فالح الفياض للميادين: العراق بعد الاستفتاء أصبح أقوى وأكثر تماسكاً

مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض يؤكد أن مسعود برزاني أخطأ في قراءة مشروع الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، ويعتبر أن العراق بعد الاستفتاء أصبح أقوى وبنيته الداخلية أكثر تماسكاً.

الفياض: إصرار برزاني على الاستفتاء كاد أن يودي بالوحدة الوطنية العراقية

رأى فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي أن الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان "كاد أن يودي بالوحدة الوطنية العراقية"، معتبراً أن رئيس الإقليم مسعود برزاني اعتقد أن الاستفتاء سيؤمّن استمراريته السياسية وسيشكل إنطلاقة سياسية جديدة له، "ولكنه أخطأ في قراءة مشروع الاستفتاء بشكل ذاتي ومحدود وبتشجيع إسرائيلي".

وفي حوار خاص مع الميادين أكد الفياض أن الحكومة العراقية لم تكن تملك أي خطط مبيتة تجاه الإقليم، مشدداً على أن العراق بعد الاستفتاء "أصبح أقوى وبنيته الداخلية أكثر تماسكاً".

واعتبر الفياض أن "فشل مشروع الاستفتاء بشكل دراماتيكي كبير سيؤثّر على الانتخابات المقبلة في الإقليم"، كاشفاً عن مشاكل اقتصادية يعاني منها الإقليم، وعن حالات انتحار وهجرة في صفوف الشباب، وهذا عائد بالدرجة الأولى إلى التسلط والتفرد بالسلطة الذي يعيشه الإقليم.

ورأى الفياض أن أميركا لم تكن تدعم برزاني، ولكنه كان يفترض ذلك، مفصحاً عن أن واشنطن لم تعلن دعم برزاني واعتبرت أن توقيت الاستفتاء غير ملائم، وأضاف "لكن الموقف الأميركي تطور وأصبح يجاهر بأن الاستفتاء غير شرعي وغير مقبول، وجزء من فشل مشروع الاستفتاء أن برزاني لم يقنع حلفائه من أوروبا وأميركا بجدوى الاستفتاء".

 

لمشاهدة الحوار كاملاً يمكن الضغط هنا

الانتخابات البرلمانية في موعدها والرضى على أداء العبادي في تصاعد

وأكد الفياض أن الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة ستجري في موعدها المحدد في 12 من أيار/مايو، وهناك عزم برلماني وحكومي على إجراء الانتخابات في موعدها، وعن التحالفات القادمة، قال الفياض إن المرحلة القادمة "ستفرز شكل القوى السياسة وخارطة التحالفات التي حتى الآن لم تُرسم"، ولم يفصح عن طبيعة تحالفه في الانتخابات القادمة، لكنه قال "أنا شخصياً موجود في حكومة يرأسها العبادي، وأنا راضٍ عن الدور الحكومي"، وأكد وجود تصاعد في الرضى الشعبي على الأداء الحكومي، وأداء العبادي بالتحديد.

ودعا الفياض لتوحيد كلمة السياسين في العراق خدمة للمصالح الوطنية للشعب العراقي، وتشكيل تحالفات وطنية واسعة تجنّب العراقيين المشاكل، معرباً عن اعتقاده بأن الساحة العراقية تحمل فرصة واعدة لتشكيل تحالفات وطنية لا طائفية، "لكن ليس من منطلق الانقلاب على الوضع الحالي، وإنما من منطلق العمل الوطني المشترك من قبل جميع المكونات".

لا فيتو لأحد في العراق والعبادي يتصرف بمعطيات وطنية لا بتوجيهات أميركية

وقال العبادي إن انتصار العراق على داعش غيّر من موازين القوى وصارت بغداد حاضرة فيها، مشدداً على أن العراق يتحرك بالمعطيات الوطنية ولا يستأذن واشنطن لتحرير أرضه، والحكومة لا تعتبر أن لأحد فيتو في العراق، مضيفاً "بقدر ما تكون الدول داعمة للقوات العراقية بقدر ما نكن لها الاحترام، والعبادي يتصرف بمعطيات وطنية لا بتوجيهات أميركية".

وشدد الفياض على أن الحكومة العراقية رفضت الاتهامات الأميركية بالإرهاب لقادة في الحشد الشعبي، بالإشارة إلى اتهامات وجهتها واشنطن للقيادي أبو مهدي المهندس، وأكد الفياض أن "العراق القوي المنتصر مؤهل ليكون شريكاً في رسم مستقبل المنطقة".

 

سوريا مهمة لاستقرار العراق ونلاحظ منحىً إيجابياً لحل الأزمة السورية

الفياض: سوريا مهمة لاستقرار المنطقة والعراق

واعتبر الفياض أن سوريا بلد مهم بالنسبة للعراق، وهي مهمة للاستقرار في المنطقة، وقال "من واجب الحكومة العراقية الاهتمام بما يحدث في سوريا وخصوصاً في مناطق الحدود المشتركة بين البلدين".

وعن الكرد السوريين ألمح الفياض إلى ملاحظات بعض الانتقادات على بعض التصرفات من الكرد السوريين خلال فترة الاستفتاء في كردستان العراق، معتبراً أن "درس الاستفتاء سيكون درساً للجميع".

وعن الحراك لحل الأزمة السورية رأى الفياض أن الحراك في الشهر الأخير على مستوى الأزمة السورية أصبح إيجابياً، "هناك قراءة جديدة للمشهد وهناك منحى إيجابي متسارع في أستانة وجنيف".

 

لمسنا رؤية تركية جديدة حيال سوريا والحل السياسي فيها

وعن الرؤية التركية للأزمة السورية التي لمستها الحكومة العراقية من خلال الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة العراقي إلى أنقرة قال الفياض "لمسنا رؤية تركية جديدة مع الحل السياسي في سوريا، وسمعنا منطق آخر من القادة الأتراك، وما حدث كان موضع ارتياح من قبلنا".

وتابع الفياض لمسنا أيضاً مواقف إيجابية من تركيا وداعمة لوحدة العراق، وزيارة العبادي إلى أنقرة كانت ناجحة، مضيفاً إن "الوعي التركي لما يجري في المنطقة وخصوصاً في سوريا وطبيعة المصالح على مستوى المياه والطاقة والسياسة، وأيضاً وعي المخاطر استطاعت إذابة الجليد بين أنقرة وبغداد".

 

إيران أول من دعم العراق ولكن موضوع كركوك كان قراراً عراقياً بحتاً

وعن الدعم الإيراني للعراق أوضح الفياض أن إيران كانت أول من دعم العراق في معركة التحرير من داعش، وساهمت في دحر داعش من المدن العراقية، ولكنه استدرك في موضوع تحرك القوات العراقية وسيطرتها على كركوك بأن هذا القرار كان عراقياً فقط ولم تتدخل إيران به.

أما عن الزيارة التي قام بها العبادي إلى السعودية للقاء الملك السعودي والانتقادات التي طالته على أثرها، أوضح الفياض أن "الحكومة العراقية ليست مسؤولة عن الصورة التي جمعت العبادي مع الملك السعودي ووزير الخارجية الأميركي"، وأضاف "لم نكن نرغب في المشهد الثلاثي لكننا لم نشأ تخريب الزيارة فقط لأسباب شكلية بروتوكولية"، واستدرك بالقول "مصلحة العراق تكمن في أن تنشغل المنطقة بالتنمية وليس بالاحتراب".

اخترنا لك