ما علاقة الفيل والحمار بالانتخابات الأميركية؟

قصة الفيل والحمار في الولايات المتحدة الأميركية بدأت في القرن التاسع عشر. الديمقراطيون يفتخرون بحمارهم الذي أهداه لهم الجمهوريون، لكنهم لم يحولوه إلى رمز رسمي للحزب حتى الآن، ما القصة؟

  • الحمار والفيل رمزان لأقوى حزبين في الولايات المتحدة.
    الحمار والفيل رمزان لأقوى حزبين في الولايات المتحدة

يعتبر الحمار والفيل رمزين لأقوى حزبين في الولايات المتحدة، فالحمار رمز الحزب الديموقراطي، بينما يرمز الفيل إلى الحزب الجمهوري.

قصّة اختيار تلك الرموز تعود إلى الثلث الأول من القرن التاسع عشر، إذ انتشر رمز الحمار أولاً عندما قام معارضو المرشح الرئاسي أندرو جاكسون بإطلاق اسم "جاكاس" عليه، وهي كلمة تدل على الحمار، فاختار جاكسون الحمار رمزاً لحملته الانتخابية في تحدٍ لهم.

  • الحمار في موكب ديمقراطي في ولاية بنسلفانيا عام 1948.
    الحمار في موكب ديمقراطي في ولاية بنسلفانيا عام 1948

كان ذلك في العام 1828. اختار حينها المرشح الديموقراطي أندرو جاكسون شعار "لنترك الشعب يحكم"، في خطوة أثارت سخرية الحزب الجمهوري الذي وصف هذا الشعار بأنه رخيص، فما كان من جاكسون إلا أن اختار حماراً رمادي اللون جميل المظهر، وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية، وقاده وسط القرى والمدن من أجل الدعاية لبرنامجه الانتخابي ضدّ منافسه الذي كان يظهر على أنه نخبوي، وليس قريباً من هموم الناس، غير أن الحمار لم يتحول إلى رمز سياسي للحزب الديموقراطي بشكل واسع النطاق إلا في العام 1870، عندما عمد رسام الكاريكاتور توماس ناست إلى اختيار حمار أسود اللون "عنيد" كرمز للحزب الديموقراطي.

ومنذ ذلك الحين، أصبح الديمقراطيون يفتخرون بحمارهم، بل ويدللونه، عبر تنظيم مسابقات لرسم أفضل بورتريه للحمار الديموقراطي، وإطلاق أفضل الشعارات السياسية التي يمكن أن ترافق صورته.

  • رموز الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري معروضة في واشنطن عام 2008.
    رمزا الحزبين الديمقراطي والجمهوري معروضان في واشنطن في العام 2008

أما الفيل الجمهوري الضخم، فقد ظهر كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة لأبراهام لينكلن خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 1860، إذ كانت الولايات المتحدة عبارة عن شبه قارة مقسمة بين الشمال والجنوب، بسبب اختلاف المواقف حول قضية تحرير العبيد. وقد قرر أبراهام لينكلن خوض غمار الانتخابات أملاً في توحيد البلاد، لكنّ الفيل لم يتحول إلى شعار سياسي للجمهوريين إلا في العام 1870، عندما قام الرسام نفسه بالتعبير عن تذمره مما وصفه بخروج الحزب الجمهوري عن قيمه الليبرالية، واختصر الحزب في رسم كاريكاتوري لفيل ضخم مذعور يحطم كل ما تطأه قدماه، وكتب على جسده عبارة (الصوت الجمهوري).

وعلى غرار الحمار الديموقراطي، يحظى الفيل الجمهوري باهتمام إعلامي بالغ في كل مناسبة سياسية في الولايات المتحدة، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية، ويعتني الجمهوريون كثيراً بتلوينه وتحديد معالمه الضخمة في اللافتات الإعلانية الخاصة بالحزب.

كما يحرص الجمهوريون على ارتداء القبعات الضخمة المطبوع على مقدمتها صور الفيل الملون بالأحمر والأزرق خلال تجمعاتهم الخطابية.

بعد 4 سنوات من ولاية الرئيس دونالد ترامب يخوض الأخير انتخابات جديدة للفوز بولاية ثانية، فيما يخوض الديمقراطيون معركة العودة إلى الرئاسة مستفيدين من أخطاء ترامب والمشاكل التي أغرق فيها أميركا.

اخترنا لك