باريس تتراجع عن تصريحات ماكرون بشأن الضمانات الأمنية لروسيا

الإليزيه يقول إنّ تصريح الرئيس إيمانويل ماكرون الأخير حول منح روسيا "ضمانات أمنية" أُخرج من "سياقه"، وذلك قبل انعقاد مؤتمر جديد الثلاثاء في باريس بشأن مساعدة أوكرانيا.

  • باريس تتراجع عن تصريحات ماكرون بشأن منح روسيا ضمانات أمنية:
    باريس تتراجع عن تصريحات ماكرون بشأن منح روسيا ضمانات أمنية: "أخرجت من سياقها"

قالت الرئاسة الفرنسية (الإليزية)، الجمعة، أنّ تصريح الرئيس إيمانويل ماكرون الأخير حول منح روسيا "ضمانات أمنية" أُخرج من "سياقه"، وذلك قبل انعقاد مؤتمر جديد الثلاثاء في باريس بشأن مساعدة أوكرانيا.

وأكّدت الرئاسة الفرنسية أنّ "الحوار بين رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ممتاز".

وأضافت أن "هناك فرق بين بعض الحركات أو بعض الأشخاص الذين يسعون إلى اجتزاء قسم من جملة خارج سياقه، وبين واقع العمل الذي نقوم به والذي يتم فعلاً دون صعوبة".

وأوضح الإليزيه أن رئيس الدولة الفرنسي "يصف فقط ما يطالب به الأوكرانيون أنفسهم"، وتابع: "الأوكرانيون أنفسهم هم بالطبع أول من يريد إنهاء هذه الحرب، وفي نهاية المطاف، في نهاية الحرب، هناك مفاوضات".

وختمت الرئاسة الفرنسية بقولها "نتحدث مع بعضنا البعض يومياً، وأحياناً عدة مرات في اليوم للتحضير لهذا المؤتمر. لا توجد أي صعوبة".

ويأتي كلام الرئاسة الفرنسية بعدما شدد الرئيس الفرنسي على أنّه "سيكون من الضروري أيضاً إعطاء "ضمانات" لروسيا لإيجاد توازن معها"، وذلك عند حديثه مع نظيره الأميركي جو بايدن عن الهيكلية الأمنية في أوروبا وإعادة بنائها بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا.

وأضاف ماكرون أن "إحدى النقاط الأساسية لدى روسيا هي الخوف من أن يأتي حلف شمال الأطلسي إلى أبوابها، ونشر أسلحة يمكن أن تهدد روسيا".

ومباشرةً أعرب مسؤولون أوكرانيون وأوروبيون عن انزعاجهم ومعارضتهم لفحوى تصريح ماكرون، وطالبوا بتوضيح.

واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، أنّ حلّ الحرب في أوكرانيا، يتطلّب تقديم "ضماناتٍ أمنيةٍ لأوكرانيا"، متابعاً: "سيتم البحث لاحقاً بالنسبة إلى ضماناتٍ مماثلةٍ لروسيا".

 وقال بوريل إنّ "الخروج من الحرب يجب أن يكون باحترام الشرعية الدولية"، وأشار إلى أنّ هذا الأمر يتطلّب تسديد موسكو تعويضاتٍ مالية، والبتّ قضائياً في جرائم الحرب، وانسحاب القوات الروسية. 

وكان الرئيس الفرنسي أكّد في أكثر من مرة "ضرورة أن تتضمّن هندسة الأمن المستقبلية في أوروبا ضمانات لروسيا"، وقال مؤخراً، خلال مقابلة أجرتها معه قناة "TF1"، إنه "يجب أن نفكر في الهيكل الأمني ​​الذي سنعيش في ظله غداً. نحن نتحدث، بصورة خاصة، عن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أنّ الناتو يقترب من حدود روسيا، وينشر أسلحة يمكن أن تهددها".

وسيعقد مؤتمر "من أجل الصمود وإعادة الإعمار في أوكرانيا" في باريس الثلاثاء، هدفه "شرح احتياجات أوكرانيا لضمان صمودها الاقتصادي في زمن الحرب وإعادة إعمارها على المدى المتوسط"، بحسب وزارة الاقتصاد الفرنسية.

يُذكَر أنّ روسيا أعلنت، في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، تسليمها قائمة "مقترحات" إلى الولايات المتحدة، تشمل الضمانات القانونية التي تطالب بها من أجل المحافظة على أمنها.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية، في وثيقتها، أنّه، من أجل تهدئة الوضع في أوكرانيا، كان يكفي أن تفي كييف بتنفيذ اتفاقيات مينسك، وأن يتمّ إيقاف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

اخترنا لك