المجر: منع نشوب صراع مباشر بين الناتو وروسيا أولوية قصوى

الخارجية المجرية تؤكد أن منع نشوب صراع مباشر بين الناتو وروسيا يعد أولوية قصوى، وترفض إدراج شركتي طاقة روسيتين في قوائم العقوبات ضدّ روسيا.

  •  وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو (أرشيف).
    وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو 

حذر وزير الخارجية المجري (الهنغاري)، بيتر سيارتو، من أنّ "خطر التصعيد بين الناتو وروسيا سيظلّ قائماً ما دامت أزمة أوكرانيا مستمرة"، مؤكداً أنّ "منع نشوب صراع مباشر بين الناتو وروسيا يعدّ أولوية قصوى لدى بلاده".

وقال سيارتو رداً على سؤال: "لقد سألتني عما إذا كان خطر التصعيد موجوداً. جوابي هو بالطبع، ما دام هناك حرب فإنّ خطر التصعيد موجود"، وأضاف: "عندما تسألني ما أهمّ واجب الآن، أقول لك هو تجنّب أي نوع من الصراع المباشر بين الناتو وروسيا، لأنّ هذا من شأنه أن يؤدّي إلى وضع لا يريد أيّ منا الذهاب إليه".

وتابع: "عندما نجلس مع زملائنا في الناتو، فهذه المسألة تكون دائماً هي قضيتنا الأولى، أي تجنب الصراع بين الناتو وروسيا"،   مشدداً على أنه  "بدون اتفاق أميركي- روسي، وبدون محادثات روسية- أميركية، لن يتمّ حلّ هذا الوضع، سواء شئنا أم أبينا".

فرض عقوبات إضافية على شركتي طاقة روسيتين

وفي إطار الحديث عن العقوبات، أكد سيارتو أنّ "بلاده لن توافق أبداً على إدراج شركتي الطاقة "غازبروم" و"روساتوم" الروسيتين، في قوائم العقوبات الغربية ضدّ روسيا".

وأضاف في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، خلال وجوده في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: "أستطيع أن أتحدّث بكلّ صراحة في هذا الشأن، فأنتم لستم أول من أقول له هذا: نحن لن نوافق أبداً على إدراج شركتي غازبروم وروساتوم في قائمة العقوبات، ولن نوافق أبداً على فرض عقوبات ضدّ أيّ مؤسسة مهمة بالنسبة لنا في ما يتعلق بإمدادات الطاقة".

وشدّد الوزير على أنّ بودابست "تعدّ موضوع إمدادات الطاقة من روسيا، ضمن مسائل السيادة الوطنية".

وقال: "لذلك، ليكن الجميع في أوروبا على ثقة بأننا لن نعطي موافقتنا أبداً على فرض عقوبات من شأنها أن تعرّض استثماراتنا في المجال النووي للخطر"، موضحاً: "طبعاً، إذا  فرضت عقوبات على شركة روساتوم، فسيتمّ إغلاق مشروع بناء محطة باكش الكهروذرية في بلادنا. هل نرغب نحن بذلك ونوافق عليه؟ طبعاً، لا. وبالتالي، هل سنوافق إذا طرحت مثل هذه المبادرة؟ حتماً، لا".

الاتحاد الأوروبي "لا يناقش حالياً رفع العقوبات" عن روسيا

كذلك، أشار سيارتو إلى أنّ "الدول الأوروبية لا تناقش بعد إمكانية رفع العقوبات المفروضة على روسيا في ما يتعلق بالأحداث في أوكرانيا"، وأضاف: "لا،لا، الوضع عكس ذلك تماماً".

وقال: "يصعب عليه الردّ على سؤال عمّا إذا كان نقص موارد الطاقة في الشتاء قد يدفع دول الاتحاد الأوروبي إلى تخفيف القيود المفروضة على روسيا".

وقبل أيام، أعلن رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، أنّ الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات شخصية وقطاعية جديدة ضد روسيا، على خلفية الاستفتاء في دونباس والمناطق المحررة من أوكرانيا.

سيارتو التقى لافروف في نيويورك

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أمس أنّ وزير الخارجية، سيرغي لافروف، التقى نظيره الهنغاري بيتر سيارتو، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مشيرةً إلى أنّ الوزيرين "بحثا خلال اللقاء التعاون بين البلدين في قطاع الطاقة، مع مراعاة الأوضاع الدولية غير المواتية".

وأوضح بيان الخارجية الروسية أنّ الوزيرين: "ناقشا المجالات الواعدة للتعاون الاقتصادي-التجاري بين روسيا وهنغاريا، وكذلك المهمات العملية لمواصلة تطوير التعاون في مجال الطاقة، مع مراعاة الوضع الدولي غير المواتي"، وأنه "جرى تبادل لوجهات النظر بين الوزيرين بشأن بعض قضايا نشاطات الأمم المتحدة، وتمّ بحث المشكلات الدولية ذات الاهتمام المشترك".

دول أوروبية لن تتمكن من مواجهة الشتاء بدون الغاز الروسي

وفي سياق آخر، كشف سيارتو عن أنّ "هناك دولاً أوروبية لن تتمكن من مواجهة فصل الشتاء بدون الغاز الروسي"، مضيفاً أنّه "على النقيض، فإنّ بودابست لديها ما يكفي من الغاز لمواجهة فصل الشتاء بفضل الإمدادات الروسية".

وقال: "إذا تمّ وقف إمدادات الغاز الروسية عن هنغاريا، فلن نتمكن من مواجهة الشتاء، ولكن الآن لدينا ما يكفي منه، وبشكل عام، هناك بعض الدول في أوروبا، من المستحيل عليها مواجهة الشتاء بدون الغاز الروسي".

وتابع: "بلغ تخزين الغاز في هنغاريا نسبة مرضية 41٪ بفضل تعاونها مع شركة غازبروم الروسية، بينما تواجه أوروبا عموماً قصوراً في الغاز".

ومنذ أيام، هدّد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة ضدّ روسيا على خلفية الاستفتاءات على ضمّ "أراضٍ أوكرانية" إليها، وصرّح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل بأنه"ستتمّ محاسبة روسيا وقيادتها السياسية وجميع المشاركين في هذه الاستفتاءات وغيرها من انتهاكات القانون الدولي في أوكرانيا، وسيجري النظر في اتخاذ تدابير تقييدية إضافية ضد روسيا". 

وكان رئيس وزراء هنغاريا (المجر) فكتور أوربان قال، في وقت سابق هذا الشهر، إنّه "تمّ فرض 11 ألف عقوبة ضد روسيا حتى الآن، لكنها لم تنجح، وقد يتسبب التضخم ونقص الطاقة الناتج عن ذلك في ركوع أوروبا على ركبتيها".

وأوضح أوربان أنّ "محاولات إضعاف الروس لم تنجح حتى  الآن، بل على العكس من ذلك، فإنّ التضخم الحاد، ونقص الطاقة الناجم عن العقوبات قد يجبر أوروبا على الركوع".

وتعد هنغاريا واحدة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي تعارض سياسة العقوبات ضد روسيا، وتعدّها مضرة بأوروبا أكثر من موسكو، فيما تعتمد هنغاريا على الغاز الروسي لتلبية 85% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، وأكدت أكثر من مرة تمسكها بعقود النفط والغاز مع روسيا.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك