مجلس الأمن يعقد جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في فلسطين المحتلة

الولايات المتحدة تتعهد أمام مجلس الأمن الدولي دعمَ الفلسطينيين والإسرائيليين في حال سعيهم لتحقيق هدنة، وروسيا تعتبر أن تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" ودول عربية أمرٌ "غير قادر على إرساء استقرار شامل في الشرق الأوسط في حال تجاهل الملف الفلسطيني الإسرائيلي".

  • في جلسة افتراضية.. تونس تدعو مجلس الأمن إلى توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني
    في جلسة افتراضية.. تونس تدعو مجلس الأمن إلى توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني

تعهَّدت الولايات المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي "دعمَ الفلسطينيين والإسرائيليين في حال سعيهم لتحقيق هدنة".

وخلال جلسة افتراضية مفتوحة لمجلس الأمن اليوم الأحد، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن بلادها "تدعو كل الأطراف إلى حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني"، معربة عن قلقها بشأن حماية منشآت الأمم المتحدة مع لجوء المدنيين إلى زهاء 24 منها في غزة.

وتابعت: "إننا مستعدون لتقديم دعمنا عبر الوساطة في حال سعي الأطراف لتحقيق هدنة، لأننا مقتنعون بأن لدى الإسرائيليين والفلسطينيين حقاً متساوياً في العيش في أمن وسلام"، مشددة على "ضرورة إيقاف هذه الدورة من العنف".

روسيا: تطبيع "إسرائيل" مع دول عربية لا يُرسي استقراراً شاملاً

وأكدت روسيا أن تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" ودول عربية أمر "غير قادر على إرساء استقرار شامل في الشرق الأوسط في حال تجاهل الملف الفلسطيني الإسرائيلي".

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، إن "خطورة الأزمة الحادة الحالية في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية لا تقتصر على حدود المنطقة"، مضيفاً أن "التدهور السريع للأوضاع في منطقة الصراع، والذي تحوّل إلى مواجهة مسلحة أسفرت عن سقوط ضحايا، يثير قلقاً عميقاً لدى موسكو".

واعتبر أن "التصعيد الجديد للصراع ناجم عن مجموعة من العوامل، على رأسها غياب أي عملية تفاوضية مباشرة، وهذه المفاوضات هي ما يجب أن يعمل الفلسطينيون والإسرائيليون في إطاره على وضع حلول لجميع القضايا الأساسية" والخلافية العالقة.

وشدّد ممثل روسيا على ضرورة "احترام وضع الأماكن المقدسة بصورة صارمة وضمان حقوق المتدينين وحريتهم في ممارسة طقوسهم الدينية في القدس الشرقية وأخذ الحساسية العالية لهذه المسألة في الاعتبار".

ودعت روسيا، على لسان فيرشينين، إلى عقد جلسة طارئة لرباعية الوسطاء الدوليين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما عرضت من جديد مبادرة لتنظيم لقاء بين زعيمي فلسطين و"إسرائيل" في موسكو.

الصين تقترح وقف إطلاق النار 

بدوره، دعا وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى "مواصلة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واحترام الأماكن المقدسة".

وأضاف وزير الخارجية الصيني، أن بلاده "تقترح وقف إطلاق النار "، مؤكداً أن "السلام والاستقرار لا يتحققان عبر القوة".

وتابع يي، "نحثّ إسرائيل على الاضطلاع بمسؤوليتها بموجب المعاهدة الدولية ورفع الحصار عن غزة، ومراعاة أوضاع المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشدداً على أن "المسألة الفلسطينية في صميم الشرق الأوسط، ومن دون (إيجاد حل لها) لا يمكن أن يكون هناك استقرار إلاّ عندما يتم تسوية هذه الأوضاع على نحو يدعم السلام الدائم".

تونس تُدين بشدة اعتداءات "إسرائيل" 

من جهته، أدان وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، بشدة اعتداءات "إسرائيل" على الفلسطينيين، وعدم احترامها المقدسات.

الجرندي أضاف أن "ما يعيشه الفلسطينيون حالياً هو تكرار لما عاشوه على امتداد عقود. ومن الواجب، سياسياً وأخلاقياً وقانونياً، تحديد المسؤوليات"، داعياً المجموعة الدولية ومجلس الأمن إلى "توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وتحمل مسؤولياتهما، وحمل إسرائيل على إنهاء الاحتلال".

وأكد أن "تونس ستواصل جهودها لإيقاف فوري لإطلاق النار"، مجدداً التزام بلاده مواصلةَ المساعي البنّاءة "حتى تحقيق تسوية شاملة وعادلة" للقضية الفلسطينية

الأردن: "إسرائيل" مسؤولة عن التصعيد الحالي

من جهته، حمّل الأردن "إسرائيل" مسؤولية التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشدِّداً على ضرورة "زوال الاحتلال" وتحرك المجتمع الدولي لإنهائه.

وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في كلمته "تتحمّل إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، مسؤوليةَ الأوضاع الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وكل ما تسبَّبت به من عنف وقتل ودمار، مضيفاً أنه "يجب أن يتوقف التصعيد من خلال إيقاف العدوان على غزة، وإيقاف جميع الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية، والتي فجرت أساساً هذا التصعيد في القدس المحتلة وفي سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويجب التحرك فوراً لتحقيق ذلك، ولتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".

وشدَّد الصفدي على أن "السلام العادل والدائم خيار استراتيجي وضرورة إقليمية ودولية، لكن السلام لا يتحقق عبر بناء المستوطنات التي تقوّض حل الدولتين وتشكّل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية. ولا يتحقق أيضاً من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا بهدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم من بيوتهم".

وأوضح وزير الخارجية الأردني أن "الاحتلال هو مصدر الصراع، وهو أساس الشر كله. فالاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان، ويتحقق السلام في زوال الاحتلال".

وفي وقت سابق، وكانت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أعلنت السبت، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة مفتوحة لمناقشة الوضع في فلسطين المحتلة وقطاع غزة يوم 16 أيار/مايو.

 

اعتداءات إسرائيلية متكررة على الفلسطينيين في القدس المحتلة ومحاولة تهجيرهم من منازلهم، استدعت انتفاضة فلسطينية عمت الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتبعها عدوان إسرائيلي على غزة تجابهه المقاومة بالصواريخ التي تشل كيان الاحتلال.

اخترنا لك