الأمن السوداني يفرّق آلاف المحتجين في الخرطوم ومقتل متظاهرين اثنين

القوات الأمنية السودانية تفرق تظاهرة بالغاز المسيل للدموع في الخرطوم دعا إليها "تجمّع المهنيين"، ومقتل متظاهرين اثنين أثناء المظاهرات.

  • شهدت تظاهرات الأسبوع الماضي سقوط 5 قتلى من المتظاهرين في مواجهات مع الأمن
    شهدت تظاهرات الأسبوع الماضي سقوط 5 قتلى من المتظاهرين في مواجهات مع الأمن (أ ف ب)

قتل متظاهران مناهضان للحكم العسكري في السودان، اليوم الأحد، فيما كانا يشاركان في تظاهرات في أم درمان، الضاحية الشمالية الغربية للخرطوم، بحسب ما أفادت لجنة الأطباء المركزية المناهضة للانقلاب.

ولفتت لجنة الأطباء إلى أن أحدهما "قضى برصاصة في صدره، أمّا الثاني فتعرض لضربةٍ شديدةٍ في الرأس تسببت بتحطيم جمجمته". 

في غضون ذلك، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني، اجتماعاً برئاسة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.

وبحسب صحيفة "الانتباهة" السودانية، عقد الاجتماع الطارئ في القصر الجمهوري، حيث استمع الأعضاء فيه إلى تقارير الأجهزة الأمنية حول الأحداث التي صاحبت المظاهرات خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأعلن المجلس وفق الصحيفة، "أسفه" على الأحداث المصاحبة للمظاهرات، موجهاً مجلس الأمن والدفاع بالإسراع في "استكمال إجراءات التحري والتحقق ومحاسبة المتورطين في الأحداث وجدد ثقته في القوات النظامية".

وكانت السلطات السودانية أغلقت صباح اليوم الأحد الجسور التي تربط الخرطوم بضواحيها، ونشرت العديد من قوات الأمن على عربات مزودة بأسلحة، قبيل تظاهرات "مليونية الشهداء"، التي دعا إليها تجمّع المهنيين السودانيين، للمطالبة بحكم مدني وإدانة العنف الدموي في احتجاجات الأسبوع الماضي.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في العاصمة الخرطوم.

وتجمع المحتجون في مسيرة باتّجاه القصر الرئاسي في وسط العاصمة، وهم يحملون أعلام السودان ولافتات كتب عليها "العسكر إلى الثكنات". وهتفوا "الردة مستحيلة" و"السلطة سلطة شعب" عندما أطلقت العناصر الأمنية عليهم الغاز المسيل للدموع.

وكان "تجمّع المهنيين" قد دعا في بيان أمس السبت إلى جعل عام 2022 عاماً للمقاومة المستمرة.

وقال البيان إنه يدعو "جماهير الشعب السوداني وجموع المهنيين السودانيين والعاملين بأجر في كل مدن وقرى السودان إلى الخروج والمشاركة الفعالة في المواكب المليونية اليوم الأحد، فلنجعل منه عاماً للمقاومة المستمرة".

وتزامناً مع الدعوات، قطعت خدمة انترنت الهواتف الجوّالة في الخرطوم.

كما أفادت مجموعة "نت بلوكس" التي تتعقّب أعطال شبكات الانترنت في حسابها على تويتر أنه "تمّ تأكيد تعطل الإنترنت عبر الهاتف المحمول في السودان قبيل احتجاجات مناهضة للانقلاب في الخرطوم".

وأغلقت السلطات السودانية الأسبوع الماضي، عدداً من الجسور في العاصمة الخرطوم استباقاً للاحتجاجات المرتقبة. وكان تجمّع المهنيين قدّم مقترحاً أطلق عليه اسم "الميثاق السياسي" لاستكمال ثورة كانون الأول/ديسمبر.

وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، رفض "تجمّع المهنيين" الاتفاق السياسي الجديد الذي أبرم بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، واصفاً إيّاه بأنه "خيانة" و"محاولة لشرعنة الانقلاب".

وينصّ المقترح على "إسقاط المجلس العسكري وسلطته بشكلٍ تام وتشكيل سلطة انتقالية مدنية لمدة 4 سنوات"، بالإضافة إلى "تشكيل مجلس تشريعي مدني مكوّن من القوى الثورية بالإضافة إلى بناء وهيكلة القوات النظامية وتفكيك وتسريح كل المليشيات".

وأشار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، يوم الجمعة الماضي إلى تمسكه بـ"حماية البلاد من الانزلاق نحو الفوضى"، والمحافظة على الفترة الانتقالية.

يذكر أنّه في 21 كانون الأول/يناير الماضي قالت وكالة "رويترز" إنَّ رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، "أبلغ مجموعةً من الشخصيات القومية والمفكرين، الذين اجتمعوا معه، بأنَّه يعتزم التقدم باستقالته من منصبه".

فجر الإثنين 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 أعلن في السودان عن إنقلاب عسكري، استهدف حل الحكومة ومجلس السيادة واحتجاز وزراء الحكومة ورئيسها، ومسؤولين وحزبيين، وأعلن قائد الجيش حالة الطورائ، فأي مستقبل ينتظر السودان؟

اخترنا لك