الإرهاب من باكستان إلى سوريا... استراتجية واحدة عنوانها "الفوضى المتوحشة"

تشابه عمليات القتل الجماعية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية أخيراً في باكستان واليمن وسوريا، يسلط الضوء على وحدة المنهج المتبع بينها وعلى خضوعها لمبادئ الفكر نفسه.

العمليات الإرهابية تنطلق جميعها من استراتيجية وفكر
ساعات فصلت بين المذبحة التي ارتكبتها طالبان باكستان في مدرسة للأطفال في  باكستان، وتفجير السيارة المفخخة بحافلة تقل عشرات التلميذات في رداع باليمن. بصمتا التنظيمات التكفيرية على الحدثين الدمويين واضحة، كما هي واضحة بصمة جبهة النصرة على مقتلة عشرات الأطفال في مدرسة عكرمة حمص بسوريا قبل شهرين.  داعش جعلت من مناطق سيطرتها مسرحاً يومياً للقتل الجماعي والتصفيات والصلب والسبي من الرقة في سوريا حتى الموصل في العراق. 

بهذا المعنى ترتبط هذه العمليات في غير منطقة من العالم باستراتيجية واحدة تطبق بحذافيرها، كما تنطلق من فكر واحد يجمع شمل عقائد منفذيها. الأمر الذي تسقط معه كل المراهنات الغربية والعربية الخليجية على الفصل بين جبهة من هنا وتنظيم من هناك على أساس الاعتدال والتطرف. فالأحداث المتعاقبة من سوريا إلى العراق واليمن وباكستان وأفغانستان والجزائر وسيناء في مصر، تكشف أن المحرك الأساس لكل التنظيمات التي تسترت بالشعار الإسلامي ليست إلا تجليات لمشروع يقوم على مبدأ تصفية الآخر وصولاً إلى انتهاج الإبداة كما حصل ضد عشائر وقبائل وأقليات طائفية وعرقية إقشعرت لها الأبدان.

بهذا الأسلوب المشترك تكون التنظيمات التكفيرية القائمة على مبدأ الإرهاب قد أحسنت إدارة العنف في درجاته القصوى حيثما حلّت. الكتاب الذي أسس لهذه الإستراتجية تحدث عن أن الفوضى ستكون "متوحشة" وسيعاني منها السكان المحليون. 

اخترنا لك