أي رؤية تطغى على طاقم بادين.. وكيف سيقارب المحطات المفصلية إقليمياً ودولياً؟

مع تشكيل فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تنطلق التساؤلات حول السياسات.. فماذا في الأسماء وخلفياتها؟ وهل من المبالغة توقع أي تغيير تجاه قضايا المنطقة والعالم؟

  • بايدن يختار فريق إدارته في الأمن والدفاع والخارجية.. ماذا عن توجهاته السياسية؟ وما هي خياراته؟
    بايدن يختار فريق إدارته في الأمن والدفاع والخارجية.. ماذا عن توجهاته السياسية؟ وما هي خياراته؟

قبيل حسم الكلية الانتخابية هوية الفائز رسمياً في الانتخابات الرئاسية، يمهد جو بايدن طريقه إلى البيت الأبيض.

اختار الرئيس المنتخب أعضاء فريق إدارته المقبل لحقائب الأمن والخارجية والدفاع، والأخيرة سيتولاها "لويد أوستن" كأول أميركي من أصل أفريقي.

تقرأ "بوليتيكو" في اختيار جنرال سابق "كسراً للحواجز" لكونه أول جنرال أميركي أفريقي قاد فرقة عسكرية قتالية وأشرف على مسرح عمليات كامل.

أما ليندا توماس غرينفيلد، مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، يمكن استبيان نهجها من خلال تحيتها لجون كيري، على حسابها في تويتر بأن "هل أنت مستعد للعودة إلى العمل؟".

جايك سوليفان مستشار الأمن القومي، انطلقت السهام ضده سريعاً، وتقول "فورين بوليسي" إنه أمضى سنوات في العمل على نهج أقل طموحاً للمصالح الأميركية في العالم، ويمكن أن "يخيب آمل التقدميين في البلاد". أما أنتوني بلينكن، وزير الخارجية، تقول صحف أميركية إنه كان لاعباً ثابتاً على مدى 3 عقود في دوائر السياسة الخارجية للحزب الديمقراطي.

الكاتب السياسي الأميركي، ستيف غولدفيلد، قال إن "الفريق الذي اختاره جو بايدن لإدارته لعب دوراً محورياً في عهد أوباما".

وقال غولدفيلد للميادين "أعتقد أن إدارة جو بايدن ستعود إلى الاتفاق النووي مع إيران"، مشدداً على أن "ترامب أضعف مؤسسة وزارة الخارجية الأميركية، وأعتقد أن بايدن سيقوم بإعادة بنائها".

غولدفيلد أشار إلى أن "ترامب كان ينظر إلى أوروبا بطريقة ازدرائية، بينما بايدن سيعيد العلاقات إلى طبيعتها"، منوهاً إلى أنه "لا يتمتع أي رئيس أميركي بنوايا جيدة تجاه إيران".

داخلياً، أولويات بايدن واضحة، ولا سيما مع ارتفاع معدلات الإصابة بكورونا، حيث على إدارة الرئيس المنتخب تبني سريعاً استراتيجية التعامل مع الفيروس وتبعاته الاقتصادية، إضافة إلى قضايا الصحة والعمل والتعليم والعنصرية.

لكن ما يصعب حسمه هو التغيير في السياسة الخارجية، وتحديداً في ملفات الشرق الأوسط، والعلاقات مع الصين وروسيا، بايدن تحدث دائماً عن استعادة المكانة الدولية لبلاده وإعادة الدفء إلى العلاقة مع الأوروبيين، وفي المقابل عن مواجهة روسيا والصين على نحو أكثر صلابة.

ثم القضية الفلسطينية، مع اقتناع بايدن بالأضرار الناتجة من سياسة ترامب بتجاهله الفلسطينيين في "عملية السلام" والتزامه بإعادة التواصل معهم مع مراعاة مصالح  الإسرائيليين وأمنهم.

كما يرجح أن تكون إيران على رأس الأولويات، وأبرز ملفات الشرق الأوسط أمام إدارة بايدن الذي تعهد إعادة بلاده إلى الاتفاق النووي، فما من إدارة أميركية في العقدين الأخيرين إلا ويمثل النووي الإيراني بحكم أمره الواقع ملفاً بارزاً في سياستها الخارجية بالنسبة لإدارة بايدن أصبح الأمر أكثر إلحاحاً.

ويعد الملف النووي الإيراني إحدى أهم المسائل الخارجية للسياسة الأميركية في ظل إدارة جديدة يقودها بايدن، وربما هي الأهم وبرغم أنه سيكون محكوماً بالتوازنات السياسية داخل الكونغرس، إلا أنه يؤيد العودة إلى الاتفاق النووي ولو بهدف التفاوض بعدها على مسائل أخرى.

في هذا الصدد، قال أستاذ علم الاجتماع والدراسات الدولية في جامعة ويسكونسن سيف دعنا، إن "هناك من يرى في سياسة بايدن أكثر خطورة على المنطقة بسبب التحالفات التي قد يعقدها".

وأكد دعنا للميادين أن "بايدن سيصطدم بوقائع تتعلق بالشرعية على المستوى الداخلي الأميركي، ووقائع دولية وإقليمية مغايرة"، لافتاً إلى أن "الادارات الديمقراطية في أميركا هي التي بدأت باجراءات الحصار ضد الصين".

دعنا لفت إلى أن "كل الدلائل تشير إلى تراجع الولايات المتحدة على المستوى الاقتصادي مقابل صعود الصين"، مشدداً على أن "بايدن سيصطدم بوقائع إقليمية جديدة ومن بينها مسألة الصواريخ البالستية التي قلبت الموازين".

من الطبيعي أن يكون بايدن مؤيداً للاتفاق الخماسي مع إيران، وقد كان نائباً للرئيس السابق باراك أوباما حين توقيعه عام 2015، وصرح برغبته في العودة إليه قبيل الانتخابات الرئاسية.

ويبدو أن التطورات الأخيرة لم تغير هذه القناعة بعد انتخابه، هذا ما يمكن قراءته من كلام مستشاره للأمن القومي على الأقل، الذي قال لصحيفة "وول ستريت" إن العودة للاتفاق "ممكنة وقابلة للتحقيق"، مشيراً إلى أن "العودة ورفع العقوبات عن طهران سيرسخان الأساس لـمفاوضات لاحقة حول مسائل أوسع".

تخالف هذا الطرح مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية المحافظة القريبة من "الجمهوريين"، فتسوق لفكرة أن الوقت غير مناسب لتخلي بايدن عن سياسة الضغط الأقصى على إيران.

وتؤيدها في فكرة الاستمرار بممارسة الضغوط صحيفة "نيويورك تايمز" فتذهب إلى أنه بإمكان بايدن أخذ كامل وقته وألا تنجر إدارته إلى العودة للاتفاق النووي، معتبرة أن "الاستمرار في سياسة إدارة ترامب يمنح بايدن فرصة تحقيق إنجاز دبلوماسي دائم لا تلغيه إدارة مستقبلية على خلاف الإنجاز السابق لأوباما".

اخترنا لك