للمرة الأولى منذ 50 عاماً.. قضية كشمير في مجلس الأمن

مجلس الأمن الدولي يبحث في جلسة مغلقة وللمرة الأولى منذ 50 عاماً قضية كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، والجلسة تشهد انقساماً بشأن كيفية معالجة هذه الأزمة التي أشعلت الخلاف مجدداً بين البلدين.

قضية كشمير على بساط البحث في جلسة مغلقة لمجلس الأمن والتي شهدت انقساماً في كيفية معالجة الأزمة

عقد مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة مشاورات مغلقة بشأن النزاع بين الهند وباكستان والصين على ولاية جامو وكشمير المتنازع عليها، وذلك بعد 50 عاماً على آخر جلسة عقدت لمناقشة معضلة الإقليم في العام 1965.

وشهدت الجلسة المغلقة السرية التي دعت إليها باكستان بدعم صيني انقساماً بشأن كيفية معالجة الأزمة.

أزمة كشمير أشعلت الخلاف من جديد بين الهند وباكستان، في حين دعت الأمم المتحدة وعدد من دول العالم باكستان والهند إلى ضبط النفس وحل الخلاف حول إقليم جامو وكشمير بالطرق السلمية.

وباستثناء موقف الهند الرافض لهذه الجلسة، بقي الاجتماع محاطاً بسرية، بينما دعت الولايات المتحدة على لسان رئيسها إلى حوار بين إسلام أباد ونيودلهي لحلّ الأزمة المتفاقمة. 

سفير الهند لدى الأمم المتحدة، سيد أكبر الدين، ندد بالتدخل الدولي في شؤون كشمير، وقال للصحافيين في نيويورك: "لا نحتاج إلى هيئات دولية تتدخّل في شؤون غيرها لمحاولة إطلاعنا على كيفية إدارة حياتنا".
كما سبق جلسة المجلس اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، بحثا خلاله الوضع في الإقليم، ودعا فيه ترامب إلى حوار بين الهند وباكستان لحل الأزمة.

وكان خان قد صعّد هجومه على الحكومة الهندية، واصفاً إياها بـ"الفاشية والعنصرية".

وفي تغريدتين عبر حسابه في تويتر قال خان أمس الجمعة إن على حكومة مودي "العنصرية الهندوسية الفاشية أن تعلم أنه بينما يمكن هزيمة الجيوش والمسلحين والإرهابيين على أيدي قوات متفوقة، يخبرنا التاريخ أنه عندما تتّحد أمة وتناضل في سبيل الحرية ولا تخشى الموت، لا يمكن أيَّ قوة أن تمنعها من تحقيق هدفها".

وأضاف خان في تغريدة ثانية: "لهذا السبب، إن العقيدة الإقصائية لحكومة مودي التي تسعى لتوطيد هيمنة الهندوس، مع أساليبها الفاشية في جامو وكشمير، ستفشل فشلاً ذريعاً في محاولتها إخماد نضال الكشميريين في سبيل الحرية".

كما غرّد اليوم السبت قائلاً "أرحب باجتماع مجلس الأمن لمناقشة الوضع الخطير في جامو وكشمير، ولأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً، تناول أعلى منتدى دبلوماسي في العالم هذه المسألة"، لافتاً إلى أن "هناك 11 قراراً لمجلس الأمن الدولي يعيد تأكيد حق كشميري في تقرير المصير".

الرئيس الإيراني حسن روحاني كان قد دعا الهند وباكستان في 112 ىب/ أغسطس الجاري إلى الابتعاد عن الإخلال بالأمن والاستقرار في إقليم كشمير.
وقال روحاني في اتصالٍ هاتفي مع رئيس وزراء باكستان عمران خان إن طهران لن تدّخر جهداً لتحقيق سلام وأمن دائمين في المنطقة، فيما أكد خان أن إيران كدولة مهمة في المنطِقة والعالم الإسلامي يمكنها أن تلعب دوراً إيجابياً في حل قضية كشمير.

هذا ويأتي اجتماع مجلس الأمن وسط تصاعد التوتر بين إسلام أباد ونيودلهي منذ 5 من آب/ أغسطس الجاري، ووسط تصعيد عسكري خلّف قتلى من الجانبين في تبادل لإطلاق النار عبر الحدود بين الهند وباكستان.

وألغت الهند الوضع الخاص لإقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة التي تطالب بالانفصال، في حين تهدد باكستان باستخدام جميع الإجراءات لعدم تغيير الوضع.

ووجه قرار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إلغاء الحكم الذاتي للجزء الخاضع لبلاده من كشمير، باختبار جديد أمام مجلس الأمن.

باكستان من جهتها أكدت الخميس الماضي استعدادها لمواجهة التحركات الهندية في كشمير.

وتعود جذور الأزمة إلى 71 عاماً بسبب قضية كشمير التي هي بالنسبة للهند عمق استراتيجي لها أمام الصين وباكستان، فيما تطالب الأخيرة بانضمام الإقليم إليها أو على الأقل منح سكانها حق تقرير المصير.. التوتر الأخير الذي برز إلى العلن هل سيشعل فتيل الحرب مجدداً بينهما..

اخترنا لك