إرث زنوبيا يعود إلى أحضان دمشق

أخيراً لم يعد ما تبقى من آثار مدينة تدمر بخطر، إثر تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش". ترفع المدينة رأسها مجدداً بعد تحريرها من "داعش" للمرة الثانية، مستعيدة شموخها الذي ورثته من الملكة زنوبيا.

تاريخ مدينة تدمر يعود إلى أكثر من ألفي سنة
تُعرف مدينة تدمر باسم "لؤلؤة الصحراء" في وسط سوريا منذ أكثر من ألفي سنة، مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي للبشرية.


جذبت المدينة إلى أراضيها أكثر من 150 ألف سائح قبل اندلاع الحرب. جميعهم أرادوا رؤية "عروس البادية" الواقعة على بعد 210 كيلومترات شمال شرق دمشق.

 

واشتهرت هذه الواحة الواقعة في قلب بادية الشام بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية الشاهدة على عظمة تاريخها.


وقد ورد اسم مدينة تدمر للمرة الأولى في مخطوطات مملكة ماري في الألفية الثانية قبل الميلاد، بحسب ما ذكر موقع اليونسكو. وكانت واحةً لعبور القوافل وإحدى محطات طريق الحرير بعد سقوطها تحت سيطرة الرومان في النصف الأول من القرن الأول الميلادي وإعلانها ولاية رومانية.


وأصبحت تدمر مدينة مزدهرة كونها تربط بلاد فارس بالهند والصين والإمبراطورية الرومانية بفضل تجارة التوابل والعطور والحرير والعاج من الشرق والتماثيل وصناعة الزجاج الفينيقية.

 

إلاّ أنّ قمة ازدهار المدينة كان في القرن الثالث في ظلّ حكم الملكة زنوبيا التي تحدت الإمبراطورية الرومانية.


في العام 267 بعد الميلاد، اغتيل الملك العربي أذينة في ظروف غامضة وتولت الحكم بعده زوجته زنوبيا. وبسطت سيطرتها عام 270 مدفوعة بحبها للحرية وتوقها إلى المجد على بلاد الشام.

 

واجتاحت الملكة مصر وأرسلت قواتها وصولاً إلى البوسفور قبل أن يطيح بها عام 272  الإمبراطور الروماني أوريليان.

آثار تدمر بين يدي "داعش"

تمثال اسد أثينا عند مدخل مدينة تدمر
بين تموز/يوليو حتى تشرين الأول/أكتوبر 2015، قام تنظيم "داعش" بتدمير وجرف آثار عدة في المدينة، من بينها تمثال "أسد أثينا" الشهير عند مدخل متحف تدمر. كما دمر معبدي "بعل شمين" و"بل" بالمتفجرات.

 

ولم تقتصر جرائم "داعش" في تدمر على التعدي على الآثار، بل عمد عناصره إلى قطع رأس مدير الآثار السابق للمتاحف في المدينة خالد الأسعد.

وفي أيلول/سبتمبر، دمر عدداً من المدافن البرجية في المدينة قبل أن يحول قوس النصر الشهير إلى رماد.

 

 

اخترنا لك