التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية

مراكز الأبحاث والدراسات الأميركية تتناول قضايا تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط متطرقة إلى سياسة واشنطن في المنطقة خاصة مع السعودية والازمة السورية، مع الإضاءة على الانفاق العسكري الأميركي وملامح السياسة الخارجية للمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

مراكز الأبحاث والدراسات الأميركية تتناول قضايا الشرق الأوسط
  اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى سياسات موسكو نحو الشرق الاوسط بأنها حزمة تميل إلى "ردود الفعل على السياسات والافعال الغربية .. لتعزيز نفوذها الاقليمي.

فالرئيس بوتين ينطلق من معادلة لا رابح ولا خاسر لتحقيق اهداف ديبلوماسية، ويسعى للحد من النفوذ الغربي من خلال استغلال الثغرات التي يتركها الغرب".

وزعم بالقول ان "موسكو تبدي استعدادها احيانا التعامل مع الاسلاميين، على الرغم من خطابها المتشدد لمحاربة الارهاب".
وأضاف ان موسكو "استفادت كثيراً من من العمل في المجالات التي فشلت فيها واشنطن بفرض خطوطها الحمراء .. ومضى بوتين إلى تحسين علاقاته مع الأصدقاء والخصوم التقليديين في الشرق الاوسط على حدّ سواء، عبر التجارة وبيع الاسلحة ومجالات الطاقة".

سوريا

 استعرض معهد هدسون "فشل سياسات الرئيس أوباما في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية .. والتي أضحت حرباً لا تمس دول الشرق الأوسط وطوائفه وعشائره فحسب، بل أزمة عالمية الأبعاد تستقطب قوى أخرى للمنطقة، مثل روسيا"."
وشدد المعهد على أن حالة "الفوضى الناجمة هي نتيجة استراتيجية ادارة اوباما الشرق اوسطية .. وكان يتعين عليها انتهاج خيارات اخرى ان كانت تقصد تقليص الوجود الاميركي في المنطقة." واضاف ان الرئيس اوباما برر مواقفه بأنه كان يسعى "لتحقيق توازن جيوسياسي جديد في المنطقة. بيد ان ما فعله تمثل في  خرق التوازن القائم لصالح نظام ثوري يشن حربا ضد حلفاء اميركا التقليديين وينشر الفوضى الدموية".

 مسألة تمثيل قوى المعارضة المختلفة في مفاوضات جنيف كانت محطة اهتمام معهد الدراسات الحربية الذي اعتبر تمثيلها مختلا هناك، إذ أن "وفد المعارضة المشارك لا ينطق باسم معظم قوى المعارضة المسلحة ذات النفوذ داخل سوريا .. خاصة مجموعة "جيش الاسلام" الدمشقية، وبالتالي لا تستطيع تطبيق قراراتها الذاتية".
 وأضاف أن "الوسطاء الاقوياء داخل قوى المعارضة هم من سيقرر متى سيستأنف القتال في نهاية المطاف .. فالمجموعات المتناقضة مثل جناح تنظيم القاعدة في سوريا جبهة النصرة لديها العزم والقدرة على إفشال أي تسوية يتم التوصل اليها، في المديين القصير والمتوسط".

السعودية

  استعرض معهد هدسون طبيعة "التحالف الاسلامي بقيادة السعودية، الذي يواجه مأزقا متوازيا في الاراضي السورية .. مشابه للمستنقع الذي تواجهه السعودية في اليمن، ما يطرح ظلالا من الشك حول فعالية الحكومة السعودية".
وأوضح أنه نظراً لتراكم الاخفاقات السعودية فإن "تنظيم داعش وقوى أخرى .. باستطاعتها القول إن الدولة السعودية الثالثة قد انتهى مفعولها، وفقدت السلطة الملكية شرعيتها وقدرتها العسكرية لحماية المسلمين." وخلص المعهد الى رسم صورة قاتمة لمستقبل العائلة المالكة في ظل صراعها "الايديولوجي .. مع ابي بكر البغدادي وامتداداته الاعلامية، (للظفر) بتبوء صدارة الايديولوجية الجهادية لسنوات عدة قادمة".

