البنتاغون للميادين: قمنا بتغيير تموضع قواتنا في النيجر.. وندعم الحل الدبلوماسي

مسؤولون أميركيون ذكروا لـ"رويترز"، أنّ البنتاغون "اتخذ قراراً يقضي بإعادة تمركز بعض القوات والعتاد داخل النيجر، وسحب عدد صغير من الأفراد غير الأساسيين، من باب الحيطة والحذر"، وذلك في أول تحرك عسكري أميركي كبير في النيجر منذ سيطرت المجلس العسكري على السلطة.

  • البنتاغون للميادين: قمنا بتغيير تموضع قواتنا في النيجر.. وندعم الحل الدبلوماسي
    مطار "ديوري هاماني" في نيامي، حيث توجد القاعدة الجوية الأميركية الـ101، والتي تحوي أيضاً قوات فرنسية.

أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، سابرينا سينغ، أنّ "نقل القوات الأميركية بين قواعدها العسكرية في النيجر، جاء من باب الحيطة والحذر".

وأكدت سينغ، في ردّ على سؤال للميادين، أنّه "على الرغم من قلق الولايات المتحدة من التطورات الأخيرة في بعض دول غربي أفريقيا، فإنها باقية على التزاماتها تجاه المنطقة".

وأكدت سينغ للميادين أنّ "التطورات الأخيرة في بعض دول غربي أفريقيا أمر يثير اهتمامنا، فنحن نواصل الدفاع عن الديمقراطية والقادة المنتخبين هناك. ولهذا السبب، ترون التزامنا في النيجر ،والأمل أن يتمّ حلّ الوضع هناك سلمياً عبر الوسائل الدبلوماسية".

وأضافت أنه "بناءً على ذلك، لم يسجّل أيّ تغيير في وضعية قواتنا هناك، وهذا التحرك داخل القواعد في النيجر جاء من باب الحذر الشديد بشأن نقل بعض الأفراد والمعدات إلى منطقة أخرى،لكننا نأمل أن تكون هناك طريقة دبلوماسية للحلّ".

وشددت الناطقة باسم البنتاغون على أن واشنطن "لا تؤيد أبداً سيطرت العسكر على سلطة رئيس أو حكومة منتخبة ديمقراطياً".

"رويترز": القوات ستنتقل من قاعدة نيامي إلى قاعدة أغاديز

وكان مسؤولون أميركيون ذكروا لـ"رويترز"، اليوم الخميس، أنّ "وزارة الدفاع الأميركية اتخذت قراراً يقضي بإعادة تمركز بعض القوات والعتاد داخل النيجر، وسحب عدد صغير من الأفراد غير الأساسيين، من باب الحذر الزائد"، وذلك في أول تحرك عسكري أميركي كبير في النيجر، منذ انقلاب تموز/يوليو.

ورفض المسؤولون تحديد عدد الأفراد الذين سيغادرون، وعدد من سينتقلون من القاعدة الجوية الـ101 في نيامي، عاصمة النيجر، إلى القاعدة الجوية الـ201 في أغاديز.

  • القاعدة الجوية الأميركية في أغاديز.. أكبر قاعدة أميركية للمسيرات في العالم
    صورة من القاعدة الجوية الأميركية الـ201 في أغاديز.. أكبر قاعدة أميركية للمسيرات في العالم

وقبل هذا القرار، كان 1100 جندي أميركي  يتمركزون في الدولة الواقعة في غربي أفريقيا.

وأشار أحد المسؤولين إلى أنّ "هذه الإجراءات الإضافية تمثّل تخطيطاً عسكرياً حذراً يهدف إلى حماية الأصول الأميركية، مع مواصلة مواجهة تهديد التطرف العنيف في المنطقة".

ولم يتضح بعدُ ما إن كانت تحركات القوات داخل النيجر جزءاً من استعدادات محتملة، في حالة صدور قرار أميركي بالانسحاب الكامل للقوات من هذا البلد.

اقرأ أيضاً: رئيس وزراء النيجر: نُجري محادثات من أجل انسحابٍ سريع لقوات فرنسا

علاقات دبلوماسية مضطربة

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في وقت سابق، وصول السفيرة الجديدة لدى النيجر، كاثلين فيتزجيبون، إلى العاصمة نيامي، لكنها لفتت إلى أنها "لن تقدم أوراق اعتمادها رسمياً بسبب الأزمة السياسية الحالية".

وقال المتحدث باسم الوزارة، ماثيو ميلر، في بيان، إنّ "وصول فيتزجيبون إلى النيجر لا يعكس تغييراً في موقفنا السياسي، لكنه يأتي استجابة للحاجة إلى وجود قيادة عليا لبعثتنا في وقت صعب".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنّ "وزارة خارجية النيجر أبلغت الحكومة الأميركية أنّ صور الرسائل المتداولة عبر الإنترنت، والتي تدعو إلى مغادرة بعض الدبلوماسيين الأميركيين، لم تصدرها الوزارة".

وأضاف المتحدث، بعد أن ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنّ "النيجر أمهلت السفيرة الأميركية 48 ساعة لمغادرة الدولة الأفريقية"، أنه "لم يتمّ تقديم مثل هذا الطلب إلى الحكومة الأميركية".

وتبذل الولايات المتحدة جهوداً للتوصل إلى حلّ دبلوماسي للوضع في النيجر، الذي استجد في 26 تموز/يوليو، عندما استولى ضباط من جيش النيجر على السلطة، وأطاحوا الرئيس محمد بازوم ووضعوه في قيد الإقامة الجبرية.

اقرأ أيضاً: سرقة آلاف الدولارات لمقاولين أميركيين قرب أهم قاعدة عسكرية أميركية في أفريقيا

حضور عسكري مهدَّد

وعلى مدار العقد الماضي، ازداد عدد الأفراد العسكريين الأميركيين المنتشرين في النيجر أكثر من 900%، من 100 إلى 1001 عنصر، وشهدت النيجر كذلك انتشاراً للبؤر الاستيطانية الأميركية، والتي لم تعد تشمل فقط قاعدة الطائرات في أغاديز، بل أيضاً قاعدة أخرى في العاصمة، في المطار التجاري الرئيس، بحيث بات يمكن الجلوس في صالة المغادرة، ومشاهدة الطائرات من دون طيار وهي تهبط وتقلع.

وفي جميع أنحاء أفريقيا، أحصت وزارة الخارجية ما مجموعه 9 هجمات إرهابية فقط في عامي 2002 و2003. وتدهورت هذه الأرقام إلى أن وصل عدد أحداث العنف في بوركينا فاسو ومالي وغرب النيجر وحدها، في العام الماضي، إلى 2737 هجوماً، وفقاً لتقرير لمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، التابع لوزارة الدفاع الأميركية.

وخلال عامي 2002 و2003، تسبب الإرهابيون بسقوط 23 ضحية في أفريقيا، بينما في عام 2022، قتلت الهجمات الإرهابية في تلك الدول الساحلية الثلاث فقط ما يقرب من 7900 شخص.

ووفقاً لمركز أفريقيا التابع للبنتاغون، فإنّ "منطقة الساحل تشكل الآن 40% من جميع الأنشطة العنيفة التي تقوم بها الجماعات المتطرفة في أفريقيا".

ويمثل هذا قفزة هائلة، بسبتها أكثر من 30.000%، منذ أن بدأت الولايات المتحدة "جهودها لمكافحة الإرهاب".

اقرأ أيضاً: عقدان من حضور واشنطن العسكري في النيجر.. الهجمات الإرهابية أسوأ من قبل

اخترنا لك