مستشار إردوغان يتّهم ابن سلمان.. والأخير يصف مقتل خاشقجي بـ "الحادث البشع"

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يبحث مع ولي العهد السعودي هاتفياً الجهود المشتركة لكشف جوانب مقتل جمال خاشقجي، ومستشار الرئيس التركي يقول إن يدي ابن سلمان"عليهما دماء" خاشقجي، مضيفاً إنه حتى إذا أنقذ ترامب الأمير محمد فسيظل في أعين العالم موضع شبهات".

ابن سلمان يتناول قضية خاشقجي لأول مرة ويصف الحادث بالبشع

تحدث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر الهاتف مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك لأول مرة منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول.

مصادر في الرئاسة التركية أكدت أن المحادثة الهاتفية جاءت بناءً على طلب ولي العهد السعودي. وهي المحادثة الأولى بين الرجلين منذ مقتل خاشقجي بحثت فيها مسألة بذل الجهود المشتركة لكشف جميع جوانب قتله والخطوات التي يجب اتخاذها في الإطار المذكور- وفق المصادر نفسها.

من جهته أكد ابن سلمان أنه "لن يحدث شرخ في العلاقات مع تركيا ما دمت موجوداً والملك سلمان والرئيس إردوغان"، وأضاف "نقوم بكل الإجراءات بالتعاون مع تركيا للتحقيق في مقتل خاشقجي".

وشدد خلال فعاليات منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" على أن جميع الجناة في قضية خاشقجي سيعاقبون والعدالة ستسود، واصفاً مقتل خاشقجي بـ "الحادث البشع".

كما قال ابن سلمان إن "قطر تملك اقتصاداً قوياً وستكون مختلفة بعد 5 سنوات رغم خلافنا معها"، 

أحد مستشاري الرئيس التركي قال في وقت سابق إن يدي ولي العهد السعودي "عليهما دماء خاشقجي"، مضيفاً انه "حتى إذا أنقذ ترامب بن سلمان فسيظل في أعين العالم موضع شبهات".

وكان إردوغان قال في وقت سابق اليوم الأربعاء إن بلاده ستعلن عن الأدلة الجديدة التي يتم التوصل إليها حول مقتل خاشقجي، للرأي العام العالمي، بشكل فوري، وأضاف خلال مشاركته في ندوة دولية أقيمت في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، بعنوان "من شورى الدولة إلى المحكمة العليا".

وأوضح أنّ التحقيقات حول مقتل خاشقجي لم تنتهِ بعد، وأن بلاده تقوم بالتفتيش وجمع الأدلة، مشيراً إلى أن العالم يتابع قضية مقتل خاشقجي عن كثب.

سيارة عائدة للقنصلية قامت بجولة استكشافية في غابة باسطنبول قبل مقتل خاشقجي

السيارة قامت بجولة استكشافية في غابة بلغراد قبل مقتل خاشقجي

وذكرت وكالة "الأناضول" أن الشرطة التركية عثرت اليوم الأربعاء على سيارة تحمل لوحة دبلوماسية عائدة للقنصلية السعودية في مرآب للسيارات بحي سلطان غازي بإسطنبول، وهي قامت بجولة استكشافية في غابة بلغراد قبل مقتل خاشقجي.

جاء ذلك في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة التركية، في قضية مقتل خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول. 

ووجدت فرق الأمن التي تواصل تحرياتها، الإثنين، سيارة تحمل اللوحة الدبلوماسية ذات الرقم " 34CC 1736 " تعود للقنصلية السعودية، مركونة في مرآب للسيارات، بحي سلطان غازي في الشطر الأوروبي من اسطنبول. 

وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً حول المرآب وحظرت عمليات الدخول والخروج. 

وزير العدل التركي قال من جهته إن "النيابة العامة التركية يمكنها أن تطلب استدعاء القنصل السعودي إذا اقتضت الحاجة".

وسائل إعلام تركية ذكرت أن الشرطة حصلت على الإذن بتفتيش البئر في القنصلية السعودية في اسطنبول، وذلك في إطار التحقيق.

ردود فعل.... عقوبات وسحب تأشيرات

وزير الخارجية الأميركيّ مايك بومبيو أعلن بدوره أن واشنطن حدّدت بعض المسؤولين السعوديين الضالعين في قتل خاشقجي وبعضهم يعمل في الاستخبارات والديوان الملكيّ ووزارة الخارجية ووزارات أخرى.

وقال بومبيو إن واشنطن قد تلغي تأشيرات المسؤولين عن قتل خاشقجي وتبحث فرض عقوبات عليهم، مشيراً إلى أن تلك العقوبات لن تكون كلمة الولايات المتحدة الأخيرة بشأن القضية.

رئيسة الوزراء البريطانية أعلنت بدورها أن لندن ستسحب تأشيرات دخول السعوديين المشتبه بهم في قتل خاشقجي.

وقالت ماي أمام البرلمان "لا تزال هناك حاجة ملحة لتحديد ما حدث بالضبط فيما يتعلق بهذه القضية، أتوقع أن أتحدث إلى الملك سلمان في وقت لاحق اليوم"، بحسب وكالة رويترز.

وأضافت "يقوم وزير الداخلية باتخاذ إجراءات ضد جميع المشتبه بهم لمنعهم من دخول المملكة المتحدة، وإذا كان هؤلاء الأفراد لديهم تأشيرات في الوقت الحالي، فسوف يتم إلغاءها اليوم".

مكتب رئيسة الوزراء البريطانية قال إن ماي أجرت اتصالاً بالعاهل السعودي لتؤكد مخاوف بريطانيا الشديدة بشأن مقتل خاشقجي، مؤكداً أن ماي أبلغت الملك سلمان أن تفسير مقتل خاشقجي يفتقر للمصداقية.

كذلك أشار المكتب إلى ان ماي حثّت السعودية على التعاون مع تركيا والتزام الشفافية بشأن نتائج التحقيق.

أما المتحدث باسم الحكومة الألمانية فقال بدوره "نبحث ما سنفعله بشأن صادرات السلاح التي تمت الموافقة عليها للسعودية ولم نسلمها بعد".

ماكرون يبحث مع العاهل السعودي هاتفياً قضية مقتل خاشقجي

من جهتها، قالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى اتصالاً هاتفياً بالملك السعودي لبحث قضية مقتل خاشقجي.

وأشارت الرئاسة إلى أن ماكرون عبّر عن غضبه الشديد إزاء مقتل خاشقجي، ودعا إلى كشف ملابسات مقتله بالكامل.

كذلك لفتت إلى أن الرئيس الفرنسي طلب من الملك سلمان بأن يتم كشف حقيقة ظروف مأساة قتل خاشقجي.

ماكرون شدد خال الاتصال أن باريس لن تتردد في تنفيذ عقوبات دولية على المسؤولين عن مقتل خاشقجي عبر التنسيق مع الشركاء.

وكان مصدر من مكتب الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه أعلن أن فرنسا لن تتخذ أي "قرار متعجل" بشأن مستقبل علاقتها الاستراتيجية مع السعودية إلى أن تتضح الحقائق حول مقتل خاشقجي.

وأضاف المصدر أنه "إذا كانت قرارات ستتخذ في المستقبل فإنها ستتخذ استناداً إلى حقائق تكون قد اتضحت ومسؤوليات تحددت بشكل واضح".

من جانبها، طالبت مفوّضة الاتحاد الأوروبيّ لشؤون السياسة الخارجية فيديريكا موغيريني السعودية بمحاسبة المسؤولين عن قتل خاشقجي وليس تحديد ما أسمته "كبش فداء".

وأكدتْ موغيريني وجود موقف موحّد للاتحاد الأوروبيّ من العلاقة مع السعودية ولا سيما بخصوص إجراء تحقيق شامل وشفاف في قضية خاشقجي.

جمهورية تشيك بدورها أعلنت أنها ستسحب أحد دبلوماسيّيها من سفارتها في السعودية ردّاً على مقتل خاشقجي.

بالتوازي ازدادت الدعوات الأوروبية المطالبة بإيقاف تجارة الأسلحة مع السعودية.

اخترنا لك