الصين: واشنطن عرقلت الزخم الإيجابي في العلاقات نتيجة أفعالها الخاطئة

وزير الخارجية الصيني تشين غانغ يلتقي السفير الأميركي نيكولاس بيرنز، ويؤكد خلال اللقاء ضرورة أن تصحح الولايات المتحدة طريقة تعاملها مع قضية تايوان لاستقرار العلاقات بين بكين وواشنطن.

  • وزير الخارجية الصيني تشين غانغ
    وزير الخارجية الصيني تشين غانغ

قال وزير الخارجية الصيني تشين غانغ، اليوم الاثنين، إنّ تحقيق الاستقرار في العلاقات الصينية - الأميركية هو ضرورة بعدما أدّت ما وصفها بأنها سلسلة من "الأقوال والأفعال الخاطئة" إلى تدهور العلاقات.

وشدّد تشين بشكل خاص، خلال اجتماع في بكين مع السفير الأميركي نيكولاس بيرنز، على أنّ الولايات المتحدة يجب أن تصحح طريقة تعاملها مع قضية تايوان، وأن تمتنع عن تجريد مبدأ "الصين الواحدة" من مضمونه.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إنّ تشين قال لبيرنز: "سلسلة الأقوال والأفعال الخاطئة من جانب الولايات المتحدة منذ ذلك الحين قوّضت الزخم الإيجابي الذي تمّ تحقيقه بشق الأنفس للعلاقات الصينية - الأميركية".

وأشار البيان إلى "تعطل جدول أعمال الحوار والتعاون الذي اتفق عليه الجانبان"، مضيفاً أنّ "العلاقات بين البلدين تواجه الجمود مرة أخرى". 

وقال تشين، بحسب البيان، إنّ "العلاقات الصينية - الأميركية مهمة جداً، ليس للبلدين فحسب، بل للعالم أيضاً"، مضيفاً أنّ "الأولوية القصوى هي تحقيق الاستقرار في العلاقات الصينية - الأميركية، وتجنب حدوث دوامة تدهور، والوقاية من وقوع أي حوادث بين الصين والولايات المتحدة".

وقد تدهورت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم لتصل إلى أدنى مستوياتها العام الماضي عندما قامت رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي بزيارة رسمية إلى تايوان، ما أثار غضب الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها.

ورداً على الزيارة، قطعت بكين قنوات الاتصال الرسمية مع الولايات المتحدة، بما في ذلك الاتصال بين الجيشين.

وتراجع التوتر بين القوتين العظميين في تشرين الثاني/نوفمبر عندما التقى الرئيسان الأميركي جو بايدن والصيني وشي جين بينغ في قمّة مجموعة العشرين في إندونيسيا وتعهّدا بإجراء مزيد من الحوار، ثم تصاعد التوتر بين البلدين في شباط/فبراير عندما ظهر منطاد صيني على ارتفاع كبير في المجال الجوي الأميركي. ورداً على ذلك، أجّل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة كانت مقررة لبكين.

وأشار بلينكن الأسبوع الماضي إلى أن الزيارة قد تتمّ، وقال لصحيفة "واشنطن بوست" إنّ "من المهم إعادة خطوط الاتصال المنتظمة على كل المستويات".

وقال مبعوث الولايات المتحدة المعني بملف المناخ جون كيري الأسبوع الماضي إنّ الصين دعته إلى زيارة "في المدى القريب" لإجراء محادثات بشأن تجنب وقوع أزمة مناخ عالمية، ما زاد آمال إعادة أحد أهم العلاقات بين الدول في العالم لمسارها.

وتظل تايوان أكثر قضية شائكة في العلاقات الصينية - الأميركية. 

وفي الشهر الماضي، أجرت الصين مناورات عسكرية حول تايوان بعدما التقت رئيستها تساي إينغ-وين رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في لوس أنجلوس.

ومنذ عام 1979، يحكم قانون العلاقات مع تايوان الصلة بين واشنطن وتايبه، وهو قانون يمنح الأساس القانوني لتزويد تايوان بسبل للدفاع عن نفسها، لكنه لا يسمح للولايات المتحدة بمساعدتها إذا تعرضت للهجوم.

وفي ميزانية 2023، أقر الكونغرس الأميركي تقديم مساعدات عسكرية لتايوان بما تصل قيمته إلى مليار دولار باستخدام آلية تفويض تسرع من وتيرة تقديم المساعدة الأمنية وتساعد في إيصال أسلحة لأوكرانيا أيضاً.

اقرأ أيضاً: الحرب مع الصين.. هل الأميركيون مستعدون للموت من أجل تايوان؟

اخترنا لك