السيد نصر الله للأميركيين: إذا دفعتم بلبنان إلى الفوضى.. فـ"إسرائيل" لن تكون بمنأى عنها

خلال كلمة في ذكرى القادة الشهداء، الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يتحدث عن الأوضاع الداخلية في لبنان، وعن تطورات المنطقة، لا سيما ما يخص الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وتداعيات الزلزال في سوريا وتركيا.

  • الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال كلمته في ذكرى القادة الشهداء
    الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال كلمته في ذكرى القادة الشهداء

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الخميس، أنّ "من يريد أن يدفع بلبنان إلى الفوضى والانهيار، عليه أن يتوقع كل ما لا يخطر في باله". 

وتوجّه السيد نصر الله، خلال كلمة في ذكرى القادة الشهداء، إلى الأميركيين بالقول: "إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى، فعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة، وفي مقدمتها ربيبتكم إسرائيل". 

وأضاف السيد نصر الله أنّ المقاومة "كما كانت جاهزة للحرب دفاعاً عن نفط لبنان، فهي جاهزة لمواجهة ربيبتكم إسرائيل، وإن غداً لناظره قريب". 

وفي شأن استخراج النفط، أكّد السيد نصر الله أنّ المقاومة لن "تسمح أبداً بحصول تسويف بشأن استخراج النفط من المياه اللبنانية".

وحذّر السيد نصر الله من أي تسويف بشأن استخراج النفط من المياه، منبّهاً  الأميركيين بالابتعاد عن هذه المسألة". 

وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ "من يراهن على أنّ الألم والوجع سيجعلان بيئتنا تتخلى عن مبادئها وإنجازاتها، فهو واهم". 

إنجازات المقاومة تحققت بفضل دماء الشهداء

وبالحديث عن القادة الشهداء في ذكراهم، أكّد السيد نصر الله أنّ "إنجازات المقاومة تحققت بفضل دماء الشهداء القادة وكل الشهداء في حركات المقاومة، والجيش اللبناني، والفصائل الفلسطينية والجيش السوري كذلك". 

وأضاف السيد نصر الله، أنّ إحياء ذكرى الشهداء القادة في كل عام يأتي تعبيراً عن "الوفاء والتقدير لهم ولجهادهم وتضحياتهم، وأيضاً للسيدة الجليلة أم ياسر". 

وتابع أنّ "إحياء ذكراهم هو للتذكير والتعريف بهم من جديد، لأنّ الكثير من الأجيال الحاضرة قد لا يعرفون من 40 أو 30 سنة ماذا حدث"، مؤكّداً أنّ هذه الذكرى، "يمكن استلهام الكثير منها في مواجهة الظروف الصعبة الحالية والتحديات الكبرى". 

ومستحضراً الشهداء القادة، أكّد السيد نصر الله أنّ "القادة الشهداء تمسكوا بخيار المقاومة، رغم كل الصعوبات والخذلان والطعن". 

عنوان المعركة الحالية: الحفاظ على المقاومة

وشدّد على أنّ "إنجازات المقاومة هي من مسؤولية الجميع"، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر "يمثّل المعركة التي تُخاض الآن، والتي من أهم عناوينها الحفاظ عليها". 

وأوضح السيد نصر الله في هذا السياق، أنّ "هناك الآن تحدي مواجهة الأدوات الإعلامية والسياسية والاقتصادية الأميركية، وفي مقدمها سعر الدولار". 

وبحسب السيد نصر الله، فإنّ "ما يساعد الأميركيين في خطتهم، هو وجود الفساد والأخطاء في الإدارات في البلد المستهدف". 

وأردف متوجهاً إلى الجماهير: "علينا المبادرة والتخطيط والتعاون من أجل إسقاط مشروع الفوضى والهيمنة والعبث بعقول شعوبنا للسيطرة عليها". 

السيد نصر الله معزياً بضحايا زلزال سوريا وتركيا

وخلال خطابه، توجه السيد حسن نصر الله، برسالة تعزية إلى كل من سوريا وتركيا، حكومة وشعباً، بضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، الأسبوع الماضي.

وقال السيد حسن نصر الله، إنّ ما حصل "مأساة إنسانية عظيمة، وهو اختبار لإنسانية كل شخص وطرف وجمعية وبلد". 

وشدّد على أنّ "الإدارة الأميركية سقطت أمام اختبار الإنسانية في سوريا، وكشفت عن وجهها الإجرامي الوحشي"، إذ "تركت الناس يموتون في الأيام الأولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا". 

اقرأ أيضاً: هكذا قتلت العقوبات الأميركية السوريين تحت أنقاض الزلزال

وأشار السيد نصر الله إلى "التعامل بتمييز وازدواجية على صعد مختلفة مع تداعيات الزلزال في تركيا وسوريا"، موضحاً أنّ "التعامل الغربي بازدواجية مع الزلزال المدمر في البلدين هو سقوط إنساني مدوٍّ". 

ودعا الجميع، في السياق، إلى مساعدة سوريا وتركيا من أجل عودتهما إلى الحياة الطبيعية، مؤكّداً أنّ ذلك "يمثل التحدي الأصعب". 

ووصف السيد نصر الله الخطوات اللبنانية الرسمية تجاه سوريا بـ"الممتازة"، موضحاً أنّ "ما تردد عن ضغط من حزب الله هو حكي فاضي". 

وبيّن أنّ "المطلوب أن يستمر لبنان في جهده حيال سوريا، ليكون جزءاً من الجهد العربي في كسر الحصار عليها"، مشدداً على أنّ "المستفيد الأول من كسر الحصار على سوريا هو لبنان". 

اقرأ أيضاً: قوافل مساعدات حزب الله تصل إلى اللاذقية.. وقوافل نحو مدن سورية أخرى

على لبنان وضع خطط طارئة تحسباً لوقوع زلزال 

كما أشار السيد نصر الله إلى أنّ "لبنان بات أمام تحدّ جديد، ألا وهو احتمال وقوع الزلزال بحسب توقعات الخبراء"، مؤكّداً أنّ "على الحكومة - حتى ولو كانت حكومة تصريف أعمال - المبادرة إلى وضع خطط طارئة تحسباً لوقوع زلزال". 

وأضاف السيد نصر الله أنّ "لبنان، ورغم إمكاناته المتواضعة، يمكنه وضع خطط طارئة وشاملة لمواجهة احتمال وقوع زلزال".  ووفق نصر الله، فإنّ "من ضمن الخطوات الأولى الواجب دراستها من قبل الدولة، هو ترميم الأبنية المتصدعة". 

يجب مواصلة الجهود لحل مسألة الرئاسة

وتطرّق السيد نصر الله خلال خطابه إلى الشأن الداخلي اللبناني، لافتاً إلى أنّ "التفاهم مع التيار الوطني الحر في وضع حرج"، متأملاً "الحفاظ عليه من أجل المصلحة الوطنية".

وأوضح أنّ "لا جديد في الملف الرئاسي اللبناني"،  مشدداً على أنّ "هذا الاستحقاق داخلي، ولا أحد يمكنه فرض رئيس على البلد". 

وأكّد السيد نصر الله وجوب "مواصلة الجهود من أجل البحث عن آفاق واتفاق وتفاهم لحل مسالة الرئاسة". 

وعن الوضع الاقتصادي اللبناني، أشار السيد نصر الله إلى "الارتفاع المتفلت في سعر الدولار"، مشدداً على أنّ "ارتفاع الأسعار تجب معالجته، ومطالب القطاع العام محقة جداً". 

وبيّن أنّ "ما يحصل في لبنان سببه الرئيسي هو الضغوط الأميركية وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبرة"، مؤكداً "وجوب السعي لإنجاز اقتصاد قوي في لبنان والبحث عن أسواق أخرى كالصين وروسيا مثلاً". 

وأضاف أنّه "لا يمكن انتظار إرضاء الأميركيين من أجل حل أزمتنا"، مشيراً إلى أنّ "ليس هناك حد لمطالب الأميركيين في أي مفاوضات مباشرة". 

ولفت إلى أنّ "الأميركيين أرسلوا الكثير من الرسائل إلى إيران من أجل إجراء مفاوضات مباشرة لكن طهران رفضت ذلك". 

حكومة الاحتلال تدفع الأمور في اتجاه صدامين كبيرين

وبالحديث عن الوضع الإسرائيلي الداخلي، أكّد السيد نصر الله أنّ "حكومة العدو الحمقاء الحالية تدفع الأمور في اتجاه صدامين كبيرين". 

وأوضح أنّ "الصدام الأول، هو داخلي إسرائيلي، أمّا الثاني ففلسطيني"، مشيراً إلى أنّ الصدام الفلسطيني "قد يمتد إلى المنطقة كلها". 

وأضاف السيد نصر الله أنّ "الوضع الإسرائيلي الداخلي هو غير مسبوق، وخصوصاً في ظل تأكيد أركان في الكيان عن حرب داخلية".  

وأشار إلى أنّ "رئيس كيان الاحتلال نفسه أقرّ بمخاوفه من انفجار وشيك داخلي وانهيار الكيان". 

اقرأ أيضاً: "إسرائيل على حافة الهاوية".. مسؤولون يتحدثون عن اقتراب أعمال العنف

 وتابع السيد نصر الله: "نقف بإجلال أمام الشعب الفلسطيني، وخصوصاً أمام جيله الشاب في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة". 

وبيّن أنّ "المنطقة الآن أمام مقاومة وانتفاضة فلسطينيتين حقيقيتين"، لافتاً إلى أنّهما "محتضنتان من قبل الشعب الفلسطيني". 

الرهانات على "انهيار إيران" محض أوهام 

وفي سياق حديثه عن ذكرى انتصار الثورة الإسلامية  في إيران، أكّد السيد نصر الله أنّ "المسيرات المليونية الأخيرة في إيران في ذكرى الثورة غابت عن أغلبية الإعلام الغربي، وبعض الإعلام العربي". 

وأشار السيد نصر الله إلى أنّ "العالم الغربي تجاهل المسيرات المليونية في إيران، في وقت ركز على بعض أعمال الشغب للتحريض على إيران". 

وتوجّه للمراهنين على "انهيار إيران" قائلاً: "رهاناتكم أوهام، ولا يمكن البناء عليها، لأنّها حسابات فاشلة"، مشدداً على أنّ "المظاهرات الإيرانية الأخيرة الداعمة للثورة هي أكبر جواب على كل المراهنين على السراب". 

يذكر أنّ مسيرات خرجت في أكثر من 1400 مدينة إيرانية، إحياءً للذكرى الـ 44 لانتصار الثورة الإسلامية في إيران.

 اقرأ أيضاً: في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية.. إيران تستعرض قدراتها العسكرية

اخترنا لك