 بدوره، أعرب معهد كارنيغي عن رأيه بأن الحكومة السعودية ونتيجة لاخفاقاتها المتعددة في الاقليم "والانتكاسات التي تعرضت لها في سوريا" باتت ترسم سياساتها "باللعب على حافية الهاوية .. والاجراءات التي اتخذتها مؤخرا ضد حزب الله والحكومة اللبنانية قد تؤدي في نهاية المطاف الى اضعاف حلفائها وزعزعة الاستقرار" في لبنان.
واعتبر المعهد أن لبنان "كان الضحية الاولى للسياسة السعودية الجديدة .. بخلاف سياسة التقارب مع دمشق منذ عام 2008، إذعانا منها بأنه يستحيل وضع حد للتأثير السوري على السياسة الداخلية في لبنان".
وأضاف "من الواضح ان المملكة السعودية تسعى لتكبيد لبنان ثمنا باهظا جراء محاولته التوفيق بين علاقاته مع طهران والرياض .. بيد ان حظوظها بالنجاح ضئيلة جدا".

واستدرك بالقول ان "اي نجاح اقليمي محتمل سوف يترتب عنه ثمن معين تدفعه السعودية في لبنان، وحلفائها هناك سيكونون الضحية الاكبر للسياسة (السعودية) .. وفي افضل الاحوال ستؤدي الى تعميق الانقسام السياسي، واضعاف اكثر فاكثر "قوى 14 آذار". في اسوأ الاحوال، من شأن سحب الدعم السعودي عن لبنان إفساح المجال أمام زيادة التدخل السياسي والمالي الايراني".
وشدد المعهد على ان "الولايات المتحدة اعربت عن هواجسها بشأن المناورة السعودية الاخيرة، كما انتقدتها فرنسا".

الإنفاق العسكري الأميركي

 أما مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فقد حذّر من تأثير "الاعانات العسكرية لبرنامج الدفاع الصاروخي لاسرائيل والأضرار التي ستلحق ببرنامج الدفاع الصاروخي الأميركي .. عبر توظيف (اسرائيل) لمطالب متزايدة لما يمكن ادراجه تحت بند المساعدات الاجنبية للدفاع الصاروخي".
وأوضح مذكراً اعضاء الكونغرس ان "الاستمرار في سياساتهم الراهنة، لتقديم ما مجموعه 145 مليون دولار، ستؤدي الى زيادة كبيرة في الدعم المقدم لاسرائيل .. على حساب برامج اميركية مخصصة للدفاع عن ارض الوطن ولقواتها المسلحة".
وشدد على تحذيره لصنّاع القرار بأن "كل زيادة مالية لصالح برنامج اسرائيل للدفاع الصاروخي ستعني حرمان برنامج الدفاع الصاروخي الاميركي من تلك الاموال، ومن المرجّح ان تؤثر سلباً على جهود الأبحاث والتطوير المستقبلية".

"عقيدة ترامب"

  سعى معهد ابحاث السياسة الخارجية الخوض في ملامح السياسة الخارجية للمرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب "استنادا الى مواقفه المكتوبة وتصريحاته العلنية الممتدة على نحو 20 عاما".
وأوضح أن "سجل ترامب يؤشر على بعض المحطات ومعالم تلك العقيدة،" مستدركاً ان توصيفه "العقيدة ربما قد يشكل مصطلحا اشد رسمية .. إذ أن لدى ترامب جملة معتقدات تميل إلى الانغلاق والنظر إلى الداخل كنمط من أنماط الواقعية الأحادية".
واستمد المعهد مقاربة من التاريخ القريب بالقول إن "معتقدات ترامب تسير بالتوازي مع تلك التي روّجت لها لجنة أميركا أولا قبيل الإعداد للحرب العالمية الثانية".

اخترنا لك