السيد للميادين: التطبيع كلام غير وارد على الإطلاق في قاموسنا

بعد عشر سنوات كيف واجهت سوريا خطاب التمذهب والفتنة والتحريض؟ وكيف ستواجه ما بعد حرب أُريد منها تمزيق مجتمع متحاب متآلف يجمعه الإسلام الأصيل؟

  • عبد الستار 2 ليس للنشر
    وزير الأوقاف في سوريا محمد عبد الستّار السيد

أكد وزير الأوقاف في سوريا محمد عبد الستّار السيد، أن "الحصار المستخدَم ضد سوريا لم يُستخدَم لأي دولة في العالم، ورغم ذلك الشعب والناس والدولة تقف في وجه ذلك".

وفي لقاء له على شاشة الميادين، قال السيد "ما زلنا في المعركة وقد يتأثر البعض وقد نسمع آهات، وهذا مفهوم، والبعض قد يتحدث عن تقصير الحكومة، هذا أمر طبيعي، حرب استهدفت كل البنية التحتية في سوريا"، لافتاً إلى أنه "طالما أنّ أميركا أميركا، و"إسرائيل" "إسرائيل" فدائماً سيكون هناك مخططات وسيكون هناك تحريض، نحن يجب ألا ننتظر من أعدائنا التاريخيين، إلا المؤامرات وإعادة التحريض".

  • السيد للميادين: طالما أنّ أميركا أميركا و"إسرائيل" "إسرائيل" فدائماً سيكون هناك مخططات.

وشدد على أن "تحصين المجتمع قيمياً وأخلاقياً، تحصين المجتمع بخطاب ديني حقيقي يؤدي إلى ممارسة الشعائر الدينية مع مقاصدها، يؤدي إلى الفهم للإسلام الحقيقي"، منوهاً إلى أن سوريا لا تقلق من موضوع خطاب ديني تحريضي، فما تم فعله في سوريا لم يُفعَل في التاريخ، في التاريخ لم تُستهدَف دولة بهذا الشكل".

وحول موجة الهرولة نحو التطبيع مع الاحتلال، قال وزير الأوقاف السوري، "نحن لسنا عنصريين، ونحن كأمّة عربية ننظر إلى العروبة كوعاء ثقافي جامع للجميع، كل الآيات القرآنية الكريمة تحذّرنا من شعب بني إسرائيل ومن غدرهم"، مشدداً على أن "المسجد الأقصى هو بالنسبة لنا ثالث الحرمين، فأي تطبيع وأي علاقات قبل أن نعود إلى كتاب الله والى سنّة رسول الله نحن لا نؤمن بها على الإطلاق".

كما نوه إلى أن "الكثير تحدثوا عن موضوع التطبيع هذه العلاقات حسمها القرآن الكريم وحسمها النبي الكريم"، مؤكداً أن "التطبيع كلام غير وارد على الإطلاق في قاموسنا".

  • السيد للميادين: المسجد الأقصى هو بالنسبة لنا ثالث الحرمين.

السيد: المخطط الديني أساس في استهداف سوريا

وتطرق وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد إلى الدور الذي لعبه التحريض الديني في الحرب السورية، وكشف أنه "في دمشق يوجد 450 مسجد، معنى هذا الكلام أنّ خطباء المساجد الذين خرجوا عن دينهم الصحيح وكانوا ضد شعبهم ووطنهم لا يتخطون الثمانية أشخاص".

إلى ذلك، لفت إلى أن "الجميع يعرف بأنّ سوريا وقفت في وجه المخططات الأميركية والصهيونية في المنطقة، وهذا أمر معلوم للجميع"، مؤكداً أن "المخطط ضد سوريا كان جاهزاً، ويريد استخدام الدين والأحداث أثبتت ذلك".

وبالعودة إلى بداية الأحداث عام 2011، قال السيد إن "الأحداث السورية بدأت بالادعاء بالمطالبة بالحرية ثم انتقلت مباشرةً الى الموضوع الطائفي وموضوع التحريض الديني، ورفعت شعارات دينية والتكفير"، معللاً ذلك بأن "التكفير هو السلاح الأمضى في يد هذه المخططات، والأحداث التاريخية تُثبت لنا صحة هذا التخمين".

وأشار إلى أن "موضوع التكفير مدروس عبر التاريخ من قبل الدوائر الإستعمارية سابقاً، وأن بريطانيا التي أنشأت الإخوان والوهابية"، منوهاً إلى أن "الخطاب التحريضي كان مدفوعاً من قبل الوهابية بفكرها المرتهن تماماً للمخططات الأميركية".

  • السيد للميادين: المخطط ضد سوريا كان جاهزاً، ويريد استخدام الدين والأحداث أثبتت ذلك.

السيد قال: "هم اعترفوا بهذا الأمر بأنهم كانوا يدفعون الأموال وشُكّلَت الميليشيات ووضعوا أمراء للحرب، هذا كله قبل ظهور داعش"، مشيراً إلى أن "الإخوان تحالفوا مع الوهابية ليس للمرة الأولى، تنظيم الإخوان أيام الرئيس جمال عبد الناصر تحالف مع الوهابية".

وأوضح أن المشترك بين التنظيمين، "هو موضوع التكفير وتقسيم المجتمع إلى مجتمع جاهل"، وقال "نحن نختلف عن بقية الدول بأننا في سوريا المجتمع السوري نبذ تنظيم الإخوان منذ الثمانينيات".

