تقرير أميركي: الضوء الأميركي الأخضر لـ"إسرائيل" يخلق الشك في شرعية النظام الدولي

تقرير في موقع "ذا نايشن" الأميركي، بعنوان "غزة تظهر الفرق بين القانون الدولي والنظام الدولي القائم على القواعد"، يكشف أن بايدن ونتنياهو يظهران "حقيقة النظام الدولي القائم على القواعد وليس القانون" وأنه "ليس عالماً من الحرية بموجب القانون، بل مقبرة جماعية".

  • أكثر من ألف مجزرة بحق العائلات في غزة.. عدد الشهداء يتجاوز الـ9400
    أكثر من ألف مجزرة بحق العائلات في غزة

تحدث تقرير في موقع "ذا نايشن" الأميركي، بعنوان "غزة تظهر الفرق بين القانون الدولي والنظام الدولي القائم على القواعد"، عن كيف أنّ "الالتزام بهيمنة الولايات المتحدة في العالم بات هو من يحدد من يحق له ومن لا يحق له أن ينتهك البنية التي تقيّد عنف الدول والحكومات".

وأشار التقرير إلى أنّ "الضوء الأخضر الذي أعطاه بايدن لإسرائيل يخلق الشك في شرعية النظام الدولي القائم على القواعد"، مضيفاً أنه "يوضح أيضاً ماهية هذا النظام حقاً، ففي حين يبدو النظام الدولي القائم على القواعد أشبه بـالقانون الدولي، فإنه في واقع الأمر عبارة عن استبدال القانون الدولي بصلاحيات الهيمنة الأميركية".

ولفت إلى أنّ "أنصار النظام الدولي القائم على القواعد يسعدون باستخدام القانون الدولي أو الإشادة به عندما يخدم الولايات المتحدة، كما هو الحال عندما تسعى المحكمة الجنائية الدولية إلى اعتقال فلاديمير بوتين، ولكن الولايات المتحدة لن تقدم نفسها أبداً إلى المحكمة الجنائية الدولية".

وأضاف أنه "في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، ألغت الولايات المتحدة توقيعها غير المصادق عليه على المعاهدة المنشئة للمحكمة، وفي عهد الرئيس دونالد ترامب، فرضت عقوبات على عائلات المدعين العامين للمحكمة الجنائية الدولية الذين فتحوا تحقيقاً في جرائم الحرب الأميركية في أفغانستان".

وتابع أنّ "هذه هي الطريقة التي يعمل بها النظام الدولي القائم على القواعد، فهو لا يحل محل آليات القانون الدولي، ولكن يضع العلامات النجمية بجانبها، فقد تكون القواعد ملزمة لخصوم الولايات المتحدة، ولكن يمكن للولايات المتحدة وعملائها الانسحاب منها".
 
وأوضح تقرير "ذا نايشن" أنّ "التاريخ الموجز للكيفية التي أمضت بها الولايات المتحدة لحظة ما بعد الحرب الباردة كقوة عالمية عظمى يظهر صعود النظام الدولي القائم على القواعد على حساب القانون الدولي، فعندما رفضت الأمم المتحدة الإذن بالحرب على صربيا لإنقاذ كوسوفو، تصرفت الولايات المتحدة وكأن حلف شمال الأطلسي يستخدم نفس التفويض، ولم تكن أيّ دولة قوية بالقدر الكافي لتحدي تأكيدها".

وأردف أنه "ما بدأ كاستجابة لحالة الطوارئ في البلقان أصبح الآن روتينياً، فقد حوّل الرئيس باراك أوباما مهمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في ليبيا إلى دعم الإطاحة بمعمر القذافي، ونشرت الولايات المتحدة قواتها في شرق سوريا دون تفويض من الأمم المتحدة أو دعوة من بشار الأسد الذي لا يزال يعاني الحرب، كما أمر ترامب باغتيال قاسم سليماني، أحد أهم الشخصيات في الحكومة الإيرانية".

وختم التقرير بالإشارة إلى أنّ ما "تفعله إسرائيل في غزة، إذ تدرك إسرائيل أن لديها شيئاً أقوى من القانون الدولي، وهو حماية النظام الدولي القائم على القواعد".

وفي وقت يعتبر فيه مؤرخون وخبراء، مثل راز سيغال من جامعة ستوكتون وعمر بارتوف من جامعة براون، أنّ "إسرائيل على عتبة ارتكاب الإبادة الجماعية أو تجاوزتها، وفي وقت أصبح العال يراقب إسرائيل وهي تدمر غزة بالأسلحة الأميركية والدعم الدبلوماسي، يُظهر بايدن ونتنياهو حقيقة النظام الدولي القائم على القواعد: ليس عالماً من الحرية بموجب القانون، بل مقبرة جماعية"، يؤكد التقرير الأميركي.

اقرأ أيضاً: ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 13 ألفاً بينهم 5500 طفل.. وعملية إخراج الجرحى من القطاع "بطيئة"

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك