"السل" ينهش أجساد المعتقلين في البحرين في مقابل إهمال السلطات

ناشطة حقوقية تؤكد أن الأمراض بينها السل الرئوي تنتشر بين الأسرى البحرينيين بسبب رداءة السجون، والإهمال الطبي المتعمّد للمرضى وتأخير العلاج، كما ويسبب الاكتظاظ انتشاراً سريعاً للعدوى. والسجين المُصاب بمرض السل، حسن عبد الله حبيب يقول إنّه يخشى وفاته قريباً.

  • أهالي معتقلي البحرين يقيمون وقفة للمطالبة بالإفراج الفوري عنهم بعد انتشار عدوى السل الرئوي في السجون
    أهالي معتقلي البحرين يقيمون وقفة للمطالبة بالإفراج الفوري عنهم بعد انتشار عدوى السل الرئوي في السجون (أرشيف)

دقّ ناشطون حقوقيون بحرينيون بمن فيهم المدافعة البحرينية عن حقوق الإنسان، ابتسام الصايغ، ناقوس الخطر بشأن انتشار مرض السل الرئوي شديد العدوى في سجن جو المركزي في البحرين، في ظل تعنّت السلطات في السماح بفحص المصابين أو تقديم الرعاية الطبية لهم.

السل ينتشر في السجون البحرينية 

وقالت المدافعة البحرينية عن حقوق الإنسان، ابتسام الصايغ، إنّ الأمراض تنتشر بسبب رداءة السجون، والإهمال الطبي المتعمّد للمرضى وتأخير العلاج، فضلاً عن الاكتظاظ، الذي يسبب انتشاراً سريعاً للعدوى"، مشيرةً إلى أنّ "حياة المعتقلين على صفيح النار وفي خطر.

ولأنّ حالاً من الخوف والقلق تسود أسر معتقلي الرأي في البحرين بسبب تفشي أمراض مُعدية وخطرة بين السجناء ومعتقلي الرأي في ظلّ تجاهل وزارة الداخلية البحرينية نداء الأهالي ومناشدة المنظمات الحقوقية، أطلق مغردون هاشتاغ  "#أطلقوا_سجناء_البحرين"، في رسالة إلى من لا يعلم ماذا يجري في البحرين، وأخرى إلى العالم لإنقاذ أرواح المعتقلين.

سجناء بحرينيون: نخشى الموت قريباً

قال السجين السياسي البحريني المُصاب بمرض السل، حسن عبد الله حبيب، إنّه يخشى وفاته قريباً في حال واصلت السّلطات منعه من الحصول على الرعاية الطبية، مضيفاً أنّ "سجينين آخرين ظهرت عليهما الأعراض، لكن لم يجرِ فحصهما ولا علاجهما".

وأوضح عبد الله حبيب أنّه يُعاني مرضين خطرين في الدم، وهما: فقر الدم المنجلي والتلاسيميا، وكان يكافح للحصول على رعاية كافية في  السنوات الــــ8 التي أمضاها في السجن.

وبعد أن تمكّن منه المرض الأسبوع الماضي، أُرسل إلى مستشفى السلمانية، حيث أخبره الأطباء بأنه مُصاب بالسل، فضلاً عن تجمع السوائل في رئتيه وخصيتيه، ومشكلات في القولون والنخاع الشوكي، وقد أُزيلَت إحدى عقده الليمفاوية، وأُعيد إلى السجن.

وحبيب بقي 4 أشهر من دون جراحة طارئة، وهو مُصاب بمرض السكريّ، وبحاجة إلى تغيير دمه لوجود تكسّر في الدم، بحسب الطبيبة المختصة المعالجة، وقد حُرم العلاج سابقاً، إلى أن تدهور وضعه الصحي، فنقل إلى المستشفى، حيث مكث 3 أسابيع، وحدّد موعد للعملية الجراحية، إلا أنّ إدارة سجن جو رفضت، ولا تزال ترفض نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وقالت أسرة المعتقل السياسي الثاني نزار الوداعي: "ابننا يعاني أيضاً أعراضاً مشابهة لأعراض السل واحتُجز في السجن الانفرادي على مدار أيام".

وطالبت أسرة المعتقل السياسي الثالث مرتضى محمد عبد الرضا، المُصاب أيضاً بأعراض مشابهة، بإجراء فحص وعلاج فوري له.

منظمة العفو الدولية: اللامبالاة تصرّفٌ وحشي ولا معنى له

في سياقٍ متصل، قالت منظمة العفو الدولية في تغريدة على "تويتر" إنّ السلطات البحرينية ترتكب إهمالاً كبيراً بعدم توفير الرّعاية الطبية اللازمة للسجناء مع تأكيد وجود إصابات بمرض السّل داخل سجن جو المركزي.

ورأت المنظمة أنّ مثل هذه اللامبالاة بالاحتياجات الطبية للسجناء تصرّفٌ وحشي ولا معنى له.

وأضافت عبر حسابها في تويتر أنه جرى التثبت من إصابة حسن عبد الله بالسل بعد إجراء فحص طبي له، ومع ذلك أعيد إلى السجن بعدما بلّغ  الطبيب أسرته قبل يومين إصابته بهذا المرض".

وأكّدت المنظمة أنّ إدارة السجن ترفض إجراء فحص السل لنزار الوداعي، المسجون انتقاماً من قريبه، الذي يعيش في المنفى، وهو أحمد الوداعي، مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، على الرغم من ظهور أعراض لديه مشابهة لأعراض مرض السل بعد اختلاطه بأحمد جابر، وهو سجين ثبتت إصابته بهذا المرض.

ولفتت منظمة العفو إلى أنها تواصل العمل لتوثيق هذا النوع من الإهمال الطبي في سجن جو منذ عام 2018".

يُشار إلى أنّ مجموعات حقوقية دولية دعت مراراً إلى إجراء تحقيقات مستقلة في حدوث هذه الوفيات لأنّ نظام السجون في البحرين معروف بالاكتظاظ وسوء الصرف الصحي وتأخر التشخيص والإهمال الطبي المتعمد.

ويطالب البحرينيون بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجون السلطات البحرينية من خلال الحراك الشعبي السلمي.

اخترنا لك