هجوم على البريج شمال حلب وملحمة الملّاح مازالت قائمة

تستمرّ محاولات الفصائل المسلحة في حلب المدينة وريفها فكّ الحصار الذي فرضه الجيش السوري منذ عشرة أيام على المدينة, معارك تنخفض وتيرتها تدريجيّاً, لاسيما نتيجة إستنزاف قوة المسلحين خلال المعارك الماضية, 12 كم مسافة الجبهة التي إشتعلت بالأمس الثلاثاء , هجوم للمسلحين على نقاط الجيش السوري في البريج شمال المدينة وعلى مزارع الملاح دون أي تغييّر في خريطة السيطرة.

يكمل الجيش السوري رسم خريطة لسيطرة جديدة خلال الأيام القادمة
البريج كان هدفاً لهجوم المسلّحين هذه المرّة, خطّ إمداد الجيش السوري من المدينة الصناعية وصولاً إلى مزارع الملاّح وبلدتي نبّل والزهراء, تحاول الفصائل إحداث خرق إنطلاقاً من الأحياء الشمالية للمدينة ومخيم حندرات ومعامل شقيف على البريج، خطًّ الميسرة أخلى الجيش السوري بعض النقاط  لإستيعاب الهجوم وأوقع المسلحين في شرك كمّاشته، لتكون نقاط بريج مثلّث مقتَل المسلّحين, تزامن الهجوم أيضاً بتكرار المحاولة من الجهة الغربية لمزارع الملّاح ومن ثلاثة محاور, من مزارع حريتان وتل مصيبين والكاستلو. 

تكمن أهمية الملاّح أنها تشرف ناريّاً على طريق الكاستلو، والخطّ الوحيد الذي يربط الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المسلحين إلى ريفها الشمالي وصولاً الى إدلب, مازال مقطوعاً ,هجوم سقط  به العديد من القتلى والجرحى في صفوف المسلّحين وأُسر البعض منهم.

 

هزيمة جديدة تضاف إلى قائمة هزائم المسلحين, وللمرة الرابعة على التوالي على حلب وريفها خلال 12 يوماً, معلومات خاصّة للميادين نت عن حدوث خلافات داخلية بين الفصائل بعيد فشل الهجوم, خاصة بعد إستقدام المسلحين تعزيزاتهم وسحب بعض القوات من ريف حلب الجنوبي والغربي ومن ريف إدلب للمعركة.

 

"نور الدين الزنكي" سحبت قواتها من جبهة بريج وأعادت تموضعها غرباً في تلة شويحنة وحرش الليرمون إمتداداً إلى خان العسل, "فيلق الشام" إنسحب من جبهة الملاح بعد خلافات مع "جبهة النصرة" للأسباب ذاتها، إضافة لإستنزافها لأكثر من شهر وإستهداف خطوط إمدادهم وتمويلهم, مّا أرغم جبهة النصرة على الإستعانة بتعزيزات من "الحزب الإسلامي التركستاني"  لتعويض نقص القوّات .

 

الطائرات الحربية السورية والروسية لم تغادر سماء حلب إلاّ القليل , أرتال المسلحين كانت هدفاً مباشراً  في ريف حلب الغربي  (حُور - بابيص - معارة الأرتيق -كفر حمرة ), خط الإمداد الرئيسي الوحيد الذي يصل بين جبهات القتال في ريف حلب الشمالي (حيان وحيتان وكفر حمرة) مع الفصائل المتواجدة في ريفي حلب الغربي وصولاً إلى ريف إدلب, لذلك فإنه على مايبدو أن هناك خللاً في جبهات المسلحين في أرياف حلب وصولاً إلى ريف اللاذقية .

 

توجيهات عسكرية بوضع جميع المطارات الحربية في سوريا بما فيها من طائرات روسية وسورية تحت تصرّف غرفة العمليات العسكرية في حلب, وبحسب المحلل العسكري د.كمال الجفا فإن إنخفاض وتيرة هجوم المسلحين وضعف قوة الوسائط النارية وتحويل إستخدامهم الأسلحة المتطورة من الصواريخ الموجهة إلى أسلحة تقليدية مصنّعة محليّة وتحوّلها إستراتيجياً من الهجوم إلى مواقع الدفاع يدلّ على نجاح كبير حققته إستراتيجية الجيش السوري في جرّ الفصائل إلى جبهات قتال مفتوح تمتدُّ إلى عشرات الكيلو مترات وتحتاج إلى كميات ذخيرة هائلة ووسائط ناريّة كبيرة جداً يلائم الجيوش النظامية ولا يلائم الفصائل المسلحة متعددة الولائات والإتجاهات في توجيه المعارك لصالحها, ودليل إنخفاض مستوى التذخير والإحتياط الإستراتيجي للقوة الناريّة والذخيرة لدى المسلحين.

 

 

على ما يبدو أنّ ملحمة الملّاح في نهايتها والمراحل الأولى لعمليّات الجيش السوري قد إنتهت, يرجّح بها المراقبون بإنتقالها إلى معارك جديدة يكمل الجيش السوري رسم خريطة لسيطرة جديدة خلال الأيام القادمة.

اخترنا لك