"الدعم السريع" تعلن تأجيل المفاوضات مع الجيش السوداني في جدة

قوات الدعم السريع تعلن أنه تمّ "تأجيل المفاوضات مع وفد الجيش السوداني في جدة، إلى ما بعد عيد الأضحى"، مع تمدد الاشتباكات إلى ولاية النيل الأزرق، للمرة الأولى منذ بداية المعارك، الشهر الفائت.

  • الاشتباكات في السودان تتمدد إلى ولاية النيل الأزرق
    الاشتباكات في السودان تتمدد إلى ولاية النيل الأزرق للمرة الأولى منذ بداية المعارك (أرشيف)

أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، اليوم الإثنين، وقف إطلاق النار من طرف واحد خلال يومي وقفة عرفة وأوّل أيام عيد الأضحى.

وأكدت قوات الدعم السريع أنّ التأجيل جاء "بسبب عدم جدية الجيش السوداني، وعدم التزامه الهدن السابقة"، على حدّ قولها.

وأعلنت قوات الدعم السريع في السودان، أمس الأحد، "سيطرة قواتها على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي في الخرطوم".

ونشرت، عبر حسابها في "تويتر"، مشاهد حية قالت إنها من "معركة السيطرة على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي على أيدي أشاوس الدعم السريع".

من جانبه، أكد الجيش السوداني، اليوم الإثنين، أن "سيطرة قوات الدعم السريع على أحد مقار الشرطة ليس انتصاراً عسكرياً"، مشدداً على أنّ هذه الخطوة "تُعَدّ مخالفة واضحة للقانون الدولي وأعراف الحرب".

وأوضح الجيش السوداني، في بيان له، أنّ "الميليشيا المتمردة استولت، أمس الأحد، على أحد مقارّ الشرطة السودانية، بعد مهاجمتها لثلاثة أيام متواصلة، علماً بأن مرافق الشرطة في جميع أنحاء العالم تُعَدّ مرافق خدمية لا علاقة لها بالعمليات العسكرية".

وأضاف أنّ "ما جرى من استهداف لمقار الشرطة ليس انتصاراً عسكرياً لميليشيا لا تتورع عن ارتكاب جميع أنواع الانتهاكات، بقدر ما هو هزيمة أخلاقية، واعتداء سافر على مؤسسات الدولة المعنية بحماية المدنيين، يستوجبان الإدانة والاستهجان".

السيطرة على أسلحة وذخائر

وكانت قوات "الدعم السريع" نشرت لقطات لمقاتليها داخل المنشأة، وكان بعضهم يُخرج صناديق ذخيرة من أحد المستودعات.

وذكرت القوات، التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في بيانٍ، أنّها استولت، بعد سيطرتها على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي ومعسكر عوض خوجلي، على كميات كبيرة من المركبات والأسلحة والذخائر.

اقرأ أيضاً: مجلس الأمن يدعو طرفَي النزاع في السودان إلى وقف القتال

الاتحاد الأفريقي يطالب بتجريد الخرطوم من السلاح

وفي وقت سابق اليوم، طالب مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي بتجريد الخرطوم من السلاح فوراً، وبوقف غير مشروط للأعمال العدائية، بعد أنّ شهدت العاصمة السودانية، الخرطوم، معركة استراتيجية في محيط مقر قيادة الشرطة، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وعبّر المجلس عن تأيّيده خطة مجموعة رؤساء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا، "إيغاد"، بشأن النزاع في السودان، وأثنى على الجهود التي تقوم بها المنظمة.

وقصفت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني مواقع تابعة للدعم السريع في منطقة شرقي النيل، شرقي الخرطوم وجنوبي أم درمان، في حين امتدت المواجهات لأول مرة منذ بدء الصراع الحالي إلى ولاية النيل الأزرق.

معركة محتدمة في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم

ولقي ما لا يقل عن 14 شخصاً مصرعهم في معارك دارت في محيط مقر قيادة الشرطة في الخرطوم، والتي قد تغير سيطرة قوات "الدعم السريع" عليها المعطيات في العاصمة السودانية، على ما أفاد ضابط سابق في الجيش.

وبعد سيطرة قوات "الدعم السريع" على المقر التابع للشرطة، قصف الجيش السوداني تجمعات لهذه القوات في المنطقة، محاولاً استعادة هذا المعسكر بصفته أحد أكبر المعسكرات، التي يتم التزوّد منها بالعتاد والذخيرة.

25 مليون سوداني في حاجة إلى مساعدة عاجلة

وقال نائب المفوض العام للعون الإنساني في السودان، أحمد عثمان، إنّ نحو 25 مليون مواطن في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وفي مؤتمر صحافي عقده في مدينة بورتسودان، شرقي السودان، أشار عثمان إلى أنّ إجمالي عدد النازحين وصل إلى 8 ملايين، بينما بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار نصف مليون.

ولم يتفق الجيش و"الدعم السريع" على هدنة جديدة تشمل أيام عيد الأضحى، وذلك منذ انتهاء آخر هدنة، صباح الأربعاء الماضي. ولم تمنع الهدن المتتالية طرفي الصراع من خرقها.

وتدور، منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلِّفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.

اقرأ أيضاً: "إيغاد" تقترح اجتماعاً بين البرهان ودقلو وجهاً لوجه.. وحكومة السودان تعترض

منتصف نيسان/أبريل تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك