"يديعوت أحرونوت": موجة من الغضب تعكّر لقاء ضباط "الجيش" مع رؤساء مستوطنات الشمال

تواجه الحكومة الإسرائيلية صراعاً تزداد حدته مع سكان الشمال الفلسطيني المحتل، بسبب قناعة هؤلاء المتنامية بأنّ "الجيش" وحكومتهم تخلّيا عنهم.

  • رئيس أركان
    رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، وقائد المنطقة الشمالية، أوري جوردين، في لقاء تقييمي مع ضباط في قاعدة في "الشمال". 9 آب/أغسطس 2024. ("الجيش" الإسرائيلي)

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنّ قائد قيادة المنطقة الشمالية في "الجيش" الإسرائيلي، اللواء أوري غوردين، واجه معارضة حادة ومحرجة في أثناء اجتماع جرى، أمس الإثنين، من أجل "الإحاطة الأمنية لرؤساء السلطات في خط المواجهة في الشمال".

وأشارت إلى أن الاجتماع، "الذي حضره 6 رؤساء سلطات"، حصراً من رؤساء سلطات المستوطنات التي تم إجلاء سكانها عنها، وبينهم رئيس مجلس المطلة ديفيد أزولاي، في ظل غياب الآخرين، هدف من خلاله "غوردين إلى إطلاعهم على آخر المستجدات بشأن الهجوم الاستباقي، الذي شنه الجيش الإسرائيلي، أول أمس، ضد حزب الله، وهو الهجوم الذي تم إيقافه، ولم يؤدِّ إلى تغيير في الوضع الأمني ​​في الشمال"، كما تزعم الرواية الإسرائيلية.

وإضافةً إلى تغيب رؤساء سلطات المستوطنات التي تم إجلاء سكانها، قرر رئيس منتدى مستوطنات خط الصراع، موشيه دويدوفيتش، مقاطعة الاجتماع ،ليعلن "أنه لن يكون مستعداً بعد الآن للمشاركة في مثل هذه اللقاءات مع قائد المنطقة"، واصفاً الاجتماع بمجلس "تهليل لعمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان"، قائلاً: "أنا كمواطن وكرئيس السلطة، عندما رأيت ما يحدث، لا أريد المشاركة في هذا الاحتفال".

اقرأ أيضاً: "الشمال يحترق".. إعلام إسرائيلي: الأضرار طالت نحو 200 ألف دونم منذ بداية الحرب

"إطلاق النار في اتجاه الشمال أصبح عادياً وروتينياً"

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية، عن مصدر آخر شارك في اللقاء، إبداء "رؤساء البلديات انتقادات حادة وخيبة أمل للواقع الأمني ​​في الشمال". وأكدت أنّ "هذه الانتقادات تأتي على خلفية المشاعر القاسية التي شعر بها سكان الشمال نتيجة قيام الجيش الإسرائيلي بتوجيه ضربة استباقية ضد حزب الله، من أجل منعه من مهاجمة أهداف في وسط البلاد، في حين أصبح إطلاق النار في اتجاه الشمال عادياً وروتينياً".

وفي محاولة لاحتواء حالة الغضب، تشير "يديعوت أحرنوت" إلى أن من المتوقع أن يُصدِر المتحدث باسم "الجيش" الإسرائيلي، في وقت لاحق اليوم، "تحديثاً عن الاجتماع، وسيعرض التعاون الوثيق والثقة والتقدير المتبادل"، لكن "من الواضح أن تصدعات في هذه العلاقة، يمكن ملاحظتها من الجميع".

"المستوطنون منهارون"

وقال دويدوفيتش للإعلام الإسرائيلي، بشأن الصور التي من المتوقع أن تخرج عن اللقاء: "أنا لا أرى جدوى في صور النصر فارغة المحتوى"، وأضاف: "مع كل الاحترام لإنجازات الجيش في الضربة الاستباقية، لكن سكاني ينهارون هنا كل يوم، اجتماعياً ومالياً وعقلياً، وأنا أريد أن أرى كيف يعمل كابينيت الحكومة والقيادة الشمالية على استعادة الأمن، ولا حاجة إلى العروض، ولا إلى الشعارات، ولا إلى إحاطات، وانما إلى أفعال".

من الجدير الإشارة إلى أن دويدوفيتش ليس المسؤول الأول، الذي يعبّر عن إحباطه وانتقاداته الكثيرة للواقع الأمني ​​الصعب في "الشمال"، إذ إنه، في بداية شهر حزيران/يونيو، كشف موقع "واينت" الإسرائيلي أنه "في اجتماع مماثل عقده غوردين، واجه رئيس بلدية كريات شمونة، أفيحاي شتيرن، الذي ترك الاجتماع بغضب. ومنذ ذلك الحين، لم يأت شتيرن للقاء اللواء غوردين".

وفي سياق متصل، كشف استطلاع رأي إسرائيلي أنّ 75% من الإسرائيليين يَعُدّون إدارة حكومة الاحتلال الإسرائيلي للحرب في الشمال "سيئة".

وأشار مراسل القناة الـ"12" في الشمال إلى أنّ "المستوطنين في الشمال يتلقون الضربات تلو الضربات، ولا حياة مستقرة"، مردفاً أن "من المفترض أن يبدأ العام الدراسي بعد أسبوع ونصف أسبوع، لكن في الجليل لا يوجد الكثير من السكان ولا يوجد تعليم، أما في الجولان فإنّه لا يوجد توجيهات لقيادة الجبهة الداخلية، لكن هناك كثيرين من المستوطنين الذين يعيشون في غرف محصّنة".

اقرأ أيضاً: تقرير إسرائيلي: كان هناك شمال ذات مرة.. والأرقام تكشف تأثير هجمات حزب الله

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك