"سليماني الّذي قاتل معنا".. عن القائد الذي تعرفه كل الجبهات في سوريا

تعرض الميادين مساء الثلاثاء 05 كانون الثاني/ يناير فيلماً وثائقياً عن أبرز المحطات والمواقف في الحرب السورية والتي حضر فيها الشهيد قاسم سليماني وكان لحضوره وقع خاص وتأثير كبير في مجريات الأحداث.

  • "سليماني الّذي قاتل معنا" وثائقي عن دور الشهيد في الحرب السورية

كُشف الكثير من المعلومات والخفايا عن دور الفريق الشهيد قاسم سليماني في صدّ الهجمة الشرسة على سوريا، سواء من خلال حضوره الدّائم فيها منذ العام 2011 على الصعيد العسكري والسياسي أو من خلال حشد الدعم الدولي والإقليمي لمعركتها.

تواجد الجنرال على الخطوط الأمامية في أبرز المعارك السورية وأكبرها، من حلب وأريافها، إلى دمشق وحمص وحماه وأرياف إدلب، إضافةً إلى معارك البادية السورية التي انتهت بتحرير البوكمال ودقّ إسفين كبير في نعش المخططات الأميركية للشمال السوري، والتي كان حاضراً فيها طيلة فترة المعارك، رغم وفاة والده في تلك الفترة.

هذا الحضور ساهم في رفع معنويات الجنود، إذ يروي كثر أنَّهم كانوا يقتحمون خطوط الإرهابيين من دون خوف أو جزع، لأنهم كانوا يرون "الحاج" يسبقهم دائماً إلى القتال، ويتواجد معهم على خطوط التماس، وهو القائد الكبير الذي يستطيع إدارة المعركة من غرفة عمليات بعيدة عن الخطر والتهديد.

هذا الحضور الكبير للشَّهيد سليماني في سوريا طيلة سنوات الحرب، جعل السوريين يستذكرونه دوماً ويتحدّثون عن يده البيضاء، ويروون قصصاً ومواقف جمعتهم به، وهو الَّذي لم يكتفِ بتقديم الدعم والمساعدة، بل حمل السلاح، وكان مستعداً للاستشهاد في سبيل تحرير سوريا. وعندما اشتدت التهديدات بهجوم أميركي عليها في العام 2013، قال: "بلاد الشام هي معراجنا إلى السماء".

الفيلم الوثائقيّ "سليماني الذي قاتل معنا" يبيّن أبرز محطّات الشهيد سليماني في سوريا، من خلال شهادات مقاتلين رافقوه في أغلب جبهات القتال، وخاضوا معه المعارك كتفاً إلى كتف، وتأثّروا بشخصيّته وتواضعه، إضافةً إلى مدنيين التقوه وتعرفوا إليه، بعد أن دخل محرراً الكثير من المناطق السورية من الإرهابيين.

يعرض فيلم "سليماني الذي قاتل معنا" يوم الثلاثاء 5 كانون الثاني/يناير عند الساعة التاسعة مساءً على شاشة "الميادين"

يستعرض الوثائقي قصصاً وحكايا من حضور سليماني في البوكمال، وهي المعركة التي أدرك أهميتها في كسر الاحتلال الأميركي ومخططاته، وحضرها بكلّ تفاصيلها، وأدارها من خيمة صغيرة في قلب الصحراء، ولم يغادرها إلا وهو مطمئن على تحريرها الناجز.

إلى حلب، ينتقل الفيلم ليستعرض كيف تحرك سليماني ضمن رؤية الرئيس السوري بشار الأسد، الذي اعتبر أنَّ حلب أمّ المعارك، وأنها مقدمة للانتصار في المعركة على طريق تحرير كامل التراب السوري. 

شارك سليماني في المعركة، وانتقل بين الريف وأحياء المدينة. تشهد على ذلك صوره مع قادة الجيش السوري وهو يرتدي الشماغ ويلفّه كما يفعل الحلبيون، متجولاً بين خطوط النار في الأزقة.

إلى معارك غرب حلب وشمالها التي توّجت بفكّ الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ينقل الفيلم شهادات الناس الذين حوصروا لسنوات والتقوا سليماني مع طلائع المحررين.

حضور إنساني لسليماني وتواضع لافت

يزخر الفيلم بالكثير من المشاهد الإنسانية التي تظهر تواضع الشهيد وإنسانيته، ينقلها أناس مدنيّون عايشوه ورأوه بأم العين، ومقاتلون تعلّموا منه تجنّب استهداف المدنيين، حتى عندما اتّخذهم إرهابيو داعش دروعاً بشرية.

تقول معدة الوثائقي زهراء فارس: "كانت الفكرة بدايةً أن ننجز وثائقياً عن تحرير حلب، ولكننا وجدنا أنفسنا شيئاً فشيئاً نلاحق فصول حضور الحاج قاسم في كل المعارك على الأراضي السورية. سافرنا إلى البوكمال، والتقينا الأشخاص الذين التقوا الشهيد وتواصلوا معه، وصوَّرنا في المنزل الَّذي سكن فيه لأيام وكتب رسالةً لأصحابه".

وتتابع: "في حلب وريفها أيضاً، تتبّعنا خطاه على جبهات القتال التي كانت حامية منذ سنوات. وبجهود سليماني والذين قاتلوا معه من الجيش السوري والقوات الرديفة وقوات المقاومة، تم تحريرها، وعاد إليها أصحابها آمنين مطمئنين".

عامٌ مرّ على إغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، تغييرات كبيرة حصلت، ومعطيات تبدلت.. في الميادين نتذكر حادثة الاغتيال على أنها "جدارة الحياة وشهادة العلا".

اخترنا لك