الفصائل الفلسطينية تتمسَّك بشروطها... كيف تغيّرت معادلات الميدان؟

هو اليوم السابع من العدوان على غزة. الأسئلة تتكاثر بشأن الوضع ميدانياً وسياسياً والمشهد العام. ماذا حصدت "إسرائيل" من عـدوانها؟.

  • أدرك الفلسطينيون شعبياً مدى تلاحمهم في القدس والضفة والقطاع
    أدرك الفلسطينيون شعبياً مدى تلاحمهم في القدس المجتلة والضفة والقطاع

مضى أسبوع على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يحقق فيه الاحتلال شيئاً يُذكر، على خلاف مقاومة فلسطينية وعدت وتصدت وصمدت، يشد عضدَها تلاحمٌ شعبي في ساحات منفصلة جغرافياً، يزيدها إصراراً على تحقيق انتصار استراتيجي.  

ففي أرض مقدسة وشهر مبارك، كان موعد الفلسطينيين مع ملحمة صنعوها بأنفسهم وأعادوا إلى قضيتهم، قضية الأمة، ما غيّبه المتواطئون من جوهر الصراع، فتلقّفتها الشعوب تواقةً متضامنة مستنصرة.

وأدرك الفلسطينيون شعبياً مدى تلاحمهم في القدس المحتلة والضفة والقطاع، ليمتد لاحقاً ذاك التلاحم إلى المدن الواقعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، وشهد الحراك الشعبي زخماً لم تشهده فلسطين منذ عقود.

وبمثابة الدرع الحامية لتلك الانتفاضة، حظيت المقاومة المسلحة في غزة بالتفاف شعبي وتأييد كانت ذروتهما مطالبة المقدسيين المقاومة بالرد، ففاجأت الاحتلال بصواريخ تصل إلى القدس المحتلة ذاتها.

وأحرجت المقاومة الإسرائيليين في عمقهم وجعلت بضرباتها المتلاحقة أمنهم مكشوفاً، كما لم يكن يوماً من قبل. فلقد اخترقت الصواريخ مجالهم الجوي على الرغم من كل ما روجوا له من قدرات ما سمّوه "قبّةً حديديةً".

خسر الاحتلال، المتأزمة أوضاعه في الداخل، رهانَ حسمه سريعاً جولةً كان زمام المبادرة فيها في يد المقاومة، على غير ما اعتاده، وتردَّدَ في إطلاق عملية برية يجهل عواقبها، جَهلَه أماكنَ إطلاق الصواريخ ومخزونها.

في سياق متصل، قال عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" حسام بدران "نحن في مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال".

وذكر للميادين أنّ "القوة الاساسية لقضيتنا هي عدالتها، ونحن أصحاب حق، وبوصلتنا واضحة نحو القدس والأقصى".

كما اعتبر أنّ "ضربة أهلنا في الداخل للاحتلال جاءت من حيث لا يحتسب، عبر تمسكهم بفلسطين".

عضو المكتب السياسي في "حماس" أكد أنّ المقاومة لديها إمكانات وخبرات، وتدرك جيداً ما تريد تحقيقه من أهداف.

وتابع أنّ تراكم القوة العسكرية في قطاع غزة ليس مخصَّصاً لحماية القطاع فقط "بل للدفاع عن كل شعبنا"، على حد تعبيره.

وأضاف: "نحن في صراع مفتوح مع الاحتلال، وهذه ليست المعركة النهائية".

كما رأى أنّ هذه المعركة شكَّلت محطة مفصلية وستكون لها ارتدادات واسعة في إطار المواجهة مع الاحتلال.

من جهته، قال القيادي في حركة "فتح" أحمد حلس إنّ الشعب الفلسطيني يقدّم كل ما لديه، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لن يستطيع تحقيق أي انتصار.

ولفت إلى أنّ "العدوان الإسرائيلي قدَّم إلينا هدية من خلال تجاوز خلافاتنا والتوحُّد حول المقاومة، في أشكالها المتعددة".

وتابع أنّ "على الجميع مراجعة مواقفه للخروج برؤية وطنية جديدة"، وأشار إلى أنّ المارد الفلسطيني خرج ولن يعود إلاّ بعد تحقيق الإنجازات.

القيادي في "فتح" أوضح أنّ "بنك الاهداف الذي تحدّث عنه الاحتلال لم يُوقف إطلاق الصواريخ".

وقال: "لا نستطيع التنكُّر لهذا الزخم الفلسطيني المتصاعد، والذي يفرض نفسه علينا جميعاً".

بدوره، ذكر القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي أنّ "العدوان بدأ في القدس المحتلة، والتهدئة يجب أن تبدأ في القدس". وقال إنّ "العدو الإسرائيلي يخسر في كل حساباته".

ورأى أنّ "ثوار الداخل (الفلسطيني) أعادوا الصراع مع الاحتلال إلى المربّع الأول". كما لفت إلى أنّ الشعب الفلسطيني ينهض من جديد ويستنفر حوله كل أحرار العالم.

وأعرب القيادي في حركة "الجهاد" عن استعداده للتضحية، وقال "ماضون في هذا الصراع على الرغم من الحصار لأننا أصحاب الأرض".

كما شدد على أنّ المعركة في فلسطين والقدس المحتلَّتين هي معركة كل الأمة، وتلخّص كل الصراع الدائر في المنطقة.

وأضاف أنّ "المعركة لن تنتهي في هذه الجولة، لكن الشعب الفلسطيني بدأ يحقق إنجازات جديدة".

وقال الهندي إنه "إذا كانت إسرائيل عاجزة أمام غزة، فماذا يمكن أن تفعل أمام انتفاضة الأُمة؟".

ولفت إلى أنّ "6 ملايين إسرائيلي يعيشون في الأنفاق خوفاً من صواريخ المقاومة".

اعتداءات إسرائيلية متكررة على الفلسطينيين في القدس المحتلة ومحاولة تهجيرهم من منازلهم، استدعت انتفاضة فلسطينية عمت الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتبعها عدوان إسرائيلي على غزة تجابهه المقاومة بالصواريخ التي تشل كيان الاحتلال.

اخترنا لك