهم قوة الاحتلال "متعاطفين"، معاناةً هائلة وتغادر قوة الاحتلال مهزومة، وفق الموقع.

وأكد أنه كان هذا هو الحال في الجزائر وفيتنام (مرتين) وأفغانستان (مرتين)، ويدرك "الجيش" الإسرائيلي هذه الحقيقة جيداً، حيث خاض حرب احتلال في جنوب لبنان وخسرها بشكلٍ متقطع في الفترة من عام 1982 إلى عام 2000. "ويتعين علينا أن نرى ما إذا كان الإسرائيليون قد تعلموا حقاً هذا الدرس".

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: أكثر من 2800 جندي مصاب يخضعون للتأهيل منذ 7 أكتوبر

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك