بعد محطة فيينا السورية.. الانفراج أم الانفجار؟

سوريا على مائدة فيينا إلى الانفراج أو الانفجار؟ هو السؤال المطروح اليوم والإجابة رهن بخطوط التباعد بين محوري موسكو وواشنطن التي يبدو أنها لا تخلو من هامش المناورات.

خطوط التباعد بين موسكو وواشنطن لا تخلو من المناورات (أ ف ب)
سوريا في فيينا غائبة حاضرة. ففي غياب أي ممثل سواء عن الدولة أو المعارضة السورية عقد اجتماع فيينا الدولي على وقع عواصف روسية ضربت الأزمة السورية. عواصف بدأت بالسوخوي ولم تنته بلقاء القمة في موسكو. تمكن الكرملين من فرض الإيقاع القيصري على أجندة فيينا. 

في الواقع حمل كل طرف مشارك أجندته في حقيبته عنواناً وحيداً مشتركاً: بشار الأسد، أو الأصح الموقع الجيوسياسي لدمشق. أميركا الحاضرة مع بعض المرونة حيال تراجعها عن صفة "الفوري" لرحيل الرئيس السوري، فرضت على حلفائها الحضور الإيراني فرضاً.  

في الشكل التقى الخصمان اللدودان الإيراني والسعودي للمرة الأولى على بساط البحث عن حل لسوريا. لكن في المضمون يبدو اللقاء بعيد المنال بقدر التباعد بين المقاربتين الروسية والأميركية. تباعد قد تضيق مساحتهإاذا ما ترجمت أميركا فعلاً تصريح جون كيري القائل بعد انتهاء الاجتماع: "إن القوى الكبرى توافقت على ضرورة الحفاظ على الدولة السورية".

هذا في الواقع ما ينادي به الروس بطرحهم القضاء على الإرهاب أولاً والتدرج في حل سياسي نحو انتخابات رئاسية. وقد كررها سيرغي لافروف بلغة روسية حرص على التحدث بها في المؤتمر الختامي عينه، من دون إغفال أن أميركا لا تبحث عن التورط في تدخلات عسكرية أو حروب جديدة سواء في سوريا أو غيرها. أما أوروبا المنهكة من أزمة اللاجئين فتريد حلاً يوقف نزيف الظاهرة إليها، ولا بأس إذا حصلت فرنسا على حصتها من "الجبنة السورية" في حنينإالى مجدها الامبراطوري على ساحل المتوسط.  

سوريا على مائدة فيينا إلى الانفراج أو الانفجار؟ تتردد معلومات عن أن السقف الزمني لعاصفة السوخوي الروسية هو في السادس من كانون الثاني/ يناير المقبل، وعليه يذهب البعض إلى الجزم بأن اجتماع فيينا سيزيد الأزمة السورية تعقيداً ويطيل الصراع لسنوات في سوريا وكل المنطقة. بينما تتحدث "فايننشال تايمز" عن "بداية" لفتح الأبواب لحل ديبلوماسي وسياسي في المستقبل، من دون المبالغة في التعويل كثيراً على ليالي فيينا.

 

اخترنا لك