هل من أفق للمبادرة الفرنسية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

فرنسا تحاول تسويق مبادرة للسلام مع وزير خارجيتها لوران فابيوس. هل من أفق لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل المتوقفة منذ أكثر من عام؟ أم إن التحرك الفرنسي يفوق قدرة باريس على قيادة مثل هذا الدور؟

ليس من المبالغة القول إن مبادرة فابيوس ولدت ميتة
ليس من المبالغة القول إن مبادرة لوران فابيوس لإنعاش المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولدت ميتة. خبر وفاتها يمكن قراءته في العبارة التي مهد بها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاستقبال رئيس الديبلوماسية الفرنسية ومفادها:"إسرائيل ترفض بشدة محاولات فرض إملاءات دولية عليها، سواء من أجل الامن، أو من أجل السلام" نسفت جولة فابيوس الشرق أوسطية.

باريس لم تكن في الاصل تعوّل على خرق جدي. فابيوس نفسه قال قبيل توجهه إلى المنطقة بأن جولته تهدف إلى التعرف إلى ما سماها "هوامش المناورة". لكن المشهد لا بد من أن يكتمل فصولاً. يردّ فابيوس على نتنياهو قائلاً:" إن كلمة "ديكتات" أي إملاء بالعربية ليست بين مفردات اللغة الفرنسية ولا ضمن المقترحات الفرنسية"، وعلى أساس هذا التوضيح اللغوي السياسي تابع جولته بين مصر والاردن ورام الله وتل أبيب.

وإسرائيل إضافة إلى كونها السباقة دائماً إلى تقويض أي جهود للسلام، مستاءة تحديداً من باريس التي انتقدتها مراراً خلال حربها الاخيرة على غزة، واستمرارها في الاستيطان ومستاءة أكثر من تصويت البرلمان الفرنسي على قرار يطالب الحكومة الفرنسية بالاعتراف بدولة فلسطين.

ناهيك عن أن حكومة نتنياهو تعدّ من بين الحكومات الاكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، في اطار ائتلاف ضعيف. أما فلسطينياً فمحمود عباس فشل لغاية الان في تحقيق المصالحة المنشودة بين فتح وحماس، وبالتالي الموقف الفلسطيني لم يبارح الضعف الاردن. يقول بالحل الشامل والنهائي وفي مصر لم تعد فلسطين القضية المركزية.    

وبرغم كل المؤشرات غير المشجعة تعتزم فرنسا رفع مبادرتها إلى مجلس الامن على شكل مشروع قانون في أيلول المقبل. تقول إنها لا تريد أن تتفاجأ بأي فيتو ويرى محللون أن الرئيس الفرنسي يريد أن يستعيد شيئاً من أمجاد شارل ديغول، قبل أن تنتهي ولايته الرئاسية حينها كان لفرنسا صوت مسموع في المنطقة، لا بل مطلوب. أما اليوم فتحاول فرنسا هولاند اللعب بالسلام في وقت تبدو فيه المفكرة الاميركية مثقلة، وأما العرب فمفكرتهم أضاعت البوصلة منذ زمن إلى أن وجدها فابيوس.

 

 

اخترنا لك