أزمة لبنان السياسية والاقتصادية مستمرة.. والحريري عاجز عن تشكيل حكومة!
الآمال الضئيلة بتشكيل حكومة لبنانية قريباً تتبدد، فيما لا تزال الأزمة السياسية في لبنان مستمرة بالتصاعد، وذلك بعد اللقاء الـ18 بين عون والحريري منذ تكليف الأخير تشكيل الحكومة.
لا تزال الأزمة السياسية في لبنان مستمرة، متخذةً مساراً أكثر حدية بين الأطراف. والنتيجة، لا حكومة حتى الآن قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية للخروج من دوامة الانهيار الاقتصادي.
وتبدّدت الآمال الضئيلة بتشكيل حكومة لبنانية قريباً بعد زيارة قام بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، اليوم الإثنين، إلى القصر الجمهوري في بعبدا أدلى بعدها بتصريح أكدّ خلاله على عدم الاتفاق على تشكيلة الحكومة المنتظرة منذ سبعة أشهر.
وأعلن الحريري رفضه للتشكيلة الحكومية التي أرسلها له الرئيس اللبناني ميشال عون، معتبراً أنها "مخالفة للدستور"، وقال: "عون أرسل لي أمس تشكيلة حكومية تتضمن توزيعاً طائفياً للوزارات وطلب مني إسقاط الأسماء عليها وهذه الورقة تتضمن ثلثاً معطلاً لفريقه السياسي".
إلا أن الرئاسة اللبنانیة ردت مباشرة على تصريحات الحريري، بالقول إن "الرئیس عون لم يطلب الثلث المعطل في الحكومة وقدم وثیقة منھجیة فقط، ولا أسماء فيها وبالتالي لا ثلث معطل فيها"، مشيرة إلى أن الحريري "كان يكتفي في زياراته لبعبدا بتقديم تشكيلة حكومية ناقصة بغالب الأحيان".
وهذا هو اللقاء الـ18 بين عون والحريري منذ تكليف الأخير، والنتيجة فشل الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، يأتي ذلك بعد أن طلب الرئيس اللبناني من الحريري التأليف الفوري للحكومة أو الاعتذار، وقال: "إذا وجد الحريري نفسه عاجزاً عن التأليف فعليه الافساح في المجال أمام القادر على التأليف".
الكاتب السياسي غسان سعود قال للميادين تعليقاً على اللقاء بين عون والحريري اليوم إن "الحريري يريد من رئيس الجمهورية فقط المواقفة على تشكيلته من دون نقاش، ويسعى مع رؤساء الحكومة السابقين إلى افتعال أزمة دستورية حول صلاحيات رئيس الجمهورية".
وأكد سعود أن "هناك أسماء طرحها الحريري في تشكيلته عليها شبهات كبيرة حول أدائها، و14 إسماً منها ينتمون إلى فريق 14 آذار السياسي".
واعتبر سعود أن "من الواضح أنه يتم تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية السلطة التنفيذية وهو أمر غير صحيح"، مشيراً إلى أن "السيد نصر الله حدد الخيارات التي سيذهب إليها البلد ولن ينتظر أحد تدمير البلد على يد السعودية التي تحاول منع انتصار حزب الله في لبنان وتريد إعادة لبنان إلى زمن سيطرة فريق 14 آذار".
الكاتب السياسي غسان سعود لـ #الميادين: #السعودية تحاول منع انتصار #حزب_الله في #لبنان وتريد إعادة لبنان إلى زمن سيطرة فريق 14 آذار. @ghassansaoud pic.twitter.com/vo54wXLOht
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 22, 2021
وفي خطابه الأخير، قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، إن لبنان "في قلب أزمة حقيقية ووطنية وسياسية كبرى وهي أزمة نظام وحاضر ومستقبل". ودعا إلى مقاربة أوضاع البلد "بعقل ومسؤولية وحكمة بعيداً عن الغضب والمزايدات لأنها لا توصل إلى أي نتيجة".
ونصح السيد نصرالله الرئيس المكلف "بتأليف حكومة تستطيع تحمل الأعباء"، و"إعادة النظر في قرار تأليف حكومة اختصاصيين"، ناصحاً بتأليف حكومة "تكنو - سياسية".
هذا وتحدث مراقبون عن معلومات تفيد بفشل "محاولة انقلاب" تخطط لها السعودية في لبنان، لتحسين أوراقها في الساحة اللبنانية، كساحة أخيرة من الساحات التي تمتلك فيها "نفوذاً" في المنطقة، والتي تتجه فيها نحو الخسارة وأهمها اليمن، فحاولت دفع بعض الأطراف اللبنانيين إلى القيام بـ"محاولة انقلاب" وإسقاط رئيس الجمهورية.
ويصر الحريري على تشكيل حكومة من 18 وزيراً، فيما قال السيد نصرالله حيال ذلك: "لا نتفهم الإصرار على حكومة من 18 وزيراً، وهناك شرائح تعتقد أن إلغاءها هو الهدف من ذلك".
وحول الأزمة اللبنانية، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، باستخدام "أدوات ضغط" ضد السياسيين اللبنانيين لإخراج البلاد من الأزمة التي تمر بها، معلناً أن "لبنان على وشك الانهيار".
وأكد لودريان أن "الحلول موجودة والكل يعرف ما يجب القيام به لكن العملية مجمدة بسبب مصالح خاصة. ولأن المسؤولين السياسيين لا يستطيعون الالتزام بالعملية".
وشهد لبنان في تشرين الأول/أكتوبر 2019 انتفاضة شعبية استمرت أشهراً. وسقطت حكومة كان يرأسها الحريري في حينه، فشكلت حكومة "تكنوقراط" برئاسة حسان دياب، وما لبثت أن قدمت استقالتها بعد انفجار مروّع في مرفأ بيروت حصد أكثر من مئتي شهيد ودّمر أجزاء واسعة من بيروت.
وكلف الرئيس ميشال عون، في تشرين الأول/أكتوبر 2020 سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة، وأكد في حينها أنه "عازم على إيقاف الانهيار الذي يتهدد اقتصاد لبنان".
وتجددت مطلع الشهر الجاري الاحتجاجات الشعبية في لبنان على وقع تدهور قياسي في قيمة الليرة، إذ لامس سعر صرف الدولار عتبة 15 ألف ليرة الثلاثاء الماضي في السوق السوداء.
ودفع التغير السريع في سعر الصرف خلال الأيام الأخيرة عدداً من المحال التجارية الكبرى إلى إقفال أبوابها لإعادة تسعير سلعها. كذلك توقفت مصانع عن الإنتاج في انتظار استقرار سعر الصرف. وشهدت متاجر صدامات بين المواطنين على شراء سلع مدعومة.