نشطاء يدعون لحراك شعبي والسلطة ترد بالاعتقالات.. أي فصل ينتظر السعودية؟

المملكة العربية السعودية تشهد دعوات على شبكات التواصل الإجتماعي لحراك شعبي في 15 أيلول/سبتمبر ، والسلطات السعودية تعتقل عدداً من الدعاة المقربين من الخط الإخواني، ومفتي السعودية ينتقد دعوات الحراك ويعتبر من يقف ورائها بأنهم "فئات حاقدة".

شهدت المملكة العربية السعودية مجموعة احتجاجات متفرقة بدأت 28 كانون الثاني/ يناير عام 2011 متأثرةً بموجة الثورات التي اندلعت في العالم العربي مطلع عام 2011.

وعلى إثرها قامت السلطات السعودية بالتعامل مع المحتجين عبر استخدام الأسلحة في القطيف والإحساء والرياض. كما قامت القوات السعودية باعتقال العديد منهم.

ونشرت الحكومة السعودية في الساعات الماضية بياناً دعت فيه المواطنين إلى توخي الحذر من منشورات تحوي "أفكاراً متطرفة أو إرهابية"، وجاء في البيان: "أي مواطن يلاحظ مثل هذه المنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي، عليه أن يبلغ عنها على الفور".

يتزامن ذلك مع شنّ السلطات السعودية حملة اعتقالات ضد شخصيات دينية تُحسَب بغالبيتها على التيار "الإخواني"؛ يتصدّر قائمة الشخصيات المعتقلة اسم الداعية سلمان العودة، الذي يُعدّ من أبرز وجوه "الإخوان"، ويعد العودة أحد رموز ما كان يُعرف بتيار "الصحوة" الذي برز في تسعينيات القرن الماضي.

ومع اندلاع الأزمة، حديثاً، مع قطر، لم يصدر عن العودة موقف صريح بشأنها، إلا أنه عقّب على الاتصال الأخير بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بالقول "اللهم ألِّف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم"، في ما فُهم على أنه دعوة إلى التصالح مع الدوحة.

أما ثاني أبرز الأسماء في قائمة المعتقلين، اسم الداعية حسن فرحان المالكي، ويُشتهر بآرائه المثيرة للجدل ورفضه للتطرف والتكفير واستباحة الدماء. وقد اعتقلته السلطات أواخر عام 2014 ثم أفرجت عنه، إلا أنه لا يزال ممنوعاً من السفر مذّاك.

وروّجت صحف سعودية، أن العلماء والدعاة والمفكرين الذين ألقي القبض عليهم خلال الأيام الماضية، يواجهون تهم بالتجسس، ودعم كيانات إرهابية، والإضرار بأمن الدولة، لصالح 3 تيارات مختلفة، هي تنظيم "الدولة الإسلامية"، وجماعة "الإخوان المسلمين"، والاستخبارات القطرية. وذلك قبل أن تعلن رئاسة أمن الدولة، أنها تمكنت خلال الفترة الماضية من "رصد أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها".

كما نقلت وكالة "رويترز"، الثلاثاء الفائت، عن مصدر سعودي قوله إن "المشتبه بهم متهمون بأنشطة تجسس والاتصال بكيانات خارجية منها جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها المملكة باعتبارها جماعة إرهابية"، مضيفاً أن المجموعة متهمة أيضاً "بالاتصال وتلقي تمويل ودعم آخر من دولتين (لم يسمهما) بهدف الإضرار بالسعودية وزعزعة أمنها ووحدتها الوطنية تمهيداً للإطاحة بالنظام لصالح جماعة الإخوان".

وفي السياق، قالت الأكاديمية السعودية مضاوي الرشيد للميادين إن التقارير تؤكد أن ولي العهد السابق محمد بن نايف تحت الإقامة الجبرية، وإن هناك حالة من الغليان في الشارع السعودي جراء حملات الاعتقالات التي تقوم بها السلطات لبعض الشخصيات البارزة، مشيرة إلى أن الاعتقالات تهدف إلى "إلغاء أي صوت معارض في السعودية".

وأضافت مضاوي الرشيد "لا أتوقع أن تحدث تظاهرات ضخمة في 15 سبتمر في السعودية، لكنها بداية للتغيير".

وتتزايد الدعوات للحملة الواسعة التي أطلقها نشطاء سعوديون على مواقع التواصل الإجتماعي والتي دعوا فيها إلى تحرك سلمي ضد السلطة السعودية اعتباراً 15 أيلول/سبتمبر الجاري في جميع المدن السعودية.

وتحت وسم #حراك_15_سبتمبر شارك آلاف السعوديين في الحملة، داعين إلى الاحتجاج على الأوضاع المعيشية التي يعيشونها ومطالبين بحقوقهم المسلوبة من قبل النظام السعودي، موضحين بأن الشعب يعاني من البطالة والفقر والحرمان، بحسب ما قالته عدد من تغريدات النشطاء.

ولا تزال هوية مطلق الحملة مجهولة إلى الآن، إلا أنّ دعوته تمكنت من اجتذاب مؤيدين كثر، حتى إن وسم "حراك_15_سبتمبر" تصدّر قائمة الوسوم الأكثر تداولاً على موقع تويتر في السعودية خلال الساعات الماضية.

حساب "خط البلدة" الذي يُعنى بالمطالبة بحقوق المواطن السعودي نشر مقطعاً يُعرّف بأهداف الحراك المزمع قيامه، وتتلخص هذه الأهداف بمعالجة البطالة، الفقر، أزمة الإسكان، أسباب الجريمة، المخدرات،.. ومطالب إجتماعية أخرى بالإضافة إلى المطالبة بإطلاق معتقلي الرأي السياسي، وإنهاء الفساد المالي والإداري، غير تلك التي تطالب بإنهاء حكم الأسرة الحاكمة.

في المقابل غرّد العديد من الناشطين السعوديين تحت وسم #خراط_سبتمبر رافضين هذا الحراك ومعتبرين أنه يمثل تهديد أمني للسعودية.

وقال محللون إن ما قد ينجح الحراك هو الأزمة الخارجية التي تعيشها السعودية، بالإضافة إلى الأزمة الداخلية التي تعيشها الأسرة الحاكمة.

مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بدوره أكد على أن دعوات حراك 15 أيلول/سبتمبر "يتداولها دعاة الفتنة وأعداء السعودية"، بحسب تصريحاته لقناة "أم بي سي"، وقال إن "هذه الدعوات دجالة، تقوم بها فئات حاقدة. يجب تجنب هذه الأشياء، وتحريمها وتقبيحها، فهي لا خير فيها، ولا فيمن يدعو إليها؛ فهم دعاة فتنة وشر وفساد؛ فاحذروا منهم".

المغرد السعودي "مجتهد" قال معلقاً على تصريحات المفتي إن الملك يستنجد بالمفتي ضد حراك 15 سبتمبر.

اخترنا لك