"أمازون" العملاقة تواجه تهماً بالاستغلال.. وساندرز يساند حقوق العمال

تلاحق شركة "أمازون" مجموعة كبيرة من الانتقادات والشكاوى التي تشير إلى استغلالها للعاملين ومنعهم من الانضمام إلى اتحادات نقابية تساعدهم في تأمين حقوقهم.

  • يواجه العمال في شركة
    يواجه العمال في شركة "أمازون" ظروفاً إنسانية صعبة 

لا زالت شركة "أمازون" العالمية تثير العديد من التساؤلات حول أساليب تعاملها مع الموظفين، بما في ذلك الرواتب التي تمنحها للعمال، والخدمات التي توفرها لضمان عدم إحساسهم بالاضطهاد أو التمييز. 

ومن بين الأمور التي تسببت بضجة حول "أمازون"، في الآونة الأخيرة، نفي الشركة الأخبار التي تقول إنها أجبرت العمال على التبوّل في زجاجات المياه بسبب نقص بخدمات دورات المياه، وإن كانت مذكرة داخلية مسربة تظهر أن الشركة كانت على اطلاع بقيام العمال بأمور مشابهة. 

وبحسب ما يظهر بريد إلكتروني موجّه من الإدارة، في أيار/مايو 2020، حذرت الشركة العمال من التبوّل في زجاجات أو التبرّز في حقائب أثناء العمل. 

وقالت الرسالة حينها: "هذا المساء، اكتشفنا برازاً بشرياً في حقيبة أمازون والتي عادت إلى المركز عبر سائق"، لتكون "المرة الثالثة في شهرين التي تعود فيها الحقائب وضمنها براز".

وتابعت: "نفهم أن السائقين قد يتعرضون لحالات طوارئ على الطريق، وخاصةً خلال وباء كورونا، وقد يعانون لإيجاد دورات مياه. لكن رغم ذلك، لا ينبغي عليهم إعادة الحقائب وبداخلها براز".

وبالتعليق على هذه المسألة، أخبر العمال موقع "إنترسبت" أن هذه المشكلة كانت محلّ إشارة دائمة في المشاورات الداخلية، فيما أكد موظف سابق في "أمازون" أن السائقين "مجبرون ضمنياً لفعل ذلك، وإلا فإنهم سيخسرون الوظيفة بسبب تراكم الطلبيات".

وفي هذا الصدد، غرّد النائب في مجلس النواب الأميركي، مارك بوكان، عبر موقع "تويتر" حول سوء معاملة شركة "أمازون" لموظفيها، قائلاً: "دفع 15 دولاراً في الساعة للعمال غير كاف لجعل الشركة متقدمة، عندما تمنع عمل النقابة وتجعل الموظفين يتبولون في زجاجات المياه".    

أرباح كبيرة مقابل عقود سيئة

وتأتي المعاملة المجحفة بحق العمال، في وقت شهدت "أمازون" ارتفاعاً كبيراً في أرباحها، حيث زادت مبيعاتها في الربع الأول من العام الماضي زيادة بنسبة 37% بسبب اعتماد معظم سكان العالم على التوصيل في ظل وباء كورونا، وشهد المدير التنفيذي جيف بيزوس زيادةً في صافي ثروته بمقدار 70 مليار دولار خلال الوباء.

وانتقدت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي، المنشور في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، سلوك الشركة الذي "يصور ثقافتها التي تتعارض مع حقوق العمال في الانضمام إلى النقابات العمالية والتنظيم الجماعي".

كما وأدرجت الشركة على قائمة أسوأ 12 شركة، منذ عام 2018، من قبل المجلس الأميركي للسلامة والصحة المهنية، بسبب ارتفاع معدل محاولات الانتحار، والمعاملة السيئة للعاملين المؤقتين الذين تعتمد عليهم "أمازون" بشكل كبير.

وبالإضافة إلى ذلك، تلقت الشركة اعتراضات من مئات الموظفين في مستودعاتها بجميع أنحاء العالم، على ظروف العمل القاسية خلال وباء كورونا، مطالبين بالحصول على الرعاية الصحية ومعدات الحماية والتعقيم.

العمال يحتجون وساندرز يساند 

التعرّض لحقوق العمال دفع العديد منهم للاحتجاج إما عبر نشر تفاصيل المعاملة السيئة التي يتعرضون لها من الشركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الإضراب بشكل جماعي.

وكان من بين آخر هذه الاحتجاجات، تنظيم العاملين لدى "أمازون" في إيطاليا إضراباً، يوم الاثنين الماضي، وذلك في أول احتجاج شمل العمليات اللوجستية للمجموعة الأميركية بما في ذلك مزودي خدمة توصيل البضائع من طرف ثالث.

وتقدر النقابات العمالية أن أنظمة التوصيل في "أمازون" تعتمد على 40 ألف عامل من بينهم الموظفون في ذراعها للخدمات اللوجستية التي تضم معظم موظفي "أمازون" الإيطاليين لفترات طويلة البالغ عددهم 9500.

ويأتي الاحتجاج الإيطالي بعد ارتفاع في مبيعات التجارة الإلكترونية وزيادتها البضائع المباعة عبر الإنترنت لتصل إلى 23.4 مليار يورو، بحسب ما أظهرت بيانات لجامعة "بوليتكنيك" في ميلانو.

ودفع هذا النقابات العمالية لطلب قواعد أكثر صرامة بشأن مواعيد العمل وتنظيمه للسائقين التي تقول إنهم يوصلون ما بين 180 طرداً و200 طرد يومياً.

كذلك تواجه "أمازون" تحدياً بمركزها لتلبية الطلبات في مدينة بيسمر بولاية ألاباما الأميركية، حيث يصوت العاملون بشأن مقترح بأن يصبحوا أول مجموعة من الموظفين ينضمون لاتحاد نقابي من إحدى أكبر الشركات توظيفاً للعمال في الولايات المتحدة.

ومن أجل دعم قضيتهم، تحدثت وسائل إعلام أميركية عن زيارة عضو مجلس الشيوخ والمرشح السابق للرئاسة الأميركية بيرني ساندرز للعمال في ولاية ألاباما، ليحثهم على الانضمام للاتحاد النقابي.

ويعدّ ساندرز واحداً من أبرز منتقدي سياسات "أمازون" ورئيسها الملياردير جيف بيزوس تجاه العمال ورفض انضمامهم للنقابات. وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، مطلع هذا الشهر، قال ساندرز مخاطباً بيزوس: "سيد بيزوس تمتلك 182 مليار دولار، وبذلك أنت أغنى رجل في العالم. لماذا تفعل كل ما بوسعك من أجل وقف العمال في بيسمر بولاية ألاباما من الانضمام للاتحاد؟". 

وفي تصريحه بولاية ألاباما خاطب السيناتور الأميركي جموع العمال المجتمعين: "ما يقوم به العمال أمر تاريخي.. في جميع أنحاء هذا البلد يشعر الناس بالتعب من كونهم مستغلين.. هذا البلد لنا جيمعاً وليس فقط لعدد قليل من أصحاب المليارات".  

اخترنا لك