سجالات سعودية إماراتية بدأت تخرج إلى العلن

باتت منصات التواصل الاجتماعي تشهد في الآونة الأخيرة سجالات ومناوشات بين كتّاب محسوبين على كل من السعودية والإمارات، الأمر الذي كان يصعب حدوثه طوال السنوات الماضية، حينما بلغ التنسيق والتناغم مستويات متقدمة بين الدولتين الخليجيتين اللتين قادتا الحرب على اليمن.

وفي دلالة جديدة على الشرخ الآخذ بالاتساع بين الرياض من جهة وأبو ظبي من جهة أخرى بخصوص الملف اليمني عمد بعض الكتّاب وأصحاب حسابات معروفة إلى إبداء آرائهم وتسجيل مواقف استدعت ردوداً من الطرف الآخر.

هذا ما حصل عندما طالب خلفان الكعبي من الإمارات عبر حسابه على "تويتر" بمراجعة أسلوب إدارة الحرب على اليمن غامزاً من الطرف السعودي. موقف الكعبي الذي يعبّر عادة عن وجهة نظر النظام الحاكم في الإمارات ويعرّف عن نفسه في حساباته على منصات التواصل الاجتماعي على أنه خبير عسكري ومحلل سياسي، استدعى رداً من الصحافي السعودي سليمان العقيلي المعروف هو الآخر بالتعبير عن سياسة الرياض. وفي ردّه اتهم العقيلي حليف الأمس بأنه يسعى إلى طرد النفوذ السعودي من اليمن.

الحديث عن تباين في سياسات البلدين تجلّى في أكثر من محطة خلال الأعوام السابقة، كان أكثرها وضوحاً أوائل الشهر الحالي عندما تصدر هاشتاغ "السعودية تكتشف خيانة الإمارات" الحملات على "تويتر" وذلك على إثر زيارة وفد إماراتي رسمي إلى إيران.

إلا أن القرارات والتطورات التي حدثت أخيراً، عكست افتراقاً حاداً في التوجهات الرؤى، انعكست بدورها سجالات بين محسوبين على الطرفين ساحتها منصات التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي بدأ يخرج إلى العلن بوتيرة متسارعة.

فخلال الشهر الماضي قررت أبو ظبي إعادة نشر قواتها وتقليص عديدها وتغيير استراتيجيتها في البلد الذي أدمته الحرب، وهو ما اعتبره بعض المراقبين عملية انسحاب من الحرب. كما سيطر مقاتلو المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات هذا الشهر على عدن التي كانت تعدّ العاصمة المؤقتة لحكومة عبدربه منصور هادي المدعومة من السعودية.

ورغم اتهام حكومة هادي للإمارات بالوقوف خلف "الانقلاب على الشرعية"، بقيت الآراء والمواقف الإعلامية في السعودية والإمارات مضبوطة نسبياً حيث تضع حكومتا البلدين قيوداً صارمة على حرية التعبير بما في ذلك التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت حسابات سعودية حاولت سابقاً الترويج لمتانة التحالف السعودي الإماراتي رغم الأحداث التي توالت أخيراً ومنها حسابات معروفة ومتابعة، بما يشي بحرص القيادتين في السعودية والإمارات على حصر الخلاف، في وقت ما زال يجمعهما العداء لقطر إضافة إلى ملفات أخرى.

 

 

 

وفي سياق مختلف إنما في إطار التباين السعودي الإماراتي تسببت تغريدة للأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله الذي عمل سابقاً مستشار لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في سجال مع الإعلامي السعودي مدير مكتب قناة العربية السابق في الرياض خالد المطرفي.

فخلال الشهر الحالي عبّر عبدالخالق عن انتقاده للإعلام السعودي الإماراتي مقابل إعلام قطر، ليرد عليه المطرفي بالقول: "رسالة واضحة تنتقص من إعلام الشيخ محمد بن زايد وتثني على إعلام مرتزقة تميم".

اخترنا لك