كما أضاف السيد أن "خطيب المجلس الحرام الذي يدعو للتطبيع مع الصهاينة الآن، هو نفسه الذي كان يحرّض على قتل الشعب السوري والتكفير في سوريا"، ذاكراً أنه "لم تقف أي مؤسسة لتقول كلمة الحق، ليس في ما يتعلق بموضوع سوريا، وإنّما في موضوع الفتاوى التي كانت تصدر، وتناقض كل تعاليم الإسلام".

السيد: التشكيك بالمؤسسة الدينية السورية ذراع أساسي في الحرب التكفيرية

وحول دور المؤسسة الدينية السورية في التصدي لخطاب التحريض الطائفي والتكفيري، أكد وزير الأوقاف السوري أن "الدور الكبير كان للمؤسسة الدينية في سوريا المتمثّلة بالعلماء والعالمات، يعني الجسد الديني بمجمله كان بالمرصاد لهذا الفكر الضال"، مشيراً إلى أنه مع بداية الحرب على سوريا، بدأ التشكيك بالمؤسسة الدينية السورية، وهذا "كان هو أحد الأذرع الأساسية في حربهم التكفيرية"، بحسب ما أكد السيد.

كذلك، أضاف أنه في ذلك الحين، "بدأ الشخص الذي هو على رأس ما يُسمى اتّحاد العلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، وهو معروف بانتمائه لتنظيم الإخوان، بالتحريض ضد الدكتور الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي وباستهدافه شخصياً في خطبة جمعة من قطر في 2011".

وقال السيد إن "أستاذنا الدكتور البوطي رحمه الله، كانت خطبه الجمعة الصدّ الرئيسي أمام الموجات المتلاحقة من الفتاوى التكفيرية"، مشيراً إلى أن "معظم علماء دمشق، مثال مدير أوقاف ريف دمشق، ضُربوا، وبعض خطباء المساجد خُطفوا، هُددوا بأولادهم".

  • السيد للميادين: مع بداية الحرب على سوريا، بدأ التشكيك بالمؤسسة الدينية السورية.

السيد: نحن في سوريا لدينا فكر يتعلق بسعة المذاهب الإسلامية

وزير الأوقاف السوري في مقابلته مع الميادين، أشار إلى أنه "في سوريا نفهم الإسلام على حقيقته من خلال الفهم الحقيقي أو المناهج الشرعية التي ندرّسها في جامعة بلاد الشام"، مضيفاً "نحن في سوريا سابقاً وليس في وقت الحرب، لدينا فكر يتعلق بسعة المذاهب الإسلامية، وهناك محبة في سوريا خاصة لآل البيت وللصحابة رضوان الله عليهم جميعاً".

في السياق ذاته، شدد على أن الأمر السائد بشكل عام في سوريا هو التصوّف والحب في الدين، موضحاً أن "دمشق التي رفعت وكرّمت الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي وهو مَن هو في التصوّف، هي التي سجنت ابن تيمية شيخ التكفير".

وأكد السيد أنه "لا يجوز أن ننسب كلمة إسلام، حتى أن نقول اسلام وسطي أو إسلام معتدل، فالإسلام هو إسلام، مجرد أن قلت إسلام يعني أنه هو الوسطية"، مستدلاً على ذلك بقوله تعالى "وكذلك جعلناكم أمّةً وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".

وأضاف أن ذلك يعني أن "الوسطية والاعتدال هي من صلب تعاليم الدين وأساسه"، وأيضاً استدل السيد بكلامه في قوله تعالى "لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي"، "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".

وقال السيد إنه "في سوريا العلاقة الإسلامية المسيحية ليست شعارات"، منوهاً إلى أن "هناك فرق ما بين الجهاد القتالي وجهاد الكلمة، والجهاد الأصغر والجهاد الأكبر، هذا كله موجود في مصطلحاتنا، وموجود لدينا في عملنا اليومي".

كذلك، كشف أن العمل الديني في سوريا انتقل إلى مجلس علمي فقهي، تأسس منذ 3 سنوات تقريباً، موضحاً أنه "للمرة الأولى كل المذاهب ممثلة في اجتهاداتنا الفقهية، الآن لا تصدر فتوى من شخص، الفتاوى العامة لا تصدر إلا من مجلس علمي فقهي أصبح في سوريا".

  • السيد للميادين: في سوريا العلاقة الإسلامية المسيحية ليست شعارات.

السيد: الرئيس الأسد يؤمن بالفكر الديني الحقيقي النيّر

وعن الدور الذي لعبته القيادة في سوريا في دعم المؤسسة الدينية السورية بمواجهة هذا الخطاب التحريضي، قال وزير الأوقاف السوري، إنه "لا يوجد دولة عربية أو إسلامية على الإطلاق فيها من الأنشطة الدينية كالتي توجَد في سوريا"، مشيراً أن هذا "بدعم من الرئيس السوري بشار الأسد، وبقربه من الفكر الديني مباشرةً".

وكشف أن "الذي يستمع أو يلتقي مع الأسد يُذهَل أولاً بمدى العمق الفكري والفقهي في الدين، وهو يتحدث في تفاصيل مقاصد الشريعة الإسلامية، في تفاصيل علوم شرعية دقيقة جداً"، لافتاً إلى الرئيس السوري "يؤمن إيمان مطلق بهذا الفكر الديني الحقيقي النيّر، ويدعم المؤسسة الدينية ويدعم العمل الديني".

اخترنا لك