أزمة الطاقة تهدد الجامعات الفرنسية هذا الشتاء

تخطط الجامعات الفرنسية لإغلاق أبوابها بضع أسابيع هذا الشتاء، وذلك خوفاً من إنعكاس أزمة الطاقة على قطاعات الإنتاج والعمل والتدريس وغيرها.

  • أزمة الطاقة تهدد الجامعات الفرنسية هذا الشتاء
    أزمة الطاقة تهدد الجامعات الفرنسية هذا الشتاء

تتمدد أزمة الطاقة في فرنسا في كل اتجاه وتفرض قلقاً هائلاً على قطاعات الإنتاج والعمل والتدريس وغيرها.

وفي هذا السياق، تخطط الجامعات للإغلاق بضعة أسابيع هذا الشتاء. وهي فكرة يخشاها الطلاب الذين أصيبوا بصدمة بسبب الحجر الماضي خلال تفشي وباء كورونا.

بعد أيام قليلة من بدء العام الدراسي، أصبح التفكير في انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء أمراً مقلقاً. ولمواكبة ارتفاع أسعار الطاقة، أعلن عدد من الجامعات أنه سيجري فعلاً تكييف الدورات من أجل الحد من الدورات التدريبية التي تُجرى وجهاً لوجه، وفي الواقع، نفقات الطاقة.

بدءاً بجامعة ستراسبورغ، التي أجرت فعلاً تغييرين على تقويم طلابها: الأول سيكون في نهاية العام، إذ سيرى الطلاب تمديد عطلة عيد الميلاد أسبوعاً في كانون الثاني/يناير. والثاني يتمثل في أسبوع تعليم من بعد في شباط/فبراير.

الطلاب لا يريدون العودة إلى التعلم من بُعد

قرار يثير قلق اتحادات الطلاب على نحو خاص، ولا يزال يتسم بتعاقب تحديدات الإقامة ودورات الفيديو. لقد عانى الطلاب كثيراً، في العامين الماضيين، الشعور بالوحدة وعدم الاستقرار وانعدام الحافز للدراسات، فيما أثقل كورونا عليهم، ولا يمكن تصور العودة إلى التعلم من بعد بالنسبة إليهم، بحسب تقديرات إيمان ولحاج، رئيسة منظمة اتحاد الطلاب "Unef"، في مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو".

رأي أيده ريمي بيراد، المندوب الوطني للاتحاد الوطني للجامعات (UNI) أن الطلاب كارهون للعودة إلى التعلم من بعد، وأنّهم يخشون أن يواجهوا مرة أخرى الفشل الأكاديمي أو المشكلات النفسية، وأضاف بيراد "ليس على الطلاب أن يدفعوا ثمن خيارات الحكومة السيئة والأزمة الدولية، فضلاً عن الخيارات السيئة لميزانية الجامعة".

فاتورة يمكن أن تزيد بنسبة 600%

وإدراكاً لهذه الذكريات المؤلمة، ترفض بعض المؤسسات التفكير في الإغلاق. في جامعة "باريس نانتير" على وجه الخصوص، يمكن أن "تزيد فاتورة الطاقة بنحو 600%"، وفق ما يقول الرئيس غيوم جيليه.

وأضاف جيليه: "لقد أطلقنا فريق عمل لتقرير الإجراء الذي يجب اتخاذه، لأننا لن نكون قادرين على دفع ثمن ذلك. الطلاب خرجوا من عامين مؤلمين، وسنبذل قصارى جهدنا لتجنب دورات التعلم من بعد. إنّ إغلاق الجامعة أسبوعاً أو أسبوعين لن يخرجنا من هذا الوضع في هذه المرحلة، خصوصاً أنّه قد يخاطر في تغيير التقويم الجامعي".

ويقوم إريك بيرتون، رئيس جامعة "إيكس مرسيليا"، بإعداد خطة لتقليل فاتورة الطاقة قدر الإمكان، ولا يخطط لإعادة التعلم من بعد أيضاً.

ويقول: "نحن نبحث عن حلول، ولكن قبل كل شيء نريد تجنب الدروس أونلاين بين الطلاب، حتى لا يعانوا أكثر" .

"خطة مارشال" للجامعات

و تقول مديرة الاتصال في جامعة "غوستاف إيفل" ساندرين ويتسكا: "علينا التفكير في الأمر، لأننا نعلم أن نفقاتنا سوف تزيد على الضعف".

وبالنسبة إلى المؤسسة فإنّ "أهم شيء هو ضمان الاستمرارية التربوية للطلاب". ولا يفضل تالياً التعليم من بعد في الوقت الحالي.

وتابع: "سيؤدي إرسال الطلاب إلى المنزل إلى تغيير المشكلة ورؤية فواتير الشباب ترتفع فيما تنخفض فواتيرنا. وبإغلاق الجامعة، يجب أن تتوقف مختبرات الأبحاث لدينا إلى أجل غير مسمى".

بعد الشتاء المقبل، تشعر المؤسسات بالقلق من مشكلة أصبحت منتظمة. ماثياس برنارد، رئيس جامعة "كليرمونت أوفيرني"، يشعر بالقلق إزاء "التحدي الوطني" الذي يمثله تجديد حرم الجامعات.

ويقول: "نخسر ملايين اليورو كل عام في تدفئة الغرف التي لا تحتفظ بالحرارة. لقد أصبح من الملّح البدء بالاستثمار في أعمال العزل الحراري، بنوع من خطة مارشال خاصة بالجامعات".

اخترنا لك