"اعتبارات سياسية".. جنازة حاخام تشعل الانتقادات ضد نتنياهو

رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتعرض لانتقادات كثيرة لفرضه الإغلاق لمكافحة تفشي فيروس كورونا بشكل انتقائي، وذلك على خلفية مشاركة الآلاف من "الحريديم" في جنازة حاخام توفي اليوم الأحد.

  • جنازة حاخام يهودي تشعل الحرب على نتنياهو
    توفي الحاخام مشولام دوفيد سولوفيتشيك، وهو رئيس معهد في القدس المحتلة، في وقت مبكر من صباح اليوم

تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تعرض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لانتقادات اليوم الأحد، لفرضه الإغلاق لمكافحة تفشي فيروس كورونا بشكل انتقائي، بعد مشاركة نحو 10,000 شخص في  جنازة حاخام يهودي في القدس المحتلة، وكانت بعض الانتقادات من داخل الحكومة، وحتى من حزب "الليكود" الذي يقوده نتنياهو.

وتوفي الحاخام مشولام دوفيد سولوفيتشيك، وهو رئيس معهد في القدس المحتلة، في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد عن عمر 99 عاماً.

ودعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين إلى عدم المشاركة في الجنازة، لكن لم تُبذل جهود لفرض الإغلاق، الذي يهدف الى الحد من تفشي الفيروس، والذي يتضمن أوامر تقصر التجمعات في الهواء الطلق على ما لا يزيد عن 10 أشخاص.

  • دعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين إلى عدم المشاركة في الجنازة
    دعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين إلى عدم المشاركة في الجنازة

وتصدرت قضية إنفاذ الإغلاق في المستوطنات ذات الأغلبية "الحريدية"، عناوين الصحف مؤخراً وسط تقارير عن "انتهاكات صارخة، اتهامات بسوء تطبيق القواعد، واحتجاجات عنيفة ضد الشرطة التي تحاول فرض الامتثال لقواعد الإغلاق".

ورداً على التجمهر غير القانوني، شدد وزير الأمن بيني غانتس على مطالبته بأن "يوافق الكنيست على تشريع لمضاعفة الغرامات لمخالفي الإغلاق، والذي تمت المصادقة عليه في وقت لاحق يوم الأحد ليصبح قانوناً".

وقال إن "هذا سبب التطبيق غير المتكافئ، يتم إغلاق الملايين من العائلات والأطفال في منازلهم والالتزام بالقواعد، بينما يتجمع الآلاف من الحريديم معاً في جنازة، معظمهم بدون أقنعة".

كما حذر غانتس قائلاً "لن نوافق على متابعة إغلاق مزيف وغير فعال. إما أن يخضع الجميع للإغلاق – أو يتم فتح كل شيء. لقد ولت أيام التساهل".

ونشر زعيم المعارضة، عضو الكنيست يائير لبيد، تغريدة تشمل مقطع فيديو من الجنازة يظهر تجمع الآلاف. وكتب، "قانون واحد للجميع. ما كنا سنفعل؟ نرسل الشرطة بأعداد كبيرة".

وغرد جدعون ساعر، وزير سابق في "الليكود" ترك الحزب مؤخراً ليؤسس حزب "الأمل الجديد" أن الصور "تثبت أن نتنياهو تخلى عن تطبيق القانون لاعتبارات سياسية"، في إشارة إلى تحالف نتنياهو مع أحزاب "الحريديم" وحاجته لهم في الانتخابات المقبلة.

كما غرد عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، الحليف السابق لنتنياهو، الذي نقل حزبه "إسرائيل بيتنا" إلى المعارضة إن "هذا شكل التطبيق الانتقائي".

"أين رئيس الوزراء؟ أين وزير الأمن العام؟" سأل ليبرمان، في إشارة إلى أمير أوحانا، الذي تتولى وزارته، وزارة الأمن العام، مسؤولية الشرطة.

وعبّر رئيس التحالف وزعيم فصيل "الليكود" ميكي زوهار، عن انتقاداته، واصفاً اللقطات من الجنازة بأنها "حزينة".

وأثارت قضية عدم امتثال "الحريديم" للقواعد ردود فعل عنيفة وصراعات سياسية داخلية في الائتلاف الحاكم. وتعارض أحزاب "الحريديم" المتحالفة مع حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو زيادة الغرامات على انتهاك قواعد الإغلاق، في حين يقول حزب "أزرق أبيض" إن "هناك ضرورة لزيادة الغرامات وتعزيز إجراءات إنفاذ".

وعلى خلفية محاولات الشرطة الاسرائيلية تشديد فرض الإغلاق المحكم بسبب كورونا في المدن والأحياء ذات الغالبية الحريدية، ورفض معظم الحريديم إغلاق مدارسهم التوراتية وكُنسهم، شَهِدت تلك المدن والأحياء اتساعاً ملحوظاً لظاهرة المواجهات العنيفة مع الشرطة الإسرائيلية، مواجهات سُرعان ما أخذت أبعاداً سياسية واجتماعية.

اخترنا لك