تركيا تماطل في تنفيذ اتفاقها مع روسيا.. وإدلب إلى الواجهة مجدداً

يسعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتسجيل مكاسب ميدانية في سوريا تمكنه من فرض سياساته وتوسيع نفوذه وفرض وقائع سياسية وميدانية في شمال سوريا قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الحكم.

  • قوات تركية في سوريا
    قوات تركية في سوريا

يسعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتسجيل مكاسب ميدانية في سوريا تمكنه من فرض سياساته وتوسيع نفوذه وفرض وقائع سياسية وميدانية في شمال سوريا قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الحكم.

سجلت الساعات الأخيرة من العام 2020، حادثاً أمنياً تعرضت فيه قوة رديفة للجيش السوري لكمين أدى لاستشهاد أكثر من 30 شخصاً منهم، اتبعت بتبني تنظيم "حراس الدين" المصنف إرهابياً الهجوم على نقطة روسية شمال مدينة الرقة.

حادثتان لم يستبعد المراقبون دوراً تركياً فيهما، خاصة في ظل التساؤلات عن آلية انتقال تنظيم "حراس الدين" من إدلب إلى منطقة تل أبيض.

"رسائل بالدم" تتزامن مع مساعي أنقرة تعزيز مناطق توسعها شرق الفرات على حساب مسلحي "قسد" في مدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي.

وشمال غرب سوريا، ترسخ تركيا حضورها الميداني في إدلب حيث تستغل انشغال دمشق بتبعات العقوبات الأميركية على اقتصادها والواقع المعيشي، فتتحرك أنقرة لتوسع نشاطها الاقتصادي والاجتماعي من جرابلس وإعزاز وعفرين إلى إدلب، وفرضت التعامل بالليرة التركية، كما عملت على إدخال الخدمات إلى المنطقة سوة بإعزاز والباب وجرابلس وعفرين. 

في العلاقة مع الجماعات المسلحة تستغل إدارة إردوغان القرار الأميركي بشطب اسم "الحزب الإسلامي التركستاني" من قائمة الإرهاب لتمضي في دعمها للفصائل المسلحة بما فيها "هيئة تحرير الشام"، لتكون بذلك ذراعاً مسلحاً صلباً في مواجهة أي محاولة سورية روسية إيرانية لتحرير إدلب.

ترى أنقرة في كل ما سبق أوراق قوة تضاف إلى رصيدها في الشمال السوري، وتحضرها لتكون أمر واقع يفرض على طاولة بايدن، لتكون جزء من الصياغة المرتقبة لعقد السياسات الدولية في عهد الأخير.

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول سمير صالحة، ذكر للميادين، أن "تركيا تقول إنها تريد الحفاظ على وحدة سوريا".

وأشار صالج إلى أن "تركيا تعمل على منع وجود مجموعات إرهابية مسلحة على حدودها مع سوريا"، لافتاً إلى أن "الجيش الوطني الذي ينسق مع أنقرة نجح في محاربة المجموعات الإرهابية"، على حد تعبيره.

كما رأى أن صالحة أن "النقطة التي تحتاج إلى رصد هي الصفقات والتفاهمات التي يجري العمل عليها"، معتبراً أن ما سيقوله ويفعله الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن عند تسلمه الرئاسة "أمر مهم للمنطقة".

من جهته، قال الخبير في الشأن التركي اسلام أوزكان، للميادين إن "الجيش التركي لم يستطع الحفاظ على نقاط المراقبة قرب إدلب".

وأوضح أوزكان أن تركيا "تحاول البقاء في ليبيا على الرغم من الدعوات الدولية لانسحاب الأجانب من هناك"، مضيفاً أن "تركيا تحاول الاستفادة من الفراغ الموجود في المنطقة والخلافات بين روسيا وأميركا".

كما أوزكان تطرق إلى ما قالته تركيا بأنها "سوف تطيح بنظام بشار الأسد وفشلت".

بدوره، ذكر الصحافي المختص في الشأن التركي دانيال عبد الفتاح للميادين أن "تركيا تعتبر المنطقة السورية الشمالية ضمن نطاق مسؤولياتها".

وأشار عبد الفتاح إلى أن "المعارضة التركية تعتبر أن الجيش التركي خسر شمال سوريا وهو ينسحب"، لافتاً إلى أن "نائب قائد القوات المسلحة التركية يعتبر الجيش الوطني شمال سوريا جيشا تركيا".

كما رأى عبد الفتاح أن ما يسمى بـ"جنود الجيش الوطني يحملون جنسيات سورية لكنهم خانوا وطنهم"، مضيفاً أن "من يخون جيشه الوطني ويقاتله معروف في القوانين كافة أنه خائن يجب اعدامه دون محاكمة".

هذا وقال عبد الفتاح إن "تركيا ليست في وضع مريح في علاقاتها الإقليمية"، مشيراً إلى أنّ "التقارب مع إسرائيل هو ضرورة بالنسبة لأنقرة".

اخترنا